«الفول والجوافة».. قصة كوميدية جمعت الريحاني واستيفان روستي

الريحاني وروستي وزينات
الريحاني وروستي وزينات

ولد الفنان نجيب الريحاني، في 21 يناير عام 1889، وعاش على غذاء الفن ورحل وهو في قمة حبه للفن وعاش عيشة الأمراء وقبل موته قام برثاء نفسه.

اقرأ أيضاً| 5 نساء في حياة نجيب الريحاني.. الأولى أبكته 

وفي هذا الرثاء كتب الريحاني: "مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح"، ومات بالفعل في 8 يونيو 1949 وهو لا يملك شيئا.

أما الفنان استيفان روستي فقد تحدث عن الريحاني فقال: إنه "كان بحبوح وكريم مع الكل ومحب للخير دائما، حيث كان الريحاني واستيفان أصدقاء لمدة 35 عاما لم يفترقا أبدا"، بحسب ما قاله استيفان روستي لمجلة أخر ساعة في شهر يونيو عام 1959.

 

ويحكي استيفان علاقته مع الريحاني البحبوح أنهما كانا فقيرين لا يملكان قوت يومهما وظلا يعملان في مسرح الشانزليز بالفجالة، ليس ممثلين فقط إنما كانا يعملان كل شيء (تمثيل ونقل أخشاب وتظبيط ديكورات ويقوما على نظافة المسرح والميكانيست الكهربائي والميكانيكي أي الذين يخدمون ويصونون أجهزة وتقنيات العرض).

وكان استيفان ونجيب يجلسان آخر الليل مع صاحب المسرح ويقسمون الإيراد ويبدأوا في خصم إيجار المسرح ثم الأثاث وما تبقى يوزع على استيفان والريحاني والممثلين ثم الكومبارس.

ويقول استيفان: "ذات ليلة كان نصيبي ونصيب الريحاني ثلاث قروش من صافي الإيرادات وقال الريحاني لنذهب لنأكل أكلة فول جامدة وبالفعل كنا في جوع شديد، وكدنا نصل إلى باب المطعم حتى تصدت لنجيب متسولة عجوزة معها طفلين وصاحت المرأة يعمر بيتك الأولاد ماتوا من الجوع".

ويختتم: "قدم إليها الريحاني قرشين ثم قال لي تعال بقى نتعشى جوافة بالقرش اللي باقي، وضحك وسحب يدي بدون أن يعطيني فرصة أن أرفض أو اعترض وقال دي مفيدة جدا للجسم دي مليانة فيتامينات وفوسفور كمان".