التدخين يؤدي بحياة

الشر من كل اتجاه| صفة تجمع بين نبات التبغ وشجرة الـ«هورا كريبيتانز»

شجرة الـ«هورا كريبيتانز» ونبات التبغ
شجرة الـ«هورا كريبيتانز» ونبات التبغ


شجرة الـ«هورا كريبيتانز» المغطّاة بالأشواك والمتواجدة في وسط وجنوب أمريكا تتميّز بأنّ ثمارها تنفجر عند النّضج مطلقةً بذورها بقوّة وسرعة لتقطع مسافة تصل إلى 40 متراً.

 

 تنمو هذه الشجرة القاتلة لتصل إلى 30 متراً، وفاكهتها شبيهة بشكل اليقطين وحجمها في حجم قبضة اليد وصالحة للأكل إلّا أنّ بذورها تسبب تشنجات وقيء وإسهال، أمّا أوراقها فهي سامّة وتسبب طفحاً جلديّاً رهيباً.

 

تظهر المقدمة السابقة أن شجرة الـ«هورا كريبيتانز» تؤذي من يقترب منها ومن يلمسها ومن يأكل منها، مثلها في ذلك مثل التبغ بجميع أشكاله وأنواعه وطرق تعاطيه، حتى أن هذا الضرر يمتد للمحيطين بالشخص المدخن فيما يعرف بالتدخين السلبي.

اقرأ أيضا| العثور على جمجمة ديناصور منذ 85 مليون عام بالأرجنتين

يحق للإنسان أن يضر نفسه باتخاذ أي قرار خاطئ، بصرف النظر عن قوة علاقة الشخص بربه، ولكن ليس من حق أي إنسان أن يسلب حق غيره، فالمدخن يشبه شجرة الـ«هورا كريبيتانز»، حيث يضر من حوله ويحولهم إلى مدخنين سلبيين، يعانون من مخاطر أكبر من التي يتعرض لها المدخن نفسه.

 

في الحفاظ على صحته. صحيح أن تدخين السجائر من أكثر الأمور شعبية في العالم. ولكن هناك منتجات أخرى من التبغ؛ تتسبب في نفس الضرر أو أكثر، مثل: تبغ النرجيلة، ومنتجات التبغ العديم الدخان، والسيجار، والسيجاريليو، والتبغ الجاهز للف باليد، وتبغ الغليون ولفافات البيدي، والكريتيك.


 ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية؛ يودي تدخين التبغ بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة سنويًا حول العالم، من بينهم حوالي 1,2 مليون من غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ باستمرار، حيث يحتوي التبغ على مواد الأسيتون والقطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون، وأكثر من 7000 مادة كيميائية أخرى، بما في ذلك مئات المواد السامة، وحوالي 70 مادة يمكن أن تسبب السرطان.

يطلق على من يتعرضون لدخان التبغ، ولا يدخنون بـ «المدخنين السلبيين» لأنهم يتأثرون بكافة أضرار التدخين، مثل المدخن. فهناك حوالي مليون شخص يفقدون حياتهم بسبب التدخين؛ وهم لا يدخنون.

إلى جانب التأثير المعروف على الرئة، يؤدي التدخين إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات المستمرة في الجسم، فضلاً عن التأثيرات طويلة المدى على أنظمة الجسد، في حين أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية على مدار سنوات، يضر التدخين بنظام القلب والأوعية الدموية، ويتسبب النيكوتين في شد الأوعية الدموية، مما يقيد تدفق الدم، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، وبمرور الوقت قد يتسبب ذلك في تلف في الأوعية الدموية، ووفقًا لجمعية الرئة الأمريكية، فإن آثار التدخين قد لا تكون فورية، ويمكن أن تظهر المضاعفات والأضرار بعد سنوات عديدة.

السموم التي تدخل جسم المدخن والمدخن السلبي

- القطران هو إحدى مكونات التبغ، وهو عبارة عن مادة لزجة تترسب في الرئتين، وتحتوي على العديد من المواد المسببة للسرطان.

- النيكوتين مادة كيميائية تسبب الإدمان، ويعتقد بعض الخبراء أن النيكوتين، هو مادة قابلة للإدمان أكثر من الهيروين أو الكوكايين، حيث أن المدخن تنتابه رغبة شديدة في التدخين، للحصول على مزيد من النيكوتين.

- أول أكسيد الكربون من المواد السامة الناتجة عن التدخين، وهو غاز  عديم اللون يقلل من كمية الأكسجين، التي يمكن لخلايا الدم الحمراء أن تمتصها وتنقلها إلى جميع أجزاء الجسم.

 

التبغ المسخن
يعتقد الكثيرون أن منتجات التبغ المُسخن أو المتعارف عليها بIQOS أو أسماء آخرى يمكن أن تكون بديلا آمنا للسجائر العادية، ولكن هذا الادعاء كاذب جملة وتفصيلا، حيث إن هذه المنتجات هي في الحقيقة منتجات تبغ تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان الشديد بنسب مماثلة للسجائر التقليدية، وبالتالي لا تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين، كما تصدر عنها انبعاثات سامة تشبه الصادرة عن دخان السجائر، والتي يمكن تسبب السرطان؛ لذا فإن الأصح والأفضل هو اتخاذ القرار بالإقلاع عن التدخين، والتوقف عن كل أشكال التدخين المتاحة.

 

التبغ غير المدخن 
التبغ غير المدخن يمكن أن يسبب السرطان ومشاكل صحية أخرى، حتى عندما يتم مضغه، بدلًا من استنشاقه، والشيء نفسه ينطبق على التبغ المطحون الناعم المستنشق، فمضغ التبغ على سبيل المثال يزيد من خطر الإصابة بسرطان اللثة بنحو 50 ضعفا، فيما قارن باحثون من جامعة مينيسوتا، بين الحالة الصحية لـ 182 من مستخدمي التبغ غير المدخن، مع 420 مدخنا للتبغ، ووجدوا أن بول مستخدمي التبغ غير المدخن يحتوي على مستويات أعلى من النيتروسامين وأيضا من النيكوتين، بينما ظهر في بول الأشخاص المدخنين، النيتروسامينيز وهو من بين أقوى المواد المسببة للسرطان في التبغ.

ورغم أن الدراسات العلمية لا تزال متضاربة حيال معدل الأمان الصحي للسجائر الإلكترونية، إلا أنها انتشرت في العديد من الدول، وبصفة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأت تكتشف مؤخرًا أضرارا كثيرة لهذه السجائر.

ونتيجة للأضرار المشار إليها والتي تضر بالمدخن الذي يقدم على عادة التدخين بكامل إرادته، كما تضر بغير المدخن والذي يعرف بـ«المدخن السلبي» فإنه من الواجب أن يدافع غير المدخن على حقه في الصحة وأن يدفع بكل قوة نحو تخليص المجتمع من هذه العادة القاتلة، بكافة أشكال المواجهة سواء بالمطالبة بتفعيل القوانين أو بالمشاركة في توعية المجتمع بأضرار التدخين بكافة أشكاله وأنواعه. 

 

جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها، يحتفلون في 31 مايو من كل عام بـ «اليوم العالمي للامتناع عن التدخين» مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.