أهالي شهداء كرداسة: أخيرا ارتاحت قلوبنا

 النقيب محمد فاروق
النقيب محمد فاروق

جاء تنفيذ حكم الإعدام بحق ٩ من الإرهابيين المتهمين بارتكاب مذبحة كرداسة صباح الاثنين الماضى.. بمثابة القصاص لدماء الشهداء التى سالت فداء للوطن على يد خونة جماعة الإخوان الإرهابية. 

القصاص لدماء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. رجال أصروا على التضحية بالنفس من أجل الوطن.. ويأتى تنفيذ الحكم بعد استنفاذ المتهمين كافة درجات التقاضى ليصبح بات وواجب النفاذ.. كما يفتح تنفيذ الحكم بحق المتهمين ملف مذبحة كرداسة من جديد حيث نستعرض قرار إحالة الإرهابيين منفذى الحادث للمحاكمة بالإضافة إلى حيثيات تأييد حكم الإعدام بحقهم ورد فعل أسر الشهداء بعد تنفيذ الحكم الذى طال انتظاره بعد مضى ما يقرب من ٨ سنوات على إرتكاب المذبحة.

والدة الشهيد النقيب محمد فاروق: الحكم يشفى غليلنا

كتب عبد العزيز العدس:

“الحمد لله الحكم يشفى غليلنا ويبرد قلوبنا” بهذه الكلمات تحدثت الحاجة فاطمة فتحى محمد والدة شهيد مذبحة كرداسة النقيب محمد فاروق وهدان ٢٧ سنة معاون أول مباحث كرداسة الذى سارع لنجدة رفاقه والوقوف معهم ضد اقتحام عناصر الاخوان للقسم لكنهم تمكنوا من اراقة دمائه دون هوادة ليلقى ربه شهيدا وقالت إنهم لم يشكوا لحظة فى عدالة القضاء وتحقيق القصاص من الاخوان لينالوا جزاءهم على ما اقترفوه فى حق ابنى وأنها تحيا كل يوم من أجل تلك اللحظة حتى تبرد نار قلبها على غياب فلذة كبدها والتى تبقى ذكراه ماثلة لديها طوال حياتها.

وقالت إنها أصبحت لا تشعر بالحياة بعد استشهاد ابنها الذى كان يمثل لها كل شئ بحياتها وانطفأ نور عينها وبيتها.. ولم تذق الفرح يوما منذ رحيله وكانت تنتظر لحظة إعدام قتلة نجلها بلهفة وشغف من اجل القصاص له وقالت بنبرة ارتياح “حقه جه دلوقتى وشوفت القصاص العادل لابنى قبل ما اموت”والآن تبرد نار قلبى ويرتاح على فقدان فلذة كبدى بعد تنفيذ أحكام الإعدام على اللى قتلوا ضنايا.

وروت والدة الشهيد للاخبار ذكرى استشهاد نجلها لتقول انه سقط شهيدا فى 14 أغسطس عام 2013 عندما حاصر العشرات من عناصر الإخوان مركز شرطة كرداسة تنديدا بفض اعتصامى رابعة والنهضة عقب اتصال هاتفى من زميله الشهيد هشام شتا فجرا يخبره بأنهم محاصرون داخل الفسم فرفض الانتظار للصباح وتوجه على الفور إلى زملائه لمساعدتهم فنالوا الشهادة جميعًا على يد الإرهابيين المنزوعة من قلوبهم الرحمة والدين.

وأضافت: كان ذهابه الى القسم للدفاع عنه، وخوفه من اقتحامه كبير فلم ينتظر او يسمع لأحد وتوجه الى هناك على الفور وكنت حريصة على الاتصال به كل فترة للاطمئنان عليه بعد ذهابه الى القسم وكان كلامه فى آخر اتصال وجهه لاخيه وقال له “ خلى بالك من ماما ومن نفسك “ وانقبض قلبى وقتها واحسست بقرب استشهاده وآخر مرة شاهدته وهو يرتدى ملابسه قائلا لى “انا ماشى يا ماما”.. وانهمرت دموعها بغزارة وهى تقول إن ذكرى استشهاد ابنها ستظل باقية داخلها حتى يتوفاها الله فنجلها كان يعشق عمله وكان يعشق تراب الوطن وأصر على دخول كلية الشرطة ليرتقى بقيمة وطنه وليقدم الخدمة الحقيقية التى يستحقها الوطن.

أرملة العميد عامر عبد المقصود:حق الشهيد.. عاد

 عامر عبد المقصود

كتب إسلام محمد:

فرحة عارمة وسعادة بالغة انتابت نجلاء سامى أرملة الشهيد العميد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم كرداسة بعدما علمت بخبر تنفيذ حكم الإعدام فى ٩ إرهابيين مرتكبى المذبحة.

وسيطرت حالة من الارتياح والفرحة على ارملة الشهيد التى قالت انها علمت بالخبر من والدة الشهيد هشام شتا أحد شهداء المذبحة وقالت إنه رغم مرور ٨ سنوات على الواقعة وصدور القصاص وتنفيذ حكم الإعدام إلا أن كل لحظة مرت على هؤلاء الإرهابيين وهو متواجدون بالبدلة الحمراء فى قفص الاتهام خلال جلسات المحاكمة بمثابة انتظار للموت وتعذيب لهم كما فعلوا من قبل بالشهداء والتمثيل بجثثهم.

وقالت إن جهاز الشرطة يعد مصنع الرجال وهم أبطال فى مواجهة الأخطار ونحن دائما مع وزارة الداخلية فى مواجهة الإرهاب والقضاء على الخونة.
وأضافت ارملة الشهيد انه لم يستسلم لإرهاب الإخوان ووقف لهم بالمرصاد حتى آخر رمق فى حياته وأن زوجها كان يعمل لمدة 24 ساعة متفانيا فى عمله، محبا لبلده، لافتًا أنه رفض ترك أرض المعركة فى كرداسة وتصدى لرحلة عذاب مميتة.

وروت قصة استشهاد زوجها فقبل استشهاد زوجها فى يوم 14 أغسطس أثناء فض رابعة والنهضة قالت : طلبته هاتفيا قبلها بيوم 13” كان يوافق يوم عيد زواجنا الـ21، وألححت عليه بشكل غير معتاد أن يأتى فى هذا اليوم فرد على: نصف ساعة واجى نخرج سوا ونحتفل بره البيت”. كما طلبته والدته الكائنة بحى الدقى حتى تراه فذهب إليها وسلم على كل الناس والجيران المحيطين بيه وكأنه كان بيودع الناس للأبد قائلة “عامر كان محبوب جدع وخدوم كل الناس بتحبه”.. وأضافت : وبعدها ذهب للقسم بكرداسة لأنهم رفعوا حالة الطوارئ فى هذا اليوم ولم أره واتصل بى “اعتذر لى علشان محتفلناش وقال لى لما أرجع هنسافر فى أى مكان..«متزعليش».

وتابعت أنه فى فجر يوم 14 سبتمبر شاهدت لزوجى بوست على الفيس بوك كان آخر بوست كتبه “ يارب وإن نامت اجزائى تحت التراب وكنت نسيًا منسيا فهب لى من يدعو لى بدون ملل”.

كلمته وسألته لماذا كتبت هذا البوست رد “متخديش فى بالك..ادعيلى على أد ما تقدرى..خلى بالك من نفسك “ وطلب منى ان اصحى علاء ابننا كان عايز يكلمه بشدة قال له علاء هتيجى امتى يا بابا.. رد عليه.

طلبته مرة تانية : سألته فى ايه قال الدنيا مقلوبة هنا ربنا يستر..قالت اهرب وتعالى رد: مستحيل اتحرك من مكانى مش أنا اللى أهرب..بعدها تلقيت اتصالا من أحد العائلة قال لى :عامر مات.. لم أصدق المكالمة قلت لهم لسه مكلماه وكان بيكنسل عليا..عرفت بعدها أن اللى كان بيقفل عليا المكالمة هما الإرهابيين.. وكانت الصدمة.

والدة المجند هشام بيومى:ربنا أخذ حق ابنى

النقيب هشام شتا

 “الحمد لله.. ربنا أخذ حق ابنى “ بهذه الكلمات عبرت فتحية أحمد والدة الشهيد المجند هشام إبراهيم بيومى أحد شهداء مذبحة كرداسة عن سعادتها وفرحتها البالغة عقب علمها بقيام الأجهزة الأمنية بتنفيذ حكم الإعدام. وأكدت والدة الشهيد انه رغم مرور فترة طويلة من أجل تنفيذ الحكم إلا أنه شفى غليلى وغليل أى سيدة فقدت ابنا أو زوجا فأهالى الشهداء الأبرياء جروحهم تزداد كل يوم وتنتظر عقاب هؤلاء، فالسجن كان يعد رحمة لهم وليس عقابا يشفى غليل أهالى الشهداء.

وأشارت والده الشهيد إلى أنه كان طيب القلب حنونا غيورا على بلاده مؤكدة أنها رغم مرور ٨ سنوات على الحادث الإرهابى ألا انها مازالت تتذكر الفيديو الأخير الذى شاهدته لنجلها الشهيد فى القنوات الفضائية اثناء قيامه بطلب من الإرهابيين ان يشرب مياه ليقوم الجناه وقتها بالتعدى عليه بالضرب ورفضوا حتى استشهد.

وقالت إنه قبل الحادث بنصف ساعة اتصل بى وكان يجرى وصوته متغير وأبلغنى بأن أعضاء جماعة الإخوان يحرقون القسم ويقتحمونه ويقتلون كل من بداخله وطلب منى الدعاء حتى ينجو من أيديهم، ثم بعدها انقطع الاتصال وعندما حاولنا الاتصال به وجدنا الهاتف غير متاح فانتابنى القلق الشديد أنا ووالده العجوز وأخوه، وبعدها بدقائق أبلغنى جارى بأنه رأى ابنى هشام فى التليفزيون مع مأمور قسم كرداسة وبعض الضباط تم قتلهم على يد أعضاء الإخوان، فأقبلت على التليفزيون وشاهدت الواقعة وسقطت على الأرض فى حالة إغماء.

أسرة النقيب هشام شتا: عدالة القضاء اقتصت لدماء الشهداء

 كتب مصطفى الشوربجى:

استقبلت أسرة النقيب هشام شتا شهيد الشرطة فى مذبحة كرداسة تنفيذ حكم الإعدام بحق ٩ من الإرهابيين فى الواقعة بحالة من السعادة والرضا وأن الحكم أثلج صدورهم بعد القصاص العادل من مرتكبى المذبحة الذين أزهقوا أرواح نجلهم.

وقال جمال الدين شتا والد الشهيد هشام موظف بالمعاش أنهم كانوا على ثقة من عدالة القضاء مشيرا إلى أنه كان متابعا للقضية منذ البداية ويحرص على حضور جلسات محاكمتهم باعتباره أحد الشهود على استشهاد نجله على أيديهم.. وأضاف أنه لم يشك لحظة فى قدرة القضاء على القصاص لدماء نجله الشهيد وإن تأخر الوقت فالاجهزة الأمنية لديها القدرة على تنفيذه فى الوقت المحدد.

ووجه شتا رسالة إلى رجال الشرطة “نحن طول الوقت معكم وخلف ظهوركم ونساندهم لمواجهة غدر الخونة”.

والد الشهيد أوضح أن نجله يعد أول وأبرز ضحايا مذبحة كرداسة التى ارتكبها تنظيم الاخوان الارهابى فى حق رجال الشرطة بكل دموية ووحشية منذ ٨ سنوات إثر هجوم بعض العناصر المسلحة من الاخوان على قسم كرداسة عقب فض اعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة.

وكان الشهيد قبل استشهاده قد اتصل بوالدته فى السابعة والنصف صباح يوم مذبحة كرداسة ليطمئن عليها فيخبرها بألا تقلق موجها كلامه لها “ خلى بالك من نفسكم يا ماما” لحدوث مناوشات من الاخوان فى تلك الفترة على القسم.

وقال والد الشهيد إنه بعد ورود أنباء متضاربة عن اقتحام القسم من قبل الاخوان الارهابيين وعند الإعلان عن استشهاد هشام توجهت إلى قسم كرداسة مع أصدقائه لمعرفة ماذا يحدث ولكن أهالى كرداسة منعونا من دخول المكان ونصحنى الجميع أن أنكر أى صلة لى بالشهيد حتى لا يتم الفتك بى وأن أتظاهر أنى أحد المارين والفضول يدفعنى إلى الدخول إلى موقع القسم ولكن ظل الرفض قائما من أهل المنطقة، والذين يحيطون مداخل القرية حتى لا يدخلها أى قوات إنقاذ أو إسعاف، وعلمت من بعض جيران القسم أن هناك عددا من الناجين موجودون فى أحد بيوت أهل المنطقة وملأنى الأمل أن يكون ابنى من بينهم.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي