حديث الأربعاء

«كورونا»... وأشياء أخرى

محمد سلامة
محمد سلامة

على غير عادته... ربما  الزهق ... الملل... طول الفترة... لحظات لم يستوعب معها النتيجة... ضاقت به الأرض بما رحبت.. لم يدر الا وجوها تتحلق حوله... يتبين ملامحها بصعوبة شديدة... ملقى على الأرض... أصوات يشعر كأنها تأتيه من واد سحيق لا يدرى من أين تأتى...  كالدهر مر عليه الوقت... بالكاد يلتقط انفاسه ... متسارعة... تتلاحق كأمواج بحر لجى... استفاق أخيراً وسط كلمات... لا تقلق... كتير جالهم الدور... ربك يسلم... ارجِعِ  بَصَرَه كَرَتَينِ... أنقَلِب البَصَر خَاسِئا وَهوَ حَسِير... ماذا يعمل... ما مصير من خالطوه... هل يعزل نفسه فى منزله... ام يذهب إلى أقرب مشفى... اى مشفى يستقبله وقد تزايدت أعداد الموجة الثالثة من الفيروس الذى لا ندرى له نهاية...  اعاد النظر إلى تقرير «المسحة» الفحص   PCR-RT ... ايجابى... تذكر كم من المرات غسل يديه... كم كان يستخدم الكحول بغزارة... اصراره على ارتداء «الكمامة» قبل ما يضع رجليه خارجاً... كيف اخترقه الفيروس «اللعين»... عادت به ذاكرته إلى الوراء كثيراً... شريط طويل يمر سريعاً أمام عينيه كأنها لحظات الوداع... اعياد ميلاده الاولى... أول أيام دراسته... الحضانة... الابتدائية... الاعدادية... الثانوية... الجامعة... كم انفق... كم أضاع... دراساته العليا... الماجستير... الدكتوراه...  وقته الذى انفقه فى التعلم... تلك المعلومات المتراكمة داخل عقل يكاد أن يغارده إلى غير رجعة... اترانى هذه المرة التى تحدثت فيها مع عامل الاصلاحات دون كمامة عندما زارنى فى المنزل قبل أيام... اتراه مصافحتى للبعض مضطراً بعدما أمتدت يدهم لى بالمصافحة... خجلت يومها وأنا الحريص... أم هى تلك الأشياء التى أحضرها عامل «الدليفرى»... تكاسلت يومها عن رشها بالمطهر أو الكحول... لم يستقر به حال...  بالتأكيد خسارة فادحة... كم تكلفنا الاصابة - لاقدر الله - بفيروس كورونا - وقانا الله وإياكم - رقم صحيح أمامه بضعة اصفار على اليمين... بداية من خسارة ارواح وهو الاهم مع كل الجهد... الوقت... رحلة عمر كما شاء لها الله سبحانه وتعالى أن تمتد... انهيار عوائد... ايرادات ما يصادفنا من اسباب الحياة... اقتصاد يتجمد بكل اشكاله... بيع... شراء... سفر... ترفيه... سياحة... تجارة... استثمارات... تكلفة الفرص البديلة... بالتأكيد مليارات ذهبت دون عودة... الأكثر مليارات أخرى كان مقدراً لها أن تأتى... لم نعرف لها موعد للوصول... أزمات يضاعف من خسائرها  تقاعس ... لامبالاة... تكاسل... عدم الاخذ بالاسباب... مقدرات حياة باتت على المحك... تكون او لا تكون... بالتأكيد كل الامور بيد الله سبحانه وتعالى... لكنه أمرنا بالاخذ بالاسباب... السؤال كم يكلفنا الاهمال... كم خسائرنا المعنوية... المادية نتيجة عدم الالتزام بإجراءات  الوقاية... بضع خطوات اذا ما اتخذتها تحافظ على حياتك... احبائك... من قبل وطن يعايشنا... نعايشه... بالتأكيد الفاتورة باهظة... لكن يمكن باجراءات السلامة التقليل منها إلى أقصى ما تتخيل... تحلم.
< < < 
تفاءلت كثيراً  مع تسلم محمد عشماوى منصبه الجديد نائب رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب بنك ناصر الاجتماعى وهو ليس غريباً عن المناصب على رفعتها... عاودنى التفاؤل... هل يكرر عشماوى نجاحاته فى المصرف المتحد مع بنك ناصر الاجتماعى الذى أرى أنه كان على موعد معه... فى انتظاره... عشماوى لمن لا يعرف تسلم حاصل دمج 3 بنوك «خسرانه» ... «مفلسه» ... تعانى أشد المعاناة لا نرى لها من دون الله سبيلاً... خلال سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة نجح عشماوى فيما فشل فيه الاوائل... اعاد الروح اليها... أحتل موضع قدم بين البنوك العاملة فى السوق المصرفى المصرى عن جدارة بات يخشى معها من الوافد الجديد على السوق... كل نتائج... مؤشرات الأداء ذهبت أننا أمام «معجزة» مصرفية بكل المقاييس لم يتوقعها احدهم على الاطلاق... حول الرجل مصرفا يعانى... ينزف دماً إلى مصرف ناجح بكل المقاييس... أوقف نزيف خسائر... تحول إلى الارباح... توسع فى الفروع... المنتجات... الخدمات... اعاد بناء بنية تحتية غير مسبوقة... تكنولوجيا مصرفية الاحدث فى تاريخ المصرف المتحد... كثيرة هى النتائج... النجاحات التى أجزم أن الرجل بمقدوره تكرارها او بأحسن منها فى بنك ناصر الاجتماعى... بنك يمكنه القيام بادوار لا تقل عن اى بنك فى السوق المصرفى المصرى... انتظروا الرجل... انتظروا بنك جديد ناصر الاجتماعى الذى أرى ان اولى خطواته نقل تبعيته إلى البنك المركزى المصرى تحت ادارة «الاستاذ» طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى حتى يكرر معه سيناريو البنك الزراعى المصرى الذى انطلق منافساً عنيداً منذ تسلم علاء فاروق ادارته وانتقاله إلى ولاية البنك المركزى المصرى.
< < < 
 مسك الختام... هل يأتينا رمضان القادم باذن الله تعالى وقد تخلصنا من الوباء... اعتقد ان القرار بعد رحمات... لطف الله سبحانه وتعالى فى ايدينا... تباعدوا تصحوا ولو إلى حين.