أمريكا وإيران تتفقان على إجراء محادثات غير مباشرة للعودة للاتفاق النووي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم السبت، الضوء على موافقة الولايات المتحدة وإيران على إجراء محادثات غير مباشرة، من خلال وسطاء في فيينا، بشأن سبل عودة الولايات المتحدة مجددا إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية لحل برنامجها النووي.

اقرأ أيضا: فرنسا تطالب إيران بمحادثات بناءة حول الاتفاق النووي

وأفادت الصحيفة (في تعليق لها نشرته على موقعها الإلكتروني حول هذا الشأن) أن البلدين ستبدأن محادثات غير مباشرة في الأسبوع المقبل بالعاصمة النمساوية من أجل تبادل الأفكار حول كيفية استعادة الاتفاق النووي.. في خطوة اعتبرها المحللون بأنها قد تمهد الطريق أمام إجراء محادثات مباشرة بين البلدين المتناحرين.

واعتبرت الصحيفة أن استعادة الاتفاق النووي سيكون خطوة كبيرة ومهمة، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب منه، ربما يبدأ معها ذوبان الجليد في العداء المجمد بين البلدين.

ومع ذلك، أكد هؤلاء المحللون، حسبما نقلت الصحيفة، أنه ليس من الواضح على الإطلاق حتى الآن ما إذا كان سيتم مناقشة سبل استعادة القنوات الدبلوماسية بين البلدين، أو إمكانية رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، بما يشجع الأخيرة على تقليص إنتاجها من الوقود النووي والسماح للمفتشين الدوليين بالوصول الكامل إلى منشآتها النووية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو المقبل.. واعتبروا أن احتمالية التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن هذا الأمر قبل الانتخابات يمكن أن يقيد الحكومة الإيرانية الجديدة.

في الوقت نفسه، أبرزت "نيويورك تايمز" أن هذه التطورات جاءت بعد ستة أسابيع من عرض الولايات المتحدة الانضمام إلى الدول الأوروبية في جهود التواصل مع إيران؛ فيما يمكن اعتبارها العودة الأولى للحوار الدبلوماسي مع طهران منذ أكثر من أربع سنوات.. ويبدو أن تأخر إيران في ردود أفعالها يعكس الاقتتال الداخلي المحتدم هناك بين عناصر الحكومة المتشوقة لإنهاء العقوبات الساحقة والمتشددين في الجيش وبين رجال الدين الذين طالبوا بتعويضات عن الأضرار التي سببها قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي ابرم في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما على حد قول الصحيفة.

وأضافت الصحيفة:" أنه بينما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارًا وتكرارًا خلال حملته الرئاسية لعام 2020 أن استعادة الاتفاق هي أفضل طريقة لتقييد طموحات إيران، قال كبار مستشاريه للأمن القومي أيضًا إن الاستعادة وحدها ليست كافية.. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكين، يجب أن تكون اتفاقية إيران التالية "أطول وأقوى"، مما يشير إلى أنه سيتعين عليها أن تتجاوز عام 2030، حيث ينتهى فيه صلاحية العديد من قيود إنتاج الوقود النووي في اتفاق عام 2015.

وفي محادثات فيينا؛ حيث سيكون المسؤولون الأمريكيون في القاعة بينما يلتقي مسؤولون بريطانيون وألمان وفرنسيون وصينيون وروس مع آخرين من إيران؛ أوضحت الصحيفة الأمريكية أن المناقشة ستركز على "الخطوات النووية التي يتعين على إيران اتخاذها من أجل العودة إلى الاتفاق النووي".

وأخيرا، أوضحت "نيويورك تايمز" أنه رغم أن العديد من المسئولين الأمريكيين أعربوا عن استعدادهم للقاء الإيرانيين بشكل مباشر، لاتزال الحكومة الإيرانية تصر على العمل من خلال الأوروبيين.. وقالت إنه مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الإيرانيين اتخذوا في الأسابيع الأخيرة عدة مواقف متباينة؛ حيث طالبوا أولاً بتعويضات ثم اقترحوا نوعًا من تبادل إيماءات النوايا الحسنة- يبقى من غير الواضح ما الذي سيقترحونه في فيينا!.