الشافعى.. ثالث الأئمة الأربعة

 ضريح الإمام الشافعى فى القاهرة
ضريح الإمام الشافعى فى القاهرة

أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ 150-204هـ هو ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو إمام فى علم التفسير وعلم الحديث.

 

عنه يقول الدكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر: وُلد الشافعيُّ بغزة عام 150هـ فى أسرة فقيرة، ومات أبوه وهو صغير، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، عاش الطفل الصغير فى مكة عيشة اليتامى والفقراء، مع أن نسبه كان رفيعا شريفا لصلته بالنبى صلى الله عليه وسلم، وكان لذلك أثر عظيم فى حياته وأخلاقه، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر، ثم أخذ يطلب العلم فى مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو فتىً دون عشرين سنة، هاجر إلى المدينة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، كما ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، وإلى بغداد سنة 184هـ، ثم عاد إلى مكة وأخذ يُلقى دروسه فى الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية 195هـ، وقام بتأليف كتاب «الرسالة» الذى وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، وكتاب «جماع العلم» دافع فيه عن السنة دفاعا مجيدا، وغيرها من الكتب، جاء الشافعى إلى مصر سنة 199 هـ، ونزل على أخواله الأزد، كما فعل النبى حين قدم المدينة من النزول على أخواله بنى النجار، وهم أخوال عبد المطلب.

 


يقول باشا: عمل الإمام الشافعى قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء، وكان متواضعاً، ومعروفاً بالكرم والسخاء، ورعاً كثير العبادة، وشاعراً فصيحا، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً، أثنى عليه العلماء، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعى كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وكان يدعو إلى طلب العلم فيقول: «من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر فى الفقه نبُل قدره، ومن نظر فى اللغة رَقَّ طبعُه، ومن نظر فى الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه».توفى فى رجب سنة 204 هـ فى مصر، عن أربعة وخمسين عاماً.