مصري الجنسية.. سفير القرآن الكريم في دول العالم     

الشيخ" محمد محمود عوض"
الشيخ" محمد محمود عوض"

الشيخ محمد محمود عوض من مشاهير القراء بالإذاعة القرآن الكريم, المتمكن من أحكام التلاوة, وظل سفيرا للقرآن الكريم على مدى 40 عاما في دول العالم الإسلامية والأجنبية لإحياء الاحتفالات الدينية وخاصة ليالي شهر رمضان المبارك, ومن خلال صوته العذب أثناء تلاوة القران الكريم اعتنق الكثير من أهالي البلدان التي زارها للإسلام فكان صوته من أحد أسباب هدايتهم.

ولد الشيخ محمد محمود عوض في 5 يناير عام 1933 في إحدى قرى محافظة دمياط، فورث عذوبة تلاوة القرآن من والده فكان قارئا للقرآن الكريم أيضًا كما كان يحيي السهرات الرمضانية لأهالي قريته.

اقرأ أيضا| الشيخ محمد رفعت يطلب فتوى من الأزهر ليقرأ فى الإذاعة

واشتهر بالتقوى والوقار, وكان يتمنى أن يكون نجله "محمد" امتدادا له, إلا أنه توفي وكان عمر محمد عوض ستة أشهر وكان شقيق زوجته يعلم ما كان يتمناه الوالد لنجله, فتكفل بالطفل وحرص على تحقيق ما كان يتمناه والده, وكان يصحبه معه دائما في السهرات الرمضانية.

وفي إحدى السهرات أعجب الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره بطريقة تلاوة الشيخ "محمد التمامي" الذي يحيي هذه السهرة وأمعن في الإنصات حتى انتبه له الشيخ وانبهر الشيخ بذلك الطفل وتحدث من خاله وبشره أن هذا الطفل له مستقبل باهر مع القرآن الكريم لذلك طلب منه أن يحضره له كل يوم حتى يتولى تحفيظ للقرآن الكريم.

وبالفعل ما تنبأ الشيخ التمامي حدث وفي 4 سنوات استطاع الطفل أن يحفظ القرآن الكريم كاملا, وكان أول من تخرج من المدرسة حافظا للقرآن الكريم كله مع معرفة كاملة بأحكام التلاوة والتجويد، الأمر الذي جعله يحتل المركز الأول في كل المسابقات التي كانت تقيمها وزارة المعارف في حفظ القرآن الكريم.

وفي عام 1977، تم اختيار الشيخ "محمد عوض" من أفضل القراء الذين تقدموا إلى لجنة اختبار القراء بالإذاعة المصرية، وتم اعتماده بالإذاعة, كما أشاد رئيس اللجنة الشيخ عبدالجليل عيسى بجمال وقوة صوته, وأصبح سفيرا للقرآن ولمصر في البعثات التي كانت ترسلها وزارة الأوقاف إلى بلدان العالم لإحياء الاحتفالات والمناسبات الدينية هناك.

فقد زار الشيخ محمد عوض تقريبا القارات الخمس وفي حديث معه لجريدة الجمهورية الذي نشر على صفحاتها بتاريخ 5 مارس 1994 حول سفره، قال إنه سافر إلى إسبانيا والبرتغال ورومانيا وتنزانيا، ولا يزال يتذكر أن التنزانيين يعيشون في الجبال والأحراش (وهو مكان تنمو فيه شجيرات متوسطة الطول متباعدة نسبياً) ويجتمعون للصلاة ويعشقون سماع القرآن الكريم كما أنهم يهتمون بالأسئلة التي تخص دينهم.

ويتذكر رحلته إلى الحبشة والصومال ونيجيريا وغانا فهم مهتمون بإحياء شهر رمضان الكريم وبالاستماع لتلاوة القرآن الكريم كما يقبلون أيدي القراء لتبركا وإجلالا لقراء القرآن الكريم.

ويستكمل حديثه عن رحلاته فيقول إنه لا يستطيع أن ينسى رحلته في جبل طارق, فكان أول قارئ مصري يحيى الشهر رمضان الكريم عام 1992, وأكثر المسلمين هناك مغاربة وهم يحبون سماعه القرآن الكريم لكن يرى أنهم في حاجة إلى مزيد من دعاة لتفهم أمور دينهم, فهم يعشقون الإسلام ويقدسون المساجد لذلك فمن عادتهم أن يفطروا في المساجد في شهر رمضان الكريم ويبدأون إفطارهم على اللبن مع البلح ثم يصلون المغرب ثم يقومون بالإفطار، ومعظم وجباتهم في شهر رمضان من الكسكسي واللحوم المسلوقة والكنافة مع اللحم والكسكسي باللبن والبلح.

ومن النوادر التي لا ينساها الشيخ محمد عوض عندما كان في إسبانيا جاء إليه طفل وقال إنه رأى كنيسة للأقباط البيض البشرة  وكنيسة للأقباط السود البشرة فهل لكل منها إله يعبدونه, بينما رأى مسجد واحد لكل المسلمين بيض أو سود البشرة, لذا فجاء ليعرف الدين الإسلامي وعرض الطفل أن يسلم.

توفي في سبتمبر 2002 عن عمر 69 عاما بعد رحلة طويلة استمعت المسلمون من حسن تلاوته وفهمهم لأمور دينهم.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي