كش ملك.. أسرار وكواليس الساعات الأخيرة قبل إيقاف «الملك»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

محمد الشماع

اللغط الذي أثير حول مسلسل «الملك» الذي يجسد إحدى البطولات المصرية القديمة الخاصة بالملك «أحمس» طارد الهكسوس، كانت قوية ولافتة.

البعض اعتبرها حقيقية نابعة من خوف المصريين على تاريخهم المشرف، والبعض اعتبرها مجحفة للغاية، إذ أكد كثيرون على عدم المهنية في انتقاد المسلسل من الإعلان التشويقي فقط، أي قبل مشاهدته.

الانتقادات ركزت على لحية عمرو يوسف الذي يقوم بدور «أحمس» في المسلسل، إضافة إلى أزياء النجوم الذين ظهروا في «البرومو»، حيث أكد البعض أنها لا تناسب الحقبة.

وسريعاً، ما صدر قرار من الشركة المنتجة، المتحدة للخدمات الإعلامية، بإيقاف المسلسل، أو تعليقه لحين تشكيل لجنة من المتخصصين وإبداء الرأي فيه، وهو القرار الذي أحدث زلزالاً في الوسط الفني والإبداعي.

اقرأ أيضا| السيناريست حاتم حافظ: تجسيد عمرو يوسف لـ«أحمس» سيحوله لعمل كوميدي

في السطور التالية محاولة لكشف حقيقة ما حدث، وأسرار وكواليس الإيقاف، وكذلك رأي المبدعين في القرار، وهو الرأي الذي شهد انقساماً حاداً، مثل الانقسام الذي قوبلت به أيضاً الانتقادات.

أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وقف مسلسل «الملك» وتشكيل لجنة عاجلة من مجموعة من المتخصصين فى التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع وذلك لمشاهدة المسلسل ومراجعة السيناريو كاملاً وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه فى رمضان المقبل.

وجاء وقف تصوير المسلسل الذي كان مقرراً أن يخوض بطولته الفنان عمرو يوسف بعد الجدل الكبير الذي أثير حوله بسبب «الأخطاء الكثيرة التي وردت به سواء على مستوى الأحداث والتفاصيل التاريخية، أو الأزياء والملابس التي تخص هذه الحقبة الزمنية»، بعد طرح البرومو الدعائي للمسلسل.

ومسلسل «الملك أحمس» من بطولة عمرو يوسف، وماجد المصري، وصبا مبارك، وريم مصطفى، ومحمد لطفي، وغيرهم، وسيناريو وحوار محمد وخالد وشيرين دياب، وإخراج حسين المنباوي، وإنتاج شركة «سينرجي»، كما أن المسلسل مأخوذ عن رواية «كفاح طيبة» للأديب نجيب محفوظ، وتدور الرواية حول الملك أحمس وطرده للهكسوس.

وقال حسام صالح، المدير التنفيذي لمجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن مسلسل «الملك» تحت الدراسة في الوقت الحالي.

وتابع صالح «ظهر بعض اللغط، وطبعًا الشركة المنتجة لها رأي أن الدراما لا تُجسد التاريخ، ولا تقوم بالتأريخ، وإنما تعبر عن المشاعر الموجودة في هذه الفترة.. وهذا العمل تحديدًا يتم مراجعته في الوقت الحالي».

وتعرّض المسلسل لانتقادات واسعة عقب طرح الإعلان التشويقي الرسمي، إذ اتهم بعض المتابعين صناع المسلسل بعدم الاهتمام بتفاصيل المسلسل، والتعمق في ملامح المرحلة الزمنية التي يتناولها.

ومن أبرز الانتقادات، ظهور البطل عمرو مصطفى بلحية طويلة، إذ يجمع الباحثون في التاريخ الفرعوني على أن الملوك كانوا بلا لحية مثل عامة الناس، كما تم انتقاد أزياء ريم مصطفى، بحجة أنها لا تناسب العصر الفرعوني.


وأعادت حملة الهجوم على مسلسل «الملك» للمخرج الراحل شادي عبدالسلام لذاكرة المشاهدين، حيث أشاد الكثيرون بأعماله التي قدمها عن العصر الفرعوني مثل فيلم «المومياء» بطولة أحمد مرعي ونادية لطفي، وقالوا إنه كان شديد الحرص على تفاصيل هذا العصر، مثل الأزياء والديكورات.

مصادر داخل الشركة المتحدة أكدت لـ«الأخبار المسائي» أن هناك وجهتي نظر تمت مناقشتها داخل الشركة، الأول هو إيقاف العمل لحين تشكيل لجنة علمية لمراجعة الأخطاء الواردة في السيناريو وفيما تم تصويره بالفعل، أما الرأي الثاني فكان عدم الاعتداد بالهجوم الذي لاقاه البرومو التشويقي والتأكيد على عدم مهنية انتقاد عمل من مجرد إعلان، والانتظار بشكل كامل لحين عرض المسلسل، ثم انتقاده، حتى أن البعض خرج بالفعل ليؤكد بشأن لحية عمرو يوسف أنه «من العادي أن يظهر أحمس بلحية، لأنه حتى الحلقة قبل الأخيرة، مجرد شخص عادي من العوام وليس ملكاً».

في حين خرجت مونيا فتح الباب مصممة أزياء المسلسل لترد على الانتقادات قائلة «العمل درامي من الدرجة الأولى وليس تأريخًا لحكم مصر في تلك الحقبة ونحن لسنا ملتزمين بقصة حياة الملك أحمس على الإطلاق بل هي دراما مختلفة ومكونة من 30 حلقة، والمسلسل يتضمن قصة تحرير الملك أحمس لمصر وطرد الهكسوس، وذلك في شكل درامي، وليس وثائقي يؤرخ تلك الحقبة وأحداثها».


وحول الانتقادات التي نالها برومو المسلسل بسبب ظهور ريم مصطفى مرتدية عباءة سوداء في هذه الحقبة التاريخية قالت مونيا «أولًا شخصية ريم مصطفى تنتمي للهكسوس ضمن أحداث المسلسل، كما أن المراجع عن ملابس تلك الحقبة، خاصة المتعلقة بالهكسوس كانت قليلة للغاية وقد استعنا بمعلومات منقوشة على جداريتين فقط ذكرتا هذه الملابس، وللعلم زي ريم ليس عباءة بل زي فرعوني أسود اللون وهذا مثبت وفقًا للمرجع التاريخي المسؤول عن المسلسل، ولكن هناك أيضًا رؤية المخرج التي تفرض نفسها بالطبع على الصورة والنص».


ورفضت مصممة أزياء مسلسل الملك الانتقادات التي نالها العمل مبكرًا قبل عرضه، مشيرة إلى أن الأفلام العالمية التي تتعلق بتلك الحقبة التاريخية مثل فيلم «كيلوباترا» لم تنل هذا القدر من الانتقادات، بل نالت العديد من الإشادات رغم احتوائها على أخطاء مماثلة في الملابس.

رد مونيا وبعض العاملين في المسلسل غير المنطقي أثار حفيظة المسؤولين في الشركة، حيث رجحوا وجهة النظر الأولى بإيقاف العمل، حتى لو كلفهم هذا عدم العرض في الموسم الرمضاني المقبل.