وزير الدفاع الأمريكى يبحث فى إسرائيل اتفاق إيران النووى

بـ164 جهاز طرد.. طهران تسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم

 وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن
وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن

عواصم ـــ وكالات الأنباء :
وصل وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، أمس، إلى إسرائيل فى أول زيارة لمسؤول أمريكى رفيع المستوى، للبحث فى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووى الإيرانى الذى تعارضه إسرائيل. وفى غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الإسرائيلى بينى جانتس لنظيره الأمريكى أن إسرائيل «ستعمل جاهدة» مع الولايات المتحدة «لضمان» تلبية الاتفاق النووى الإيرانى الجديد المطالب الأمنية الإسرائيلية.

وتأتى زيارة أوستن بعد أيام فقط من إعلان واشنطن أنها عرضت أفكارا «جادة للغاية» بشأن إحياء الاتفاقية المتعثرة التى تعارضها إسرائيل بشدة. وقال جانتس عقب لقاء جمعه بأوستن إن «طهران اليوم تشكل تهديدا استراتيجيا للأمن الدولى وللشرق الأوسط ودولة إسرائيل».

وأضاف: «سنعمل جاهدين مع حلفائنا الأمريكيين لضمان تأمين المصالح الحيوية للعالم وللولايات المتحدة فى أى اتفاقية جديدة مع إيران، تمنع حدوث سباق تسلح خطير فى منطقتنا وتحمى دولة إسرائيل». وشدد الوزير الأمريكى على التزام بلاده «الصلب» تجاه إسرائيل.

وتعهد أوستن «مواصلة المشاورات الوثيقة لضمان التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل وتعزيز أمنها». وقال وزير الدفاع الأمريكى إنه يقدر سماع «وجهات نظر جانتس حول التحديات فى المنطقة» مشيرا إلى أنهما ناقشا «مجموعة واسعة من قضايا الدفاع»، بما فى ذلك «تحديات الأمن الإقليمي». ومن المتوقع أن يلتقى أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافى. وسيقوم أوستن بجولة فى قاعدة نفاطيم الجوية وبزيارة النصب التذكارى لمحرقة اليهود فى الحرب العالمية الثانية «الهولوكوست» ونصب تذكارى آخر للقتلى فى القدس. وتشمل جولة أوستن حسب وزارة الدفاع الأمريكية ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا.

فى سياق منفصل، وقع «حادث» صباح أمس فى مصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط إيران، لكنه لم يسفر عن ضحايا أو تلوث، حسب ما نقلت وكالة فارس عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي. وقال كمالوندى لوكالة فارس إن «مجمع الشهيد احمدى روشن تعرض لحادث فجر أمس»، على مستوى «شبكة توزيع الكهرباء».

يأتى ذلك، فيما رجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن سبب الحادث الأخير الذى وقع فى منشأة نطنز النووية فى إيران يعود إلى هجوم سيبراني. فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت مزاعم مماثلة مفادها أن الهجوم السيبرانى المزعوم تسبب فى انقطاع الكهرباء وألحق ضررا بالمنشأة النووية التى تضم أجهزة طرد حساسة.

ولم تكشف تلك التقارير عن مصادر هذه المزاعم، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحظى بعلاقات وثيقة مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية فى البلاد. وقال كبير الباحثين فى معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومى، يوئيل جوزانسكى قوله: «يصعب لى أن أصدق بأن هذا مجرد صدفة، وإذا لم يكن هذا الحادث صدفة - فإنه يعنى أن أحدا يسعى إلى توجيه رسالة مفادها: بإمكاننا الحد من تطور إيران ولدينا خطوط حمراء».

من جانبها، أعلنت إيران عن وضع أجهزة طرد مركزى تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، فيما تعتبر تلك الخطوة انتهاكاً مباشراً للاتفاق النووى الإيرانى المبرم فى 2015.

ودشّن الرئيس الإيرانى حسن روحانى رسمياً سلسلة من 164 جهازاً للطرد المركزى فى منشأة نطنز النووية وسط إيران، ذلك فى مراسم عبر الفيديو بثها التلفزيون الحكومى مباشرة، وأطلق تغذية بغاز اليورانيوم لسلسلتين أخريين تتضمن الأولى 60 جهازاً لاختبارها، كما أطلق الرئيس اختبارات للتحقق من «الاستقرار الميكانيكى» للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزى الإيرانية .

يأتى هذا الإعلان فى وقت تُجرى محادثات فى فيينا بين طهران والدول الأخرى التى لا تزال مشاركة فى اتفاق 2015 «ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا» حول طريقة عودة أمريكا إلى الاتفاق المبرم فى النمسا.

لكن الاتحاد الأوروبى الذى ينسّق المفاوضات اعتبر أن المحادثات التى جرت هذا الأسبوع فى فيينا بين إيران وشركائها لإنقاذ الاتفاق، «بناءة». وبحسب روسيا، فإن الدبلوماسيين «سيجتمعون مجددا الأسبوع المقبل» فى العاصمة النمساوية بهدف «الحفاظ على الدينامية الايجابية». ووفق طهران، سيُعقد هذا الاجتماع الأربعاء المقبل على مستوى نواب وزراء الخارجية .