قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة تستقبل الجمهور الأحد

قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة
قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة

قال الدكتور أحمد فاروق غنيم المدير التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ، إن قاعة المومياوات الملكية مستعدة لاستقبال الجمهور بدءا من بعد غد الأحد، ١٨ أبريل الذي يوافق اليوم العالمي للتراث، مؤكدا أن القاعة مجهزة على أحدث الطرز العالمية حيث سيتم عرض مومياء الملك بها وبجوارها التابوت وبعض القطع الأثرية المميزة الخاصة بالملك والتي تحكي تاريخ فترته. 


وأشار غنيم في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إلى أن فريق الترميم قام بفك تغليف المومياوات الملكية ، وفضها من كبسولة النيتروجين الخاصة بها وتهيئتها لاستقبال بيئة العرض الجديدة لها بالمتحف وذلك وفقا للأساليب العلمية المتبعة. 


وأوضح أنه في شهر يوليو٢٠٢٠ تم نقل ١٧ تابوتا ملكيا من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة لترميمها وتجهيزها للعرض لاستقبال داخل قاعة المومياوات ،وقام فريق الترميم بأعمال التنظيف والترميم على أعلى قدر من الكفاءة وطبقا للمعايير العلمية المتبعة.


ويشاهد الزائر قبل الدخول لقاعة المومياوات الملكية (عرض المالتيميديا) ،الذي يعتبر جزءا مكملا لسيناريو العرض المتحفي ، فهو من أهم المؤثرات البصرية في العرض حيث يعتمد على الإبهار في عرض محتوى المومياوات الذي يمهد للزائرين الدخول إلى قاعة المومياوات ، ويتكون من شاشتين عرض تفاعلية ضخمة، شاشة الدائرة على شكل دائرة قطرها 11 مترا، تعلوها شاشة ثانية على شكل حلقة ارتفاعها 2متر وقطرها 11مترا بطول 18مترا، وهي مكملة لشاشة الدائرة حيث يوجد تزامن في عرض المحتوى بين الشاشتين.


وقاعة المومياوات الملكية ( بمسطح 2810 أمتار مربعة)مصممة على شكل مقبرة ملكية، وتأخذ الشكل الخارجى لمقابر وادى الملوك بالأقصر، واختارت اللجنة العلمية أن يصبح لونها أسود، وداخل القاعة يتم عرض كل تابوت ، بجانب المومياء الخاصة به، كما يعرض بجانب بعض مومياوات الملوك جزءا من الكنوز المكتشفة فى مقبرة كل منهم، بالإضافة إلى عرض تطور فكرة “الدفن” فى الحضارة المصرية القديمة، وطرق التحنيط واختلافها بداية من لف الجثة وتحنيطها. 


كما سيتم لأول مرة، داخل قاعة المومياوات ، عرض نتائج اشعة (الاكس راى) لمومياء الملك رمسيس الثالث، والملك سقنن رع لتوضيح سبب وفاتهما، والتي أثبتت كل ما جاء فى الكتابات والبرديات بالحرف، وهو أكبر دليل على أن التاريخ المصرى القديم لا يمكن التشكيك فى مصداقية ما جاء فيه. 


وكان المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط استقبل في ٣ أبريل الحالي ٢٢ مومياء ملكية في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وترجع المومياوات إلى عصر الأسر ال 17، و 18، و 19، و20، من بينهم 18 مومياء لملوك و٤ مومياوات لملكات، كما استقبل في شهر يوليو الماضي 17 تابوتا ملكيا.


والتوابيت المنقولة هي ،تابوت الملك "سقنن رع تا عا الثاني" قائد حرب التحرير، توفي أثناء كفاحه ضد الغزاة الهكسوس وهو يرجع إلى عصر الأسرة ال ١٧، والتابوت مصنوع من خشب الأرز وعثر عليه في خبيئة الدير البحرى عام ١٨٨١. 


تابوت الملكة "أحمس نفرتارى" زوجة الملك "أحمس" ،يبلغ إرتفاعة ٣٧٨ سم، عثر عليه في خبيئة الدير البحرى عام ١٨٨١ ،تابوت" بادي آمون" تم إستخدامه ليحوى مومياء ست كامس، عثر عليه في خبيئة الدير البحرى عام ١٨٨١ ، وتابوت الملك" أمنحوتب الأول" ابن الملك "أحمس الأول" وخليفته على العرش، يرجع إلى عصر الأسرة ال١٨، عثر عليه في خبيئة الدير البحري عام ١٨٨١. 


وتضمنت التوابيت المنقولة أيضا تابوت الملكة "مريت آمون" وتعرف أيضا باسم "أحمس - مريت آمون"، و يعتقد أنها إبنة الملك" سقنن رع تاعا الثاني" وهي زوجة الملك "أمنحوتب الأول" ،وعثر على مقبرتها محفورة في الصخر في منطقة الدير البحري.


وتابوت الملك "تحتمس الثانى" زوج الملكة "حتشبسوت" ووالد الملك "تحتمس الثالث" من زوجة ثانوية تدعى" إيزيس"، حكم مصر قرابة ١٤ سنة، وعثر عليه في خبيئة الدير البحري،و تابوت الملك المحارب العظيم" تحتمس الثالث" حكم مصر ٥٤ عاما، وأصبحت مصر في عصره قوة عظمى أمتد نفوذها من بلاد الرافدين شمالا وحتى الشلال الرابع جنوبا، وعثر عليه في خبيئة الدير البحرى عام ١٨٨١. 


و شملت التوابيت تابوت الملك "رمسيس الثاني" وهو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر ، تولى الحكم بعد وفاه أبيه الملك "سيتي الأول" و يعتبر رمسيس الثاني من أعظم ملوك العالم القديم وكانت فترة حكمه من أكثر فترات القوة والأزدهار في تاريخ مصر القديمة، حيث شهدت مصر إنتصارات عسكرية هامة وتأمين هائل للحدود ويرجع إلى عصر الأسرة ١٩ (حوالى1279-1213ق.م)، عثر عليه في خبيئة الدير البحرى ١٨٨١. 
وتابوت الملك" رمسيس الثالث" آخر ملوك مصر العظام أشتهر بحروبه ضد الغزاة النازحين من شعوب البحر ونجاحه في إبعاد خطرهم، ويرجع إلى عصر الأسرة ٢٠ ( حوالي 1183-1152 ق.م ) عثر عليه في خبيئة الدير البحرى ١٨٨١. 


ويقع المتحف القومى للحضارة فى منطقة الفسطاط بالقاهرة على مساحة 33.5 فدان، منها 130 ألف متر مربع مبان، وهو يستوعب 50 ألف قطعة أثرية تحكى من مختلف عصور مصر القديمة، حتى التاريخ المعاصر ووقتنا الحاضر، ويطل موقع المتحف على بحيرة طبيعية، وهى بحيرة عين الصيرة، ويضم مجموعة من المخازن لحفظ الآثار مجهزة بأحدث التقنيات.


قام بتصميم المبنى الاستشارى المعمارى الدكتور الغزالى قصيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتم تصميم قاعات العرض الداخلى على يد المهندس المعمارى اليابانى أراتا إيسوزاكي، ويشيد المتحف بتمويل مصرى كامل يتوزع ما بين صندوق إنقاذ آثار النوبة بنسبة 45 %، والمجلس الأعلى للآثار بنسبة 55 %، فيما تقدم منظمة اليونسكو الدعم الفنى فى مجال التدريب، والاستشارات حول كيفية تنفيذ المتحف بطرق علمية حديثة.