مساعد وزير الخارجية الأسبق: ننتظر رؤية بايدن لقضايا الشرق الأوسط

 الرئيس  الأمريكى  جو بايدن
الرئيس  الأمريكى  جو بايدن

أيمن عامر

قالت السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن خطاب الرئيس  الأمريكى  جو بايدن فى مناسبة مرور المائة يوم الأولى من ولايته، كان يعبر عن حالة الاتحاد للشئون الداخلية فى الولايات المتحدة.

وأشارت إلى خطاب الرؤساء السابقين كان يقدموا  فيه تقرير عن تطور الأوضاع السياسية فى الولايات المتحدة فى 20 يناير ويتناولو فيها الميزانية المقترحة للدولة والحالة الاقتصادية والانجازات التى أنجزوها فى الفترات الماضية واقتراحاته التشريعية  ورأيه فى مقترحات تشريعية معروضه . 

اقرا ايضا|بايدن: لا نريد نزاعاً مع الصين.. ووفرنا 1.3 مليون وظيفة


وأوضحت السفيرة جيلان علام ، أن الرئيس بايدن خلافاً لهذه العادة قدم تقريرا عن حالة الاتحاد بعد المائة يوم الأولى  موضحة أن المائة يوم الأولى من ولاية أى رئيس كانت تعبر عن إيفاءه بوعوده الانتخابية واستشراف لمستقبله الرئاسى وقدراته فى تحقيق مهامه.

واشارت السفيرة جيلان علام ، إلى أن الرئيس بايدن لم يتحدث عن أزمة سد النهضة والقضية الفلسطينية والصراع فى شرق أفريقيا والتمييز العنصرى فى إسرائيل والقضايا التى تهم مصر والدول العربية ولكننا لا نستطيع الحكم عليه فى هذا الخطاب لأنه كان يتحدث واقتصر عن حالة الاتحاد والشئون الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية سوا بعض القضايا للتنافس مع الصين وروسيا وقضية المناخ وعلينا الانتظار للخطابات المقبلة للحكم على رؤيته لقضايا الشرق الأوسط.

ولفتت علام ، ان المائة يوم الأولى لبايدن كانت انتقالا من الرئيس السابق ترامب  وانتقالا من الحزب الجمهوري إلى الحزب الديمقراطى وهو تغير عميق شابهه انقسام فى صفوف الجماهير الأمريكية وبالتالى كان على الرئيس بايدن تقديم هذا الخطاب.


وقالت علام ، لأول مرة فى التاريخ الأمريكى  يجلس وراء الرئيس الأمريكى أمرأتين هما رئيسة مجلس الشيوخ نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وهو مؤشر ديمقراطى جديد، مشيره إلى أن الرئيس الأمريكى بدأ خطابه بقوله أنه جاء لإعلان السلام وبدأ خطط جديدة لبناء الدولة وانعاش الديمقراطية بهدف دعم مستقبل المواطن الأمريكى ومكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، كما قال بايدن أنه عندما بدأ ولايته الرئاسية كانت الولايات المتحدة فى أسوأ حالاتها خاصة مع جائحة كورونا وكذلك أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الاقتصادى فى ثلاثينيات القرن الماضى  فضلا عن تزايد ظاهرة الإرهاب الذى يواجه الولايات المتحدة.


وأشارت جيلان علام إلى أن بايدن يهتم بتحرك أمريكا مجدداً بأجندة طموحة لتحقيق الانطلاقة المطلوبة ، والتى بدأت بإعلانه الحرب على جائحة كورونا التى لم يهتم بها سلفه ترامب وذلك من خلال إيفائه بوعده الانتخابى بتلقيح مائة مليون مواطن بلقاح كورونا فى المائة يوم الأولى حيث تم تلقيح 200 مليون مواطن من الفئات الأكثر احتياجاً ومن ثم فتح المدارس والجامعات.


وأضافت علام ، كما أوضح الرئيس بايدن  أنه أوفى بخطتة للإنقاذ الاجتماعي وأ ن الحكومة الأمريكية قدمت 160 مليون دولار إعانات للعائلات التى فقدت أفرادها أو وظائفها حتى يستطيعوا الوفاء باحتياجاتهم المعيشية والحياتية، كما تم إضافة 800 ألف مشترك جديد فى النظام الصحى للولايات المتحدة وكذلك تم خلق مليون و300 ألف وظيفة خلال المائة يوم الأولى ، حيث أشار إلى أن صندوق النقد الدولى وضع تنبأ بأن اقتصاد الولايات المتحدة يستطيع النمو 6 %  هذا العام وهو أسرع معدل نمو فى تاريخ أمريكا خلال اربع عقود ماضية.


وتابعت جيلان يربط الرئيس الأمريكى السلامة الاقتصادية الداخلية بقدرة الولايات المتحدة على اتباع سياسة خارجية نشطة وفعالة وهو ما يحدث التميز والتقدم الأمريكى، خاصة أن الولايات المتحدة تواجه منافسة مع قوتين أساسيتين هما الصين وروسيا ، فيريد بايدن أن يكون القرن الجارى هو القرن الأمريكى بعدما كان القرن الماضى هو القرن الأسيوى ،وذلك من خلال الاستثمار فى البنية التحتية والطاقة الخضراء وتوفير المياه النظيفة والتعليم والتكنولوجيا وانشاء الطرق الرابطة والعابرة بين القارات للربط بين المحيط الأطلنتى والمحيط الهادى وذلك من خلال التوسع فى أدوار الحكومة.


وأشارت إلى أن بايدن قال أنه بالرغم أن الولايات المتحدة مصدر الانبعاث الحرارى بنسبة 15 % فإنه يريد تخفيض الانبعاث الحرارى ، والعودة إلى اتفاقية المناخ، كما دعا بايدن لقمة للمناخ فى 22 إبريل الجارى بدعوة 40 من قادة الدول المتقدمة منهم الصين وروسيا قائلا أن الولايات المتحدة بمفردها لن تستطيع إصلاح الكون وبالتالى هناك ضرورة لوضع استراتيجيات اقتصادية عالمية جديدة ، متابعة وهذا توجه جديد للإدارة الأمريكية بخلق التصالح بعدما كان هناك تنازع.
كما طرح بايدن رؤيته لتطوير التعليم ومد فترة التعليم الإلزامى الـ 12 عاما إلى 14 عاماً بحيث يضاف لهم عامان جامعيان كشهادة فوق المتوسط  ويكون للطالب الاختيار لاستكمال دراسته الجامعية والتكنولوجية ، كما اهتم الرئيس بايدن بالرعاية الصحية للوفاء بمتطلبات الطبقة الوسطى.


واستطردت جيلان علام ، وأشار بايدن إلى أنه فى الوقت الذى خسر 20 مليون مواطن امريكى وظائفهم بسبب جائحة كورونا من الطبقة الوسطى زادت ثروة 650 مليونير إلى 4 تيلريون دولار لم ينفقوا منها شىء على التعليم أو الرعاية الصحية أو تشغيل العاطلين أو تقديم خدمات اجتماعية للمجتمع الأمركى وهو ما يستوجب رفع الضرائب عليهم حتى يكون لهم اسهام  فى دعم البنية التحتية وتمكين امريكا اقتصاديا وسياسياً.


ولفتت علام إلى أن الرئيس بايدن قال أنه سيعمل مع الحلفاء لتناول التهديدات التى تمثلها إيران وكوريا الشمالية خاصة أنهما دولتان نوويتان ويحتاجان سياسة ردع حازمة لأن حصولهما على السلاح النووى يعد تهديد للسلامة الدولية والعالم أجمع وليس الولايات المتحدة فقط ، مشيرا إلى أن بايدن وعد انهاء الحرب الأمريكية الأفغانية وخروج القوات الأمريكية من افغانستان، خاصة أن الإرهاب المناوىء للولايات المتحدة أصبح متعدد الجهات من القاعدة وداعش وسوريا والصومال وجنوب الصحراء والشرق الأوسط  وهو ما يستوجب مواجهتها بمشاركة الحلفاء، مشيرا إلى  أن عنصرية الجنس الأبيض ضد السود يعد نوع من الإرهاب فى اشارة لمقتل جورج فلوريد على يد الشرطة الأمريكية  مطالبا معالجة تزايد العنف داخل المجتمع الأمريكى ضد النساء والمهاجرين غير الشرعيين ، مع ضرورة مواجهة الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود من خلال دعم الدول المجاورة لحل المشكلات التى تؤدى إلى هجرة مواطنيها ودعم البرامج الاقتصادية والاجتماعية.