خبراء علم النفس: «الأخبار الكاذبة تسبب جلطات فى الدماغ»

انتبه من فضلك.. انفعالاتك على السوشيال ميديا تدمر جهازك العصبي

الشخصية العصبية الأكثر تأثراً بمواقع التواصل
الشخصية العصبية الأكثر تأثراً بمواقع التواصل

كتب: عبد الصبور بدر

فى نهاية حياته شعر ألفريد نوبل بالندم الشديد لأن الناس استخدموا الديناميت، فى قتل البشر، وحولوا اختراعه إلى وسيلة للتدمير بدلا من الاستفادة به فى أعمال الخير، لكن مارك زوكربيرج مخترع الفيسبوك لم يعلن ـ بعد ـ عن ندمه رغم إصابة ملايين المستخدمين بمشاكل نفسية عويصة نتيجة سجنهم داخل صفحاتهم الشخصية، وإفشال علاقاتهم الأسرية، واستبدال مشاعرهم الحية الطازجة بأخرى باردة، خاصة بعد إضافة تطبيقات أخرى مشابهة إلى الفضاء الإليكترونى مثل تويتر وانستجرام وتيك توك وغيرها.

بات اللايك والكومنت بمثابة الدفعة والشراع لانفعالات مستخدم السوشيال ميديا، يتحكمان فى مشاعر الحزن والفرح، ويفسدان عليه حياته الطبيعية، ويحتكران اهتمامه، ويسرقان حريته.

لم تعد القيمة معيار الحكم، التفاعل فقط هو من يرفع صاحبه إلى قمة الترند ويحوله إلى بطل حتى ولو كان مجرما، ما جعل المستخدمين يلهثون خلف اللايك والكومنت من أجل الحصول على ثروة إليكترونية تمكنهم من الظهور والاستعراض.

ولكن استخدام السوشيال ميديا يختلف من شخص إلى آخر، حسب د.جمال فرويز استشارى الطب النفسى الذى يرى أن من يقعون تحت تأثير السوشيال ميديا هم الشخصيات العصابية الذين يفرحون بلايك، ويستطيع "كومنت" أن يعكر مزاجهم ويقلب يومهم.

ويشرح أن تلك الشخصيات تتمكن منها الشائعات التى تمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعى مهما كان مصدرها مجهولا، وهذا يسبب لها الكثير من الأمراض العضوية مثل السكر والقلب، وهناك من تصيبه الأخبار (الكاذبة) بجلطات فى المخ.

ويتابع: الشخصية العصابية تتضرر دائما من الأخبار والشائعات والضغوط، لافتا أن نسبة السيدات أكثر عددا فى هذه الفئة نتيجة الهرمونات التى توجد لديهن.

سلوك بشرى

ويوضح د.فرويز أن "اللايك" صلة كاذبة بين الأشخاص، والسوشيال ميديا وسيلة لقطع صلة الرحم، كما أن صفحة الفيسبوك وما ينشر عليها ليست دليلا أبدا على الشخصية الأصلية، على العكس، فهى تكون فى أغلب الأحيان بمثابة قناع مغلف بالطابع الدينى بهدف التضليل.

وحول تأثير السوشيال ميديا على السلوك البشرى والعلاقات الإنسانية يقول د.على النبوى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر إن الإنسان ابن بيئته، فعندما ظهر المذياع (الراديو) لأول مرة لم يتناغم معه البعض، وحرمه الكثير من الأشخاص فى الدول العربية، وهناك حادثة شهيرة حول قلق الشيخ محمد رفعت (قيثارة السماء) فى البداية أن يقرأ فى الإذاعة لأن أحدهم قال له إن الراديو قد يكون موجودا فى خمارة، وبالتالى لا يصح أن يخرج منه القرآن.

ويتابع د.النبوى: حين جاء الإنترنت وما يحمله من تطبيقات السوشيال ميديا المختلفة، أصبح هنا جيل ابن بيئته، لم يرفض هذه التكنولوجيا، بل جاء الرفض من الأجيال القديمة التى رأت أنها انفتاح وخلاعة وقلة حياء.

لغة الإيموشن

هؤلاء الشباب لديهم لغة جديدة يتحدثون بها، وEmotions يستخدمونها للتعبير عن الكلام، ما يؤثر على العقل البشرى بدليل أننا نرى كأطباء نفسيين أن هذا الجيل يتعامل مع الهاتف بشكل سلس وسهل، وهو مرح جدا على السوشيال ميديا، ولكن عندما تقابله وجها لوجه لا يتفاعل معك أبدا، لأنه لم يتدرب على تلك التعبيرات فى الواقع.

الجيل التالى أيضا قد يشهد حدثا جديدا، حين تظهر وسائل وطرق أخرى تغير فى الثقافات وطريقة التعبير ما يجعل الجيل الحالى قديما!