البيتكوين «عفريت» العملات.. يسهل غسيل الأموال لدعم الإرهاب والجريمة 

غسيل الأموال
غسيل الأموال


◄ تستخــدم فى غسيل الأموال وتجارة المخدرات وتمويل الإرهاب
◄ الجرم: يجب إنشاء هيئة دولية للرقابة على تعاملاتها.. وكورونا سبب رواجها
◄ خطاب: تعتمدها المافيا فى الأعمال الإجرامية.. ونرفضها للحفاظ على الأمن القومى
◄ الديب: رائجة رغم تجريمها.. وضربت أسواق الذهب والاستثمار

 

البيتكوين «Bit coin» هي نقود إلكترونية رقمية مؤمنة عن طريق التشفير، توفر نظامًا جديدًا للدفع، أسس هذه العملة «ساتوشى ناكاموتو» لكي يتم استخدامها في عمليات الدفع التي لا تخضع إلى رقابة من قبل الحكومات، فلا يوجد لها وجود مادي ولا ورق ملموس إنما يجري تداولها عبر الإنترنت، فهذه العملة لا تخضع لأي جهة رقابية ولا تصدر عن أي بنك مركزي، ولا تتحكم فيها أي سلطة، لا يوجد قانون متحكمً بها.

ورأى بعض خبراء الاقتصاد، أنها تُستخدم في غسيل الأموال، وتمول الجماعات الإرهابية والمافيا الدولية، والبعض الآخر أكد أنها عملة المستقبل، ويجب أن تقنن نظرًا لتوجه العالم للتحول الرقمي وبين هاذين الرأيين يدورالتحقيق التالى.

في البداية يقول رمزي الجِرم، الخبير الاقتصادي والمصرفي، إن البيتكوين هي نقود إلكترونية توفر نظامًا جديدًا للدفع، ويتم إدارتها بالكامل من قبل مستخدميها دون أي سلطة مركزية أو وسطاء، ويتم إصدار وحدات «بيتكوين» بمعدل متناقص، إذ يتناقص عدد وحداتها التى يتم إصدارها كل عام إلى النصف، حتى يتم إصدار جميع وحداتها المقدرة عند 21 مليون وحدة، وإلى الآن تم إصدار 18.5 مليون وحدة منها. ولمواجهة تلك الظاهرة، أكد الجرم، ينبغي أن يكون من خلال إنشاء هيئة دولية تقوم بدور الرقيب على جميع الأمور المتعلقة بتلك العملة الجديدة، يتعين على البنوك المركزية فى مصر والدول العربية، أن تنتبه لتلك التطورات ووضع أُطر تشريعية وتنظيمية.  

 علماً بأن أزمة كورونا، وما تبعتها من تحول رقمي بشكل كبير، أدى إلى زيادة التعامل علي العملات المشفرة بشكل عام، والبيتكوين بشكل خاص، وأدى إلى ارتفاع قيمتها بشكل غير مسبوق.  وصرح الدكتور أحمد خطاب الخبير الاقتصادي والمصرفي، بأن مصر من الدول المتحفظة في اندماجها في مثل هذه التعاملات، فهي نوع من غسيل الأموال، وستظل وسيلة للأعمال غير الرسمية لأنها تباع وتشترى عبر الإنترنت وأتوقع حدوث انهيار لها، وبذلك يتم الابتعاد عنها نظرًا لعدم توافر القوانين التي تحكم التعامل بها، لأن أساسها غير واضح. وأضاف أن البنك المركزي متحفظ عليها لعدة أسباب منها، أسس ارتفاعها وانخفاضها غير واضح، وعدم معرفة التتابع الأمني لها، وأن الشعب المصري ليس بثقافة عالية لاستخدامها، فالدولة المصرية لا تجازف للتعامل بها، حتي لا يخترق الأمن القومي. وعلي صعيد آخر، قال الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي الخبير المصرفي، إن البيتكوين عملة افتراضية وهمية لا أساس لها، فلا توجد أي دولة اعترفت بها، وتساءل ما غطاء البيتكوين؟، موضحًا أن ثقافة أي شخص بشكل عام يلجأ إلى الربح السهل بلا مجهود، وهنا تكمن الخطورة في أسلوب المحاكاة في الدول النامية. وحذر الشيمي من التعامل مع هذه العملات، ما لم تقر هذه العملات من خلال السوق النقدية الممثلة في البنك المركزي المصري، وأضاف الدكتور أبوبكر الديب الخبير الاقتصادي، أن «البيتكوين» هي عملة افتراضية وبعض الدول جرمتها وفي الفترة الأخيرة زادت قيمتها حتي وصلت لـ 60 ألف دولار وهناك توقعات لتعديها 100 ألف دولار خلال العام الحالي، فضربت أسواق الذهب والاستثمار وأغلب الناس لجأت إليها.،  واستكمل حديثه قائلا: أتوقع في المستقبل أن تستخدم في التجارة الدولية، فهي العملة العالمية المستقبلية، كما يوجد 9 دول منهم ألمانيا واسبانيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي وبعض الولايات في أمريكا أقرت البيتكوين، وأضاف أن قانون البنك المركزي الجديد يقر التعامل بالعملات الرقمية.

وأكد أن الاقتصاد العالمي سوف يتجه إليها لا محالة، فهناك 10 عملات رقمية مشفرة أشهرها «اليوان» الصيني.   وعلى جانب آخر، يقول محمود مصطفي  مبرمج، إن البيتكوين هي عملة رقمية بدأت معرفتها منذ عدة سنوات، علي مواقع «الديب ويب» و «الدارك ويب»، كان سعرها في هذا الوقت لا يتعدى الـ 10 دولارات، مشيرا إلي أن سبب ارتفاع سعرها يرجع لوجود عدد معين منها مقابل زيادة الطلب عليها، وتحفظ البيتكوين بعدة طرق منها المحفظة الإلكترونية «بلوك تشين» هي محفظة برقم سري مشفر ويتم دفع مبلغ مالي لها كل شهر أو سنه لتفعيلها.


ويقول محمود محمد مبرمج، ظهر منافسون جدد لعملة البيتكوين، ففى عام 2016 ظهرت عملة «Ethereum» والتي كادت أن تُوقف شهرة البيتكوين، لكن سريعاً جاءت التحذيرات حول سهولة اختراقها وأيضاً تحذيرات من ملاحقتها أمنياً دفعت بها إلى التراجع وبقاء عملة البيتكوين بالصدارة ، وجاءت شهرة البيتكوين على أنها إبداع تكنولوجي جديد يصبح مثل الذهب وإن كانت البنوك هى الوسيط فى العمليات التجارية الكبيرة إلى الآن، فإن العملات المشفرة -الإلكترونية- لا تحتاج إلى وسيط وذلك يجعلنا نسأل عن مصير البنوك ومستقبلها.

ونوه المبرمج إلى أن حجم سوق البيتكوين وصل إلى ما يقرب من 450 مليار دولار في عام 2017، وكانت عملة البيتكوين أول عملة مشفرة تحظى بهذه الشهرة العالمية فقد سبقتها العديد من المحاولات لإنشاء هذا النوع من العملات فى الفترة ما بين عام 1998 إلى 2009.