حوار | مجدي أحمد علي: «2 طلعت حرب» يرصد 4 حكايات لأزمنة مختلفة

مشهد من فيلم «2 طلعت حرب»
مشهد من فيلم «2 طلعت حرب»

كتب: ‭ ‬خالد‭ ‬محمود

‮«‬سعاد‭ ‬حسنى» ‬‭ ‬فيلمى‭ ‬القادم‭.. ‬ومتمسك‭ ‬بأحلامى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا نهاية

انتهيت‭ ‬من‭ ‬60‭% ‬من‭ ‬العمل‭ ‬وهو‭ ‬يمزج‭ ‬بين‭ ‬الروائى‭ ‬ومحطات‭ ‬تسجيلية‭ ‬مهمة 

فيلم‭ ‬عن‭ ‬بليغ‭ ‬يرصد‭ ‬‭ ‬تغيرات‭ ‬جوهرية‭ ‬فى‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية

الحلم عند المخرج مجدى أحمد على لا يتوقف، بداخله افكار كثيرة يريد أن يحققها على الشاشة يرصد فيها رؤيته لواقع وشهادته على تاريخ. يعلم تماما ان مناخ الإنتاج السينمائى يمر أحيانا بظروف صعبة، لكنه قرر ألا يبتعد ويغامر ويواصل رسالته فى صنع افلام يحاور بها مشاعر وعقل الجمهور.

من بين احلام مجدى أحمد على أنه يحضر لفيلم كبير عن النجمة الراحلة سعاد حسنى، التى تحتل مكانة كبيرة فى عالمنا الفنى، وكذلك فيلم آخر عن الملحن الموهوب بليغ حمدى، فهناك محطات كثيرة فى حياتهما يريد مخرجنا أن يعيد طرحها فى صورة سينمائية للتاريخ.

المخرج مجدى أحمد على

يقول مجدى أحمد على: إن مشروع فيلم سعاد حسنى هو عملى القادم الذى أتمسك به، وهو فى الواقع فى حاجة إلى تمويل كبير وانا انتهيت من 60 فى المائة من السيناريو، واواصل الاعداد له، وأنا مستقر على بطلته واعتقد انها ستكون مفاجأة وتحمل بداخلها طاقة فنية، لأن الطاقة التى لدى سعاد حسنى لن تجدها لدى كثيرين، وقد اخترت محطة ثرية مؤرقة لتكون الحد الفاصل فى الفيلم ونقطة انطلاقه التى ابدأ من خلالها رحلة سعاد.

سألته لماذا سعاد حسنى؟، فقال: سعاد حسنى كانت وستظل أهم ممثلة فى تاريخ الفن فى العالم العربى، وايضا أريد أن اعمل فيلم عن بليغ حمدى لأنه بنفس المكانة والحالة، أهم ملحن فى العصر الحديث كله، الاهم ان رحلتهما لها دلالتها التاريخية، هما ابنا مرحلة تحمل صراعات وأجواء وتغيرات جوهرية فى بنيان حركة الأمة المصرية سعاد حسنى تعبير عن عصر وليست مجرد ممثلة، والحقيقة ان فكرة الفيلم لدى منذ أكثر من 15 سنة، وجلست مع كثيرين ممن عرفوها واقتربوا منها وكانوا جزءا من حياتها ورحلتها، ومنهم السيناريست ماهر عواد والمخرج على بدرخان ولدى تصور كامل لمحتوى الفيلم ثم اننى اعرف سعاد بشكل شخصى وكنا اصدقاء.

محطات‭ ‬غامضة

هل ستلجأ للرؤية التسجيلية فى الفيلم؟

الفيلم سوف يتضمن توثيقا لبعض الأحداث مع رؤية سينمائية روائية تجرى ذكرياتها سواء فى مصر او لندن، سوف تكون هناك إطلالة على بعض المحطات الغامضة، فقد قيل عن سعاد الكثير حول ما مرت به وبالتالى كان مشهد النهاية معقدا.

إلى أي مدى تتمسك بحلمك فى فيلم سعاد؟

إلى ما لا نهاية، انا لدى حلمان هما سعاد وبليغ، وهو بنفس ذات الاهمية.. سعاد احبها جدا وانا معتمد على شخص كان يحبها جدا ومازال عايش واخذت منه أغلب الحكايات هو عصام عبدالصمد رئيس الجالية المصرية بلندن، وكان طبيبها المعالج وعامل كتاب عنها وهو اصدق واحد كان قريبا منها جدا فى تلك المرحلة كما اننى لدى خطابات بخط يد سعاد منحتنى اياها سامية جاهين.

الفنان بليغ حمدي

أنت مؤمن بالانتحار أم القتل؟

فكرة الانتحار تكاد تكون واردة لأن سعاد كان عندها 100 سبب للانتحار، إنما الطريقة التى ماتت بها ليست انتحارا، اولا هذا اليوم هو يوم ذكرى وفاة حليم، والجو خانق، ثم أنها كانت متأثرة بما كتب عن حالتها المادية، وكانت منهارة، فلوسها كانت خلصت، بعد فيلم المتوحشة، وكان هناك إلحاح من ماهر عواد وعلى بدرخان لأن تعود، وهى تنظر فى المراية ومش شايفة سعاد، لكن كان هناك اتفاق لأن تعود، وكان هناك بيننا فيلم جديد تحدثنا بشأنه، وقالت لى حدد انت الميعاد وفى خلال شهر ستجدنى سعاد حسنى.

الفنانة سعاد حسني

- وماذا عن فيلمك الجديد 2 طلعت حرب؟

- فيلم  2 طلعت حرب مختلف بعض الشيء عن محطاتى السابقة، فهو حلم تجاوز العشرين عاما، حيث كانت المؤلفة هنزادة فكرى، قد اعطتنى الفيلم وكان تحت اسم "33 قصر النيل"، وكانت قصته تدور فى شقة مفروشة حول ثلاث شخصيات مختلفة يقومون بتأجير هذه الشقة تدور فى ازمنة مختلفة ترصد كيف كانت مصر فى هذه الحقب، حاولت المؤلفة مع المخرج رأفت الميهى ان ينتجه ويخرجه.

وبعد أحداث يناير، أرسلت لى ملخص لسيناريو صغير اسمه فى الشرفة حول الناس التى تصور الميدان من فوق، فقلت لها نمزج الفكرتين مع بعض، وبدأنا نطور الموضوع وتحمس كثيرون وفى مقدمتهم "جمعية الفن الجميل" ومدير التصوير محسن أحمد، الذى تحمست لعودته وكانت هناك حالة هائلة من التعاطف مع الفيلم، ننجزه بجهودنا الذاتية، والحقيقة أنه كان هناك من اشتغلوا تطوعا مع الفيلم، وانجزنا العمل بصعوبة حيث اعتمدنا على سلفة التوزيع من وليد صبرى.

ما الذى حمسك هنا.. هل الفكرة أم الرغبة فى العودة للسينما؟

أول حاجة احببت الفيلم لأنه بسيط، فى ذلك الوقت كان من الصعوبة أن نجد فيلما بميزانية معقولة، كان اهم شيء لأن الفيلم ميزانيته محدودة وكذلك موقع التصوير، ثانيا أنه يتكلم عن الناس في مصر دون صوت عال، كنت أبحث عن عمل عكس "مولانا ".

ففيلم "مولانا" كان إلى حد كبير فيلم مباشر، لأن قضيته مباشرة، فبطله كان داعية وكنت متحمسا فى تلك الفترة أن انتقد الدعاة الجدد، وهو ما اجبرنى على ان اسير فى سكة لم تشبهنى كثيرا، واردت ان اعود للسكة البسيطة التى ترصد حكايات بسيطة وخفيفة إلى حد كبير لكنها مرتبطة بأزمنة، فهناك من الأجيال الجديدة من لا يعرفون كيف كانت حياة الستينيات، والسبعينيات والثمانينيات، فالفيلم به حكايات من تلك الحقب، فى السبعينيات مثلا حكاية السادات وزيارته للقدس، ثم الانفتاح ايام مبارك إلى أن انتهى الموضوع بثورة يناير.

ماذا عن شخصيتك الرئيسية؟

كل حكاية لها شخصيتها، فالفيلم 4 حكايات، كل منها لها شخصياتها وهذا جمال العمل، لا يوجد بطل، ولهذا فى التتر لن تجد ابطالا، لكن تحمس لإحدى الحكايات محمود قابيل، وأخرى سمير صبرى والثالثة عبير صبرى ومعنا أحمد وفيق وأحمد مجدى وعلى صبحى، وشريف الدسوقى، سهر الصايغ، بالاضافة إلى وجوه جديدة مثل ياسمين الخطيب وميدو عادل.

حكايات‭ ‬مختلفة

هل يعكسون واقعا اجتماعيا وسياسيا؟

نعم فالفيلم تدور أحداثه حول حكايات مختلفة داخل إحدى عمارات وسط البلد على مدار فترة زمنية طويلة، ومختلفة تشتبك فيها الأحداث الاجتماعية بالحالة السياسية منذ الستينيات وحتى وقتنا حيث يتوافد على الشقة المفروشة 4 شخصيات تحمل كل منها حكاية مختلفة ونرى الحكاية من عيون البواب وكيف تتطور الحياة، ونحن لا نرى مالك العمارة سوى فى نهاية الفيلم.

والحكاية الرابعة هى التى تربط كل الأحداث، والجوهر يظهر عندما نرى مشهد يناير وبزوغ عام 2012 وهناك حاجات صغيرة تبدو ليس لها علاقة بالعصر الذى تناقشه، لكنها موحية، فى القصة الاولى مثلا تتكلم عن طبيب أمراض نفسية يحضر إلى مصر فى فترة قصيرة عام 1968، ويعالج شخصا مهما فى الدولة نتيجة الضغوط الهائلة، وينصحه بأن يترك عمله، ويرفض، وينتهى الفيلم بموت الرجل والشرطة تريد من الطبيب أن يكتب تعهدا انه انتحر، لكن الطبيب يرفض ان يقول إنه انتحر لقناعته بأنه عالجه، وهنا نفهم الدوائر والضغوطات التى كانت محيطة بالاجهزة، والحكاية الثانية عن شاب من المقاومة الفلسطينية يأتى لزيارة صديق فى مصر، حيث أراد والده ان يبعده خوفا عليه من الموت، ويرسله لصديقه في مصر ويقع فى قصة حب، وخلال تلك الأحداث هناك انعكاس للواقع والزمن.

هل كونك تعمل على ازمنة متعددة يمثل لك صعوبة؟

- إلى حد ما، عندما دخلت الفيلم اكتشفت انه ليس بسيطا من حيث التكلفة كما كنت اعتقد، كان صعبا تغيير ديكور الشقة 4 مرات وكذلك الملابس والسيارات، الفيلم به شئ ربما لم يحدث فى السينما المصرية وهو وجود أجزاء تسجيلية كثيرة من تلك الفترات الزمنية، لأن اغلب الجمهور حاليا لا يعرف الكثير عنها، وكان لا بد أن أذكره ببعض الأحداث فى التاريخ، وامزج التسجيلي بالروائي، حيث نتناول احداثا في أعوام 68، 77،2004، 2012.

لديك رسائل سياسية بالفيلم؟

بالتأكيد.

هل السينما يمكنها أن تملك الحقيقة؟

لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، من يدعى أنه يملك الحقيقة المطلقة هذا هو الكذاب، الحقائق دايما نسبية وبنت وقتها ومجتمعها، وكل ماعليك ان تفعله ان تقول وجهة نظرك المخلصة التى تنبع من احساسك بالزمن من حولك والناس التي تعرفها، ومدى التأثير وكلما ارتقى المجتمع كان استقباله أفضل وكلما نوعت عند الناس أسلوب الرؤية، اصبحت الناس افضل.

هل تراقب أحيانا ردود أفعال المتلقى وأن تصل الرسالة؟

هذه مسألة صعبة، مثلا وسائل التواصل لا تعكس تماما الحكاية، الجمهور لا يعكس أيضا وتظل الحكاية شديدة النسبية، وكذلك اراء النقاد، ونحن لدينا عدد قليل من النقاد الذين يستطيعون تأمل الفيلم كان زمان لدينا مرجعيات، الآن تلك المرجعيات أصبحت قليلة جدا، وانا احاول ان اعود لتلك المرجعيات، المحايدين وغير المغرضين وعين الخبرة، ويكونون دليلا لى.

وأتذكر أن الناقد الراحل سمير فريد كان اول واحد يشاهد فيلمي بمفرده، وكثيرا ما غيرت فى العمل بناء على رأيه، واعمل ذلك مع أناس عاديين وهذا مهم ليشاهدوا الفيلم وأعرض الفيلم على 20 شخصا عاديا وأجيالا مختلفة، ويشاهدون، لو هناك 5 قالوا ملحوظة، اتوقف عندها.

هل عمل اعتبارات للجمهور يؤثر على البعد الفنى الذى تريده؟ 

الفكرة انك تحترم الناس وألا تخرج فكرة العمل عن سياقها، فمشهد حزين لا ينفع الناس تضحك فيه، آخر عملية فنية الميكساج، ثم الترجمة، التلوين، وأمامي شهر.

 إلى أى مدى وصلت بالفيلم؟

أنا الآن بالمراحل النهائية لعمليات المونتاج والميكساج الخاصة به استعدادا لطرحه خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الانتهاء من تصوير مشاهده منذ فترة.