مساجد تاريخية| «تطندي».. مسجد أندلسي في واحة سيوة رممه قبطيان

مسجد أندلسي في واحة سيوة
مسجد أندلسي في واحة سيوة

◄ مهندسان قبطيان رمما المسجد العتيق بمواد طبيعية أبرزها الكرشيف وجذوع النخيل

يعيش قبائل واحة سيوة الإحدى عشر هذه الأيام حالة من الفرح والابتهاج بقدوم شهر رمضان المبارك، حيث تتزين منازل الواحة بعراجين البلح الذي تتميز سيوة بإنتاجه، حيث تنتشر أشجار النخيل على أراضيها ويقبل كل أهالي الواحة على أداء صلاة التراويح بمساجدها. 

وتشتهر الواحة بوجود مسجد تطندي والذي يقع داخل القرية أو الحصن القديمة، ويسمى المسجد العتيق بشالي القديمة ويعود تاريخ إنشائه إلى 800 عام وهو عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط تتوسطها ست دعامات ضخمة برميلية الشكل قسمت المسجد إلى ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة، ويغطى المسجد سقف من جذوع النخيل وبراطيم خشبية، وله بابان أحدهما بالجهة الشرقية والآخر بالجهة الغربية، ويتميز المسجد بمئذنته الضخمة التى تقع بالزاوية الشمالية الشرقية وتشبه طراز مآذن المغرب والأندلس فيما يعرف بطراز «الصوامع».

ويعود تاريخ إنشاؤه إلى تاريخ إنشاء القرية، ويطلق عليه مسجد «الشيخة حسينة» نسبة إلى منشآته، وهي إحدى سيدات المغرب العربي، التي مرت بالقرية فى طريقها للحج والتي قررت انشاء المسجد لأهالي الواحه الصغيرة القابعة في قلب الصحراء. 

وبجانب المسجد العتيق تجد بيوت ومنازل السيويين وتختلف بعض الشىء فى تقسيمها الداخلى والخارجي بالنسبة للسيويين الشرقيين عن منازل السيويين الغربيين داخل القرية لكن لهما نفس المواصفات العامة في البناء والتشييد والأدوات. 

ويقف مسجد تطندي في واحة سيوة شامخًا بعد استعادة رونقه وقوته، بأيادٍ مصرية، أصلحت ما أفسدته عوامل البيئة والزمان، وما عجزت عنه أيادي خبراء أجانب حاولوا ترميمه.

وتمكن من ترميمه المصريان المعماريان القبطيان عماد فريد ورامز عزمي، الحاصلان على عدد من الجوائز المحلية والدولية، ومنها جائزة الأمم المتحدة لأفضل 20 مشروعًا لتحقيق التنمية المستدامة 2002، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون عن عمارة المنشآت السياحية والبناء بالمواد الطبيعية 2004، وجائزة الدولة التقديرية عن ترميم الجامع العتيق 2016.

وقام بناؤه وإعادة ترميمه بالمواد الطبيعية الموجودة بالواحة مثل الكيرشيف وجذوع النخيل وغيرها، ويقول المعماري عماد فريد: «تعرض المسجد لبعض الانهيارات، ما أدى لسقوط المئذنة بالكامل واستوجب ترميم المسجد وإعادة بناء المئذنة بشكلها الأصلي، وذلك من خلال مشروع بتمويل مشترك بين المجلس الثقافي البريطاني وشركة نوعية البيئة الدولية وتحت الإشراف الكامل من وزارة الآثار».

لم تصعب على المعماريين عماد فريد ورامز عزمي مواجهة آثار التعرية التي ألمت بالمسجد، وتمكنا بنجاح من ترميمه وإعادته إلى شكله الأصلي، كما كان قبل انهيار مئذنته وتصدع جدرانه.

ويعد افتتاح المسجد «تطندي» إيذانا ببدء مشروع الخير لاستعادة أصالة مدينة شالي التاريخيه بما فيها إعادة ترميم المسجد العتيق الذى يمثل علامة مميزة وسط المدينة.