خواطر

فى انتظار القصاص المشدد ممن وراء فاجعة القطارين

جلال دويدار
جلال دويدار

تعيش مصر المحروسة ألما وحزنا شديدين على ضحايا تصادم قطارى الصعيد الذى راح ضحيته ٣٠ شهيدا و١٠٨ مصابين. ووفقا لتصريحات د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء.. فإن وجود العنصر البشرى دائما مايكون وراء معظم هذه الحوادث. جاء ذلك ضمن المؤتمر الصحفى الذى عقده فى مدينة طهطا التى وقع بها حادث تصادم القطارين المأساوى.
بالطبع فإن التحقيقات القضائية والشرطية والفنية.. سوف تحدد المسئولية عن وقوع هذه الكارثة. وعلى واقع النتائج فإن القضاء سوف يقضى بأشد عقوبات القصاص. يأتى ذلك تنفيذا للقانون وفقا لما أعلنه الرئيس السيسى فى إطار متابعته المتواصلة للحادث وتطوراته منذ اللحظة الأولى لوقوعه.
حول هذا الشأن فإن الخطأ سبب الحادث أيا كان من وراءه.. هو جريمة شنعاء بكل المقاييس تندرج تحت بند انعدام الوازعين الدينى والأخلاقى. إن هذا الذى حدث وبهذه الصورة المفجعة والفادحة للخسائر.. يؤكد صحة استراتيجية دولة ٣٠ يونيو بضرورة وحتمية تطوير وتحديث وتجديد هذا المرفق الاقتصادى الخدمى الحيوى التاريخى.. للنقل والانتقال فإنه ليس خافيا أنه يعد من أعرق وأقدم خطوط السكة الحديد فى العالم.
ادراكا لأهمية هذا المرفق فإن الدولة خصصت له مئات بل آلاف المليارات من الجنيهات لتمويل وتنفيذ هذه الخطة الاصلاحية الجذرية التى يجرى تفعيلها على قدم وساق.  وكما أعلن فقد وصلت ومازالت تصل على التوالى قاطرات الجر الحديثة بالإضافة إلى المئات من عربات الركاب.
هذه العملية لاتقتصر على معدات النقل ولكنها تشمل العناية فى اختيار قيادته وكذلك الإعداد والتأهيل للعنصر البشرى. ذلك إلى جانب أنها أقدمت على تبنى مشروع تطوير شامل لأنظمة التحكم فى حركة القطارات لتكون إلكترونية. يضاف إلى ذلك الانتهاء الكامل لمشكلة مزلقانات العبور لخطوط السكة الحديد بالمدن والقرى.
إلى أن تتم هذه الخطة القومية المتسارعة فإن الفرصةً متاحة لإمكانية مثل هذه الحوادث نتيجة هذا الخطاً البشرى التى نرجو الله ألا تتكرر. إن من أسباب الحادث أيضا وكما قال د. مدبولى.. حالة التقادم والإهمال المستمرة على مدى عقود والتى يعانى منها مرفق السكك الحديدية.
من الطبيعى وفى هذه الظروف الصعبة التى يعمل فى ظلها هذا المرفق ويجرى حاليا تغييرها من جذورها.. أن تحدث مثل هذه الأزمات. وإلى أن يتحقق استكمال هذا المشروع القومى لإعادة السكة الحديد إلى سابق عهدها وأحسن.. فإنه يتحتم تعظيم الحذر وتشديد الرقابة والمتابعة والانضباط.
أخيرا ووسط مشاعر الحزن والأسى التى تتملكنا كأسرة مصرية واحدة.. نبعث بتعازينا إلى أسر الضحايا والشهداء.
راجين من الله أن يلهمهم الصبر والسلوان. فى نفس الوقت نتمنى للمصابين وبرعاية الدولة.. الشفاء العاجل آمين يارب العالمين.