روحانى يأمر بالتحقيق فى «تسريبات ظريف»

حسن روحانى
حسن روحانى

أمام عاصفة من الجدل أحدثها تسريب صوتى لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، اضطر الوزير للدفاع عن نفسه أمام هجمات وانتقادات طالته عقب حديثه عن القائد العسكرى الإيرانى الراحل قاسم سليمانى الذى ألمح ظريف خلال التسجيل بمدى سيطرته على صنع القرار فى الجمهورية الإسلامية وقال إنه "ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثورى".

ونشر ظريف مقطعا صوتيا قصيرا مجتزأ من التسريب الأصلى قال فيه: "أعتقد أننا لا ينبغى أن نعمل من أجل التاريخ.. دعونا لا نقلق بشأن التاريخ، دعونا نخشى من الله والناس".

وكانت وكالات أنباء مقربة من الحرس الثورى قد  هاجمت ظريف. وقالت وكالة "فارس" إنه يختلف مع التوجه العام للثورة الإيرانية، وتساءلت وكالة أنباء "تسنيم" عن توقيت الكشف عن التسريب وما إذا كان يهدف للتأثير على انتخابات الرئاسة المقبلة.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علی ربیعی إن التسجيل المسرب تمت سرقته، وأن الرئيس حسن روحانى أمر وزير الاستخبارات بمعرفة من سرق الملف، واصفا الأمر بأنها "مؤامرة ضد الحكومة والنظام والمصالح الوطنية الإيرانية". وأضاف ربیعی أن الحكومة بانتظار عودة ظريف إلى إيران لتقديم إفادة حول ما جاء فى التسريب.

وفى واشنطن، نفى جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، أن يكون قد ناقش الضربات الجوية الإسرائيلية السرية فى سوريا مع وزير الخارجية الإيرانى، على عكس ما قاله ظريف فى التسريبات الصوتية. وفى التسجيل المسرب قال ظريف إن كيرى أبلغه بأن إسرائيل هاجمت المصالح الإيرانية فى سوريا 200 مرة على الأقل. جاء هذا فى سياق حديثه عن أن الجيش الإيرانى لطالما أخفى عنه الأمور الحاسمة. وقال فى التسجيل المسرب "هل يجب على كيرى أن يخبرنى بأن إسرائيل هاجمت 200 مرة فى سوريا؟" وعندما سأله المحاور "لم تكن تعلم؟"، أجاب ظريف: "لا".

وأثار هذا الادعاء ضجة بين المحافظين الذين اتهموا كيرى، الذى كان وزيرا للخارجية فى إدارة باراك أوباما ويشغل الآن منصب مبعوث الرئيس جو بايدن للمناخ، بخيانة الأسرار الإسرائيلية.

لكن فى تغريدة مساء أمس الأول، نفى كيرى الأمر، وكتب: "لم يحدث هذا قط، سواء عندما كنت وزيرا للخارجية، أو منذ ذلك الحين".

وكان السيناتور الجمهورى تيد كروز قال إن الملاحظات، إذا كانت حقيقية، ستكون "كارثية ومتهورة". كما دعا السيناتور الجمهورى دان سوليفان، كيرى إلى الاستقالة، قائلا إنه"مندهش" من أن كيرى "سيكشف أسرار أحد أهم حلفائنا الدائمين فى المنطقة لعدو معلن، أكبر دولة راعية للإرهاب". من جهتها، كتبت نيكى هايلى، التى شغلت منصب سفيرة الأمم المتحدة فى إدارة دونالد ترامب، على "ويتر" أن هذا الادعاء "مثير للاشمئزاز" واتهمت كيرى بـ "رشوة إيران".