رحم الله الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر الأسبق الذى كان وظل حتى وفاته موسوعة من المرجعية من الأرقام والمعلومات حاملا لقب (الكمبيوتر البشرى). هذه الميزة كانت تجعله لايعتمد فى تناوله لأى موضوعات أو قضايا على الورق المكتوب فى اى اجتماع او مناسبة. هذه الموهبة كانت وراء توليه لمنصب وزير التخطيط لسنوات طويلة. عرفته ملتزما بالنظام والتنظيم والعمل الدءوب الذى لايبغى سوى الصالح الوطنى.
رغم كل ميزاته وحسن تعامله مع اعضاء حكومته وكل من حوله.. الا ان البعض ولأسباب تتعلق بسلوكياتهم وممارستهم لعملهم.. لم يكن يشعرون بالراحة معه. دفعهم هذا الأمر إلى انتهاز كل فرصة للإيقاع بينه وبين الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك (رحمه الله). استندوا لتحقيق ذلك.. على التأليف والترويج لحكايات وتصرفات غير صحيحة لا تتوافق ومصداقية وامانة الدكتور الجنزورى التى كانت جزءا اساسيا من شخصيته الفريدة.
عايشت هذا التميز الذى يتمتع به على مدى شغله للعمل العام وكانت بيننا اتصالات من وقت لآخر تتعلق بما يُكتب أو يُنشر بشأن القضايا العامة. الحقيقة ان الراحل العظيم.. كان مثالا عظيما للاضطلاع بالمسئولية الوطنية على أكمل وجه.. رحم الله الفقيد العظيم وجزاه الله كل الخير وجعل الجنة مثواه جزاء ما قدم لوطنه.
سلوكيات.. غير إنسانية
فى التعامل.. مع احتياجات المعوقين
لا تمر مناسبة إلا وتؤكد الدولة رعايتها وتقديم كل أنواع المساعدة للمواطنين المعوقين من أجل التخفيف عنهم وتسهيل حياتهم. من هذا المنطلق أصدرت القرارات والمبادرات التى تحقق هذا الهدف. يدخل ضمن هذا التحرك المسئول الحق فى امتلاك السيارات المجهزة لاستخدامها والخالية من الرسوم الجمركية.
هذا الحق مرهون بموافقة المجالس الطبية التى تتولى - بعد إجراء الفحوصات اللازمة - اعطاء موافقة الحصول على السيارة. من المفروض طبعا الالتزام بتقديم المساعدة المجردة.. للدواعى الانسانية والاخلاقية بالاضافة الى الحرص على أموال الدولة وحقوق هذه الفئة من المواطنين.
لاجدل أن حق المواطن المعوق مكفولة للحصول على السيارة وهو ما لا يحدث، أما من ناحية حقوق الدولة المتمثلة فى التنازل عن الرسوم الجمركية فإنها وللأسف تتعرض للانتهاك الممنهج الذى يستهدف التربح غير المشروع.
اتصالا بهذا الشأن أعيد نشر الشكوى التى تلقيتها من القارئ حلمى مهدى عن صعوبة الرحلة المحفوفة بالمعاناة فيما يتعلق بتقديم الطلب الى المجالس الطبية المتخصصة فى مدينة نصر من أجل الحصول على ترخيص بسيارة لمعاق قال إن الرحلة بدأت بصعوبة مقابلة الطبيبة التى تتولى حجز المواعيد. اتسم لقاؤها بعدم الودية التى لا تراعى الحالة النفسية لصاحب الطلب أخبرته بأن الحجز عن طريق النت الذى تبين أنه يستقبل الطلبات على مدى فترة لا تتجاوز عشر دقائق فقط يوميا.
بعد هذا اللقاء يمكن القول ان ما خفى كان أعظم وهو فيما شهده من مظاهر الفساد والاستغلال لمبادرات الدولة الخيرة.. انها تستهدف التربح غير المشروع تتمثل فى أشخاص يقفون امام مبنى المجالس المتخصصة يعرضون تسهيل الحصول على السيارة للمعاق فى مقابل سبعة آلاف جنيه. فى نفس الوقت أشارت الشكوى الى اعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى تعرض الحصول على مواعيد للكشف الطبى مقابل فئات مالية محددة ومعلنة.
