عباس فارس.. فنان هرب من التمثيل للاختباء بالمسجد

الفنان عباس فارس
الفنان عباس فارس

كان الفنان عباس فارس، رجلا متصوفا، ومن أحد رجال الطريقة الصوفية، وتعلقه بها ليس جديدا عليه، فمنذ أن كان شابا أطال لحيته، وترك عمله بالفن، وراح يجوب المدن والقرى، يدعو الناس إلى تعاليم الصوفية ومبادئها.

وأثناء أحد اللقاءات معه تحدث عن أغرب المواقف قائلا: إنه عندما دخل المسجد ليؤدي الصلاة، فوجئ بشيخ المسجد يقترب منه، ويرحب به بطريقة جعلت المصلين يظنون بأنهم أمام أحد كبار علماء الدين فالتفوا حوله يحيونه في احترام وتبجيل، وعندما انتهت الصلاة طلبوا منه أن يلقي عليهم درسا في الدين، وساعده في هذا الموقف قراءاته في كتب الصوفية.

اقرأ أيضا| فاتن حمامة أم القمار؟.. أسوأ إجابة ندم عليها عمر الشريف

وبعد عودته للتمثيل اتخذ القرار بالابتعاد عن أداء أدوار الشر والخلاعة وشرب الخمر، وأثناء سفره مع فرقة رمسيس لعرض إحدى المسرحيات، وما إن ركب القطار، وهو بملابس التمثيل يرتدي جلبابا وقفطان، وهي ملابس شيخ، ظن الركاب بأنه شيخا حقيقيا، وأخذ البعض منهم يسأله في أمور الدين، بينما جلس زملاؤه في الفرقة المسرحية، يتهامسون ويضحكون فيما بينهم، معتقدين بأنه وقع في مأزق، لكنهم ذهلوا جميعا عندما سمعوه يفتي الناس في مسائلهم كأي رجل دين دارس.

وكان عباس فارس من حين إلى آخر تنتابه حالات يهجر فيها عمله الفني ويتفرغ للعبادة وممارسة تصوفه، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب في عام 1965.

وفي إحدى المرات قدم استقالته من الفرقة ثم اختفى، وأخذ أصدقاؤه يبحثون عنه فلم يجدوه، حتى رآه أحدهم بالصدفة داخل مسجد انشأته إحدى جماعات الطرق الصوفية، يجلس بين الناس، يلقي عليهم مواعظ وإرشادات.

حاول صديقه أن يقنعه بالعودة إلى التمثيل، لكنه رفض، وظل الصديق يحاول مرات ومرات أخرى في إقناعه ما دام الفن لا يشغله عن صوفيته.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم