لورنس العرب النجم العالمي عمر الشريف كان من أوائل الممثلين العرب الذين حققوا شهرة عالمية، ولعل السبب في ذلك يرجع لشخصيته الجذابة وحضوره اللافت وملامحه الشرقية الساحرة، فقد كان فتى أحلام الكثير من الفتيات ليس في مصر فقط ولكن في العالم أجمع.
اقرأ أيضاً: ورطة لعمر الشريف وكلاوديا كاردينالي في الكويت
المنتج السينمائي الأمريكي صمويل برونستون، في تصريح له عبر البريد الجوي إلى مجلة آخر ساعة في 13 فبراير 1963، عبر فيه عن رأيه في عمر الشريف، قائلاً: "إن عدداً قليلاً جداً من نجوم السينما يتألقون بسرعة ويندفعون بقوة مثل عمر شريف، إنه بعينيه اللامعتين العسليتين وشعره الأسود الغزير أصبح معروفاً وبدأت شهرته تغزو هوليود ونيويورك ولندن، وبدأ المعجبون يحيطون به في هذه البلاد كما يحدث له في القاهرة".
وأجمع كل النقاد أنه سيكون خليفة "رودلف فالنتينو ورامون نافارو" الذي يشبهه في ملامحه الشرقية.
وتخرج عمر الشريف في كلية فيكتوريا وكان كابتن فريق كرة القدم ورئيس فريق التمثيل وعضواً في نادي الخطابة، وآخر دور مثله في كلية فيكتوريا هو دور "هاملت"، ثم بدأ حياته ببيع الأخشاب لحساب أبيه الذي كان يستوردها لأعمال البناء ولم يحب عمر التجارة في حياته ويعتبر نفسه بائعًا فاشلًا.
ورغم ذلك استمر يعمل في تجارة الأخشاب لمدة 5 سنوات ثم قرر بعد ذلك أن يحترف الفن، فآخر صفقة خشب خسر فيها جعلته يتقدم إلى أكاديمية لندن للفنون الدرامية.
وبينما كان عمر ينتظر الرد بقبوله التقى في محل جروبي بالمخرج "يوسف شاهين" الذي عرض عليه تمثيل الدور الرئيسي في فيلم "صراع في الوادي" واشترط عليه أن توافق نجمة الفيلم فاتن حمامة على اختياره لهذا الدور أمامها.
وعندما التقى بفاتن حمامة أو الكنز الذهبي لأول مرة في شقتها المطلة على النيل قالت له: مثِّل شيئًا.. قل أي شيء.
فصاح عمر الشريف بصوت عالٍ وهو يشير إليها بالإنجليزية: خدوها إلى بيت الراهبات، ثم ألقى بضع عبارات من دور "هاملت" ونجح في الامتحان ووافقت فاتن على ظهوره أمامها، بل وحدث أكثر من ذلك فلم تمض سنتان إلا وأصبحت زوجته.
وعرض الفيلم ونجح نجاحاً كبيراً ورغم أنه لا يوجد شيء فيه خارج للعادة إلا أن النقاد أجمعوا أنه كان يستحق أن يمنح جائزة، وبعد أربع سنوات فاز عمر بجائزة التمثيل عن دوره في فيلم "جحا".
ورغم نجاحاته الكثيرة إلا أنه كان يحلم أن يلعب ولو دوراً قصيراً في فيلم عالمي وحدث أن مثل مع رشدي أباظة فيلم "في بيتنا رجل" وعرض الفيلم في سينما ريفولي وكان المنتج العالمي "سام سبيجل" يبحث عن نجم ذي ملامح عربية، ثم شاهد عمر الشريف في السينما، واتفق معه في اليوم التالي على تمثيل أحد الأدوار.
وسافر عمر إلى صحراء الأردن وفي اللقطات التي أجريت له على سبيل التجربة عرف أن دوره ليس دور "الشيخ على" وإنما هو دور شاب عربي اسمه "ماجد" وهو من الأدوار الثانوية التي ليس لها قيمه، وأن الذي سيمثل دور الشيخ على هو الممثل الفرنسي "موريس رونيه".
وغضب عمر الشريف غضا شديدا وانهارت كل طموحاته ولكنه لم يستطع أن ينسحب لأنه وقع العقد ولم ينص العقد على دور معين.
وبدأ الممثل الفرنسي يؤدي البروفات ولم يقتنع به المخرج برغم أنه تقاضى أجر 25 ألف دولار وكان أجر عمر الشريف 8000 دولار فقط.
وخطر للمخرج أن يكلف عمر الشريف بعمل بروفات على نفس الدور ثم التقط لهما المناظر وأرسلها لتطبع وتحمض في لندن ،وجاء الفيلم من لندن ينطق بأن عمر الشريف أصلح من الممثل الفرنسي لهذا الدور وتم سحبه من الممثل الفرنسي وإسناده للمثل العربي.
وأراد المنتج سام أن يحتكر جهود عمر الشريف لمدة سبع سنوات واشترط عمر في العقد أن يسمح له بتمثيل فيلم عربي واحد كل سنة.
وفعلا بين انتهاء تصوير فيلم "لورنس العرب" وتصوير فيلم "سقوط الإمبراطورية الرومانية" مع صوفيا لورين، استطاع عمر أن يطير إلى القاهرة ليمثل فيلم "المماليك" من إخراج عاطف سالم واشترك معه في بطولة الفيلم النجمة الجديدة نبيلة عبيد.
وتوالت بعد ذلك الأعمال العربية والعالمية الناجحة منها " أيوب، حسن ومرقص، دكتور جيفاغو، تشي جيفارا".
ولد في 10 ابريل عام 1932، باسم "ميشيل ديمتري شلهوب" بالإسكندرية من أسرة من أتباع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من شوام مصر ذوي أصول دمشقية، ووالدته هي "كلير سعادة" من مدينة اللاذقية كانت سيدة مجتمع من أسرة أرستقراطية.
تزوج عمر الشريف من الفنانة المصرية فاتن حمامة عام 1955 بعد قصة حب كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية، ومثلا سوياً العديد من الأفلام أولها صراع في الوادي وآخرها نهر الحب، وقد تحول عمر الشريف إلى الإسلام من أجل الزواج بها، وأنجب منها ولدا وحيداًهو طارق الشريف الذي ظهر بعمر الثامنة في فيلم دكتور جيفاجو، ثم تم الطلاق عام 1974، وبعد ذلك لم يتزوج عمر الشريف أبدًا.
في عام 2015 أعلن نجل الفنان عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر وتوفي النجم العالمي بالقاهرة يوم 10 يوليو 2015 أثر نوبة قلبية حادة عن عمر يناهز 83 عامًا.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
