أما قبل

إعدل لسانك وانت بتتكلم

داليا جمال
داليا جمال

كشفت حادثة تصادم قطارات الصعيد الأخيرة فى سوهاج عن المعدن الحقيقى والأصيل للمصريين.. ووفقا لما رواه لى شهود عيان من الأصدقاء، فإن ماحدث كان ملحمة إنسانية راقية سطرها أهل الصعيد، فالأهالى هم أول من تواجدوا لإنقاذ الضحايا، المستشفيات الخاصة وعيادات الأطباء فتحت أبوابها لاستقبال المصابين فورا دون انتظار لمستشفيات الحكومة، الأطباء المحالين للمعاش وكل الأطباء المستقيلين من العمل الحكومى توجهوا فورا للمستشفيات لتقديم العون وإسعاف الحالات، دون انتظار توجيه أو مناشدة من وزير أو مسئول!
مئات الشبان والشابات تطوعوا للتبرع بدمائهم حتى امتلأت بنوك الدم فى المستشفيات ولم يعد هناك مكان فى ثلاجات حفظ الدم، ومن لم يجد له مكان لتقديم الدماء جلس على الأرض انتظارا لدوره، الأهالى قدموا الطعام والبطاطين للمستشفيات حتى طلبت منهم إدارات المستشفيات التوقف لامتلاء الثلاجات، ولزيادة أعداد الأغطية عن حاجة المرضى.
الصورة التى رأينا جزءا منها على وسائل التواصل الاجتماعى، كانت جزءا من كل، بينما الصورة بأكملها كانت ملحمة تفيض انسانية، عكست حقيقة المصريين فى وقت الشدة، وأظهرت معدنهم الأصيل.
إن هؤلاء المصريين هم نفسهم الذين أرفض أن يتطاول عليهم إعلامى جاهل يبحث عن الشهرة، فيتهمهم بالبذخ تارة لأنهم أكلوا لحوما بمليارات الجنيهات، أو استهلكوا فواكه بكذا وكذا.. وكأن الفرح والطعام ممنوع على المصريين! أو يتهمهم غيره بأنهم شعب متواكل كسول يرفض العمل، بينما هم أبطال التشييد والبناء الحقيقيون بدون الواسطة التى عينت سيادته!
ويشطح ثالث فيتهمهم أنهم شعب مرفه يعيش حالة من البذخ!
وكأنه يتحدث عن شعب آخر لانعرفه.
وأقول لكل هؤلاء المتلذذين بجلد الشعب المصرى بسياط ألسنتهم، ان المصريين هم البطل الحقيقى، ووقت الجد هم وحدهم اللى بيشيلوا هم بلدهم، وليس حضراتكم!
فياريت. تعدلوا ألسنتكم، وتهذبوا لغة خطابكم وتبحثوا لبرامجكم ومقالاتكم عن مادة أكثر احتراما تليق بمخاطبة المصريين، فالفخر يليق بهم.