أول مغامرة طبية بمصر.. تطويل ساق لإنقاذ حياة طفل

أول مغامرة طبية بمصر.. تطويل ساق لإنقاذ حياة طفل
أول مغامرة طبية بمصر.. تطويل ساق لإنقاذ حياة طفل

انتصار طبي في القاهرة شهده عام 1962، عندما تمكن أحد الأطباء المصريين من إجراء أول جراحة لتطويل الساق، وقد ظل الطبيب يكتم سر العملية الخطيرة حتى نجحت تماما.

تحدث الطبيب لأول مرة عن تفاصيل هذا الانتصار العلمي الذي حققه مع مجلة "أخر ساعة" يوم 6 فبراير 1963، حيث قام بإطالة ساق طفل عمره 14 عامًا، وقد ظل المقدم الطبيب "حسني عبد المقصود" أربعة شهور يدرس هذه التجربة الجديدة حتى أجرى العملية الخطيرة في النهاية، وكانت النتيجة مذهلة حيث تم إطالة الساق بمقدار 4 ونص سنتيمتر وحدث النصر العلمي.

كانت البداية في بيت الرقيب أول "خفاجي محمد الشناوي" حيث رزقه الله بطفل ولكن شاء القدر أن يصاب هذا الطفل بمرض شلل الأطفال وترتب على هذا المرض بمرور الوقت عجز في قدمه اليمنى وأصبح نموها أقل من القدم اليسرى مما أدى إلى قصر الساق اليمنى عن اليسرى.

وكانت الأيام تمر على الأب ينظر إلى ابنه في ألم وحزن عميقين، وكان ينام ويحلم بهذه المشكلة التي تؤرق حياته وجعلتها جحمًا لا يطاق حيث شعر الأب أن ابنه يفقد صحته بالتدريج.

وذات ليلة سمع الأب ابنه يبكي من الأعماق وحكى له الابن محمد أن زملاءه في المدرسة يقولون له "يا أعرج" فبكى الأب طوال الليل بدموع ساخنة وفي الصباح قرر أن يذهب إلى المستشفى العسكري.

وكان الطفل الصغير على موعد مع الشفاء حينما نام فوق منضدة الكشف أمام المقدم الطبيب "حسني عبد المقصود" رئيس قسم العظام بمستشفى غمرة العسكري وكان ذلك في 23 أغسطس عام 1962، وبعد الكشف قال الطبيب للأب أطمئن عندنا أمل كبير.

وأستأذن الطبيب الأب في إجراء عملية جراحية للابن وخيره بين تقصير الساق اليسرى أو تطويل اليمنى القصيرة، واختار الأب عملية التطويل لأنها المفيدة، ولم يكن يعلم أنه بهذه الموافقة قد أعطى للطبيب المصري المغامرة ليقوم بأول عملية جراحية من نوعها في الشرق الأوسط.

والجهاز الذي ساهم في هذه العملية الجريئة هو عبارة عن قوائم من النيكل ومثبت في أعلاها أربعة مسامير مدببة الأطراف وفي أسفل الجهاز عمودان مركب على كل واحدة بريمة بقلاووظ.

ويعتبر هذا الجهاز هو الجزء الثاني من العملية، أما الجزء الأول فيتركز في العملية الجراحية الدقيقة التي تنتهي بتركيب هذا الجهاز في عظمة الساق ابتداء من القدم حتى الركبة.

وقال الطبيب: بعد العملية قمنا بتجبيس القدم ويستمر الجبس في القدم وبعد شهرين نقوم بفك هذا الجبس من قدم الطفل ونقوم بتركيب جهاز أخر لمدة ستة أشهر ليحفظ القدم من الالتواء في المستقبل ونضمن أن العظام أصبحت قوية وصالحة لأن يباشر الطفل كل أنواع الرياضة التي يحبها.

وسأله محرر مجلة أخر ساعة هذه الأسئلة:

- هل ترتبط هذه العملية بسن معينة؟

لا شك في ذلك.. فكلما كانت سن المريض لا تتعدى السادسة عشر كلما كانت فرص نجاحها مضمونة، والسن المناسبة لإجراء العملية تبدأ من التاسعة حتى السادسة عشر.

- لماذا يتم اختيار صاحب العملية في هذه السن بالذات؟

لأن السن يعطينا نتائج سريعة، لأن العظام يمكن تكوينها بسرعة في الفراغ الذي يتخلف عن عملية التطويل.

- متى تخرجت من كلية الطب؟

في يناير 1949، ثم حصلت على دبلوم الجراحة في أكتوبر عام 1953 ثم دبلوم العظام عام 1954 وبعد ذلك سافرت إلى أيرلندا عام 1960 وبقيت هناك ما يقرب من عامين، وفي يناير 1962 حضرت إلى القاهرة ثم طلب مني إنشاء قسم لجراحة العظام بمستشفى غمرة.

وسكت المقدم طبيب حسني عبد المقصود أو الرجل الذي حقق المعجزة في حياة الطفل محمد الذي عاد إلى مدرسته بالمنوفية وهو يسير على قدميه كأي إنسان طبيعي ولن يقول له زملاؤه "يا أعرج".

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم


اقرأ أيضا ثاني أطول ساقين في العالم من نصيب فتاة من منغوليا .. صور