تزوجت وكونت أسرة.. قصة أشهر يابانية تحدت «الجذام» بالحب

سيدة يابانية مصابة بـ"الجذام"
سيدة يابانية مصابة بـ"الجذام"

"أحبت وتزوجت وكونت أسرتها الخاصة".. فرغم إصابتها بمرض "الجذام" إلا أنه لم يجبرها على أن تفوت على نفسها أن تعيش حياة طبيعية كباقي البشر، دون اللجوء إلى التفرقة العنصرية، والعزل خوفا من انتشار المرض.

ففي الماضي، كان يتم التعامل مع مرضى "هانسن" أو ما يطلق عليه بـ"الجذام" عن طريق السياسات العنصرية التي انتهجتها الحكومة اليابانية، مما تتسبب في حرمانهم من العيش حياة طبيعية، لكن لم يسمح لجميع المرضى لهذا التمييز بأن يحدد مصيرهم، كما فعلت السيدة "ياماؤتشي كيمي"، وهي التي ظهرت في الفيلم الوثائقي "جايكا"، حيث قررت أن تتزوج وتكون أسرة.

اقرأ أيضا| للرجال| زيت الثوم يحميك من الإصابة بالصلع المبكر 

وفي محافظة "شيزوكا" اليابانية، ولدت ياماؤتشي عام 1934، وبدأت ظهور أعراض المرض عليها ببقع تغيير لونها، وعندما كانت في الـ7 من عمرها، وهو نفس العام الذي اندلعت فيه حرب المحيط الهادئ، لكن لم يشتبه أحد حينها في إصابتها بمرض هانسن، ولم يتم عرضها على الطبيب إلا عندما بدأت يداها وقدماها في الالتواء والتخدّر، وتم تشخيص الحالة على أنها التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن عند الأطفال.
 

وقالت ياماؤتشي كيمي، إنها بعد انتهاء الحرب والعودة إلى المدارس، لم يكن بإمكانها إمساك قلم رصاص أو قلب صفحات الكتب، لذلك توقفت عن الدراسة وبدأت العمل كمساعدة في أحد محلات الخياطة، وبسبب تدهور الحالة الصحية، اضطرت بعد فترة التوقف عن العمل.

وكان داعمها الأساسي في ما كانت تمر به، هي زوجة أخيها، حيث عملت بتأكيد غصابتها بمرض الجذام وهي في عمر الـ22 عاما، حينما أخبرها الطبيب أيضا بأنها عقيمة، ربما بسبب دواء الروماتيزم الذي كانت تتناوله.

رغم أن دواء "الجذام" كان متاحا في ذلك التوقيت في اليابان إلا أن الحكومة تميل إلى سياسة الفصل العنصري، ولكونها عقيمة، لم تتعرض ياماؤتشي للفصل العنصري، لكنها قررت الدخول إلى مصحة بعيدًا عن موطنها الأصلي "شيزوكا"، لتجنيب عائلتها أية صعوبات قد تواجهها بسبب حالتها الصحية.

وكانت أول ما تفاجئت به "ياماؤتشي" فور دخولها المصحة، هو تغيير اسمها، وهي عادة شائعة في المنشأة لحماية المرضى وعائلاتهم، مما تسبب لها في البداية بالارتباك، وكان من غير المعتاد بالنسبة لنزلاء المصحة أن يظلوا على اتصال مع عائلاتهم كما فعلت ياماؤتشي، ولم تتعرض أسرتها لأي معاملة سيئة بفضل زوجة أخيها التي كانت تتجول في الحي لتثقيف الجيران حول مرض هانسن "الجذام".

واجهت "ياماؤتشي" المرض بالحب، حيث قررت تكوين أسرة، بعد أن صادفت زوجها "سادامو" خلال إقامتها في المصحة، وبموجب القانون الياباني، يجب تعقيم جميع المصابين بمرض هانسن كشرط أساسي للزواج، إلا أنهم قرروا تبني فتاة يتيمة كانت تبلغ 18 عاما، وأصبحت ابنة لهما، ثم تزوجت ولديهم منها 4 أحفاد، وهكذا يحكي الفيلم الوثائقي "جايكا" أو أغاني النصر، قصة تلك المرأة الحديدية.