ملحمة رائعة سجلها أبطال هيئة قناة السويس الأسبوع الماضى على مرأى ومسمع من العالم، حيث استطاعوا تعويم ناقلة ضخمة جنحت أثناء عبورها للقناة وتوقفت حركة الملاحة فى القناة، وتكدس ٤٢٢ سفينة أخرى فى منطقة البحيرات انتظارا لانتهاء الأزمة والسماح لها بالعبور.
العالم حبس أنفاسه وهو يتابع هذا الحادث وخاصة أن الناقلة المنكوبة طولها ٤٠٠متر وحمولتها ٢٢٤ ألف طن وتحمل أكثر من ١٨ ألف حاوية ارتفاعها ٥٢ مترا تنقل بضائع وصادرات من دول مختلفة فى طريقها إلى أنحاء العالم، الأسواق العالمية شهدت ارتباكا ملحوظا فى تعاملاتها، الكل يتابع الموقف انتظارا لما ستنتهى إليه هذه الأزمة وسط شكوك بإمكانية إنهائها بسلام وفى وقت قصير، كان التحدى كبيرا أمام مصر وكيف ستتمكن من الخروج من هذا المأزق خاصة أن ١٣ فى المائة من حجم التجارة العالمية يمر من قناة السويس باعتبارها الشريان الحيوى والطريق الأقصر للربط بين مختلف القارات والأقل تكلفة، وبدأت على الفور قوى الشر فى شن حملات التشكيك فى جدوى القناة وافتتاح القناة الجديدة والبحث عن البديل لقناة السويس، وكانت مصر كعادتها تنهض بقوة وقت الأزمات وتحقق ما يشبه المعجزات .
الرئيس عبد الفتاح السيسى كان يتابع الموقف لحظة بلحظة منذ بداية الأزمة مع الفريق أركان حرب بحرى أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وقائد القوات البحرية السابق وصاحب الخبرة الطويلة فى عالم البحار، الاجتماعات كانت متواصلة ليل نهار والجميع يشعر بالمسئولية وفى سباق مع الزمن، بدأت الحفارات والكراكات العملاقة لهيئة القناة عملها بحرفية شديدة تؤكد خبرة المصريين فى التعامل مع هذه المواقف الصعبة وتم تعديل وضع الناقلة تدريجيا دون المساس بجسمها والحفاظ على حمولتها دون اللجوء إلى خيار تخفيف الحمولة نظرا لصعوبته وتكلفته العالية، وبالفعل فى اليوم السادس للعمل المضنى ومع تزايد عمليات المد والجزر فى مياه القناة أمكن تعويم القناة وتعديل مسارها لتنتهى هذه الأزمة بسلام وسط فرحة غامرة لمصر كلها بهذه الملحمة الرائعة وإشادة العالم بما تحقق على أرض مصر، وفى الصباح الباكر كان الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قناة السويس ليعبر عن فرحة مصر كلها بهذا الإنجاز ويهنئ الفريق أسامة ربيع وجميع العاملين فى الهيئة وجميع المصريين بهذا الإنجاز التاريخى ويؤكد للعالم أجمع أن مصر مستعدة لأى تحد وأن المصريين يقفون بجانب بلدهم فى جميع الظروف وأن النجاح حليفنا .
أضواء
ملحمة قناة السويس
