المصدومة.. تطلب الخلع في شهر العسل‎

المصدومة.. تطلب الخلع في شهر العسل‎
المصدومة.. تطلب الخلع في شهر العسل‎

اعتقدت بأن الدنيا فتحت ذراعيها لي، بعد زفافي من جاري الميكانيكي، ووقعت المفآجات على رأسي كالصواعق، وتمنيت أن تنشق الأرض، وتبتلعني،من هول الصدمات خلال شهر العسل.

بهذه الكلمات بدأت الزوجة تروي مأساتها أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات بإمبابة، تطلب الخلع منه، وبوجه يشوبه حمرة الخجل والخزي قالت: لقد أصر أبي على أن أتزوج منه، وتلاحقه أمي تردد  المثل الشعبي، يا بنتي الست مالهاش غير بيت جوزها، واحنا مش عايشين لك، لم أجد أمامي غير الرضاء بالنصيب، خاصة وأنه كان تقدم لي أكثر من مرة، وأثناء فترة الخطوبة، كان مثال الزوج الكريم، يرتدي أفخر الثياب، ويقدم لي الهدايا، ومجامل إلى حد الإسراف، والبذخ، وفي ليلة الزفاف، وأثناء حضوره لاصطحابي من الكوافير، وبوجه متهكم فوجئت به يخبرني بأنه ليس معه نقود، كي يدفع إيجار فستان الزفاف، والميكاب للكوافير، قائلا: لقد نسيت النقود، ولم أعمل حسابي، حتى أنه لم يخبرني أحد، بإنني سوف أقوم بدفع تلك التكاليف، شعرت في لحظات بأن حياتي انتهت معه قبل أن تبدأ، وكانت الصدمة الأولى التي زلزلت كياني.

اقرأ أيضا| «العدل» تعقد الدورة التدريبية الأولى لأخصائي مكاتب تسوية المنازعات الأسرية

أما الصدمة الثانية، عندما فوجئت أيضا، أثناء وجود الأهل والأقارب للاحتفال بيوم الزفاف، يطلب من والدي الاكتفاء بتقديم المياة الغازية، والشربات لهم، وتوفير قطع الجاتوه، أصابتني حالة من الذهول، ووجدته يقترب مني، وبابتسامة بسيطة تعلو وجهه، يخبرني بمفاجأة أخرى، وهي بأننا سنقضي 3 أيام من شهر العسل بالإسكندرية، تهللت أساريري، وتملكتني سعادة يشوبها قلق، وخوف، وهناك أصابني الإعياء، وألم شديد بالبطن، وقيئ متواصل، استغثت به أطالبه أن يبحث عن أي طبيب، أو أقرب مستشفى، ولم أعد أتحمل الألم، ووجدته وببرود شديد يقول لي "دي حالة عابرة، وسوف تمر، صرخت في وجهه من شدة الألم الذي أخذ يتزايد، فرضخ أمام صرخاتي، ولم يجد مفرا إلا هرول مسرعا بي إلى المستشفى، وأخبرني الطبيب بأنه يتوجب إجراء جراحة عاجلة، لوجود التهابات بالزائدة الدودية، وأصبحت أصرخ من شدة الألم، وتصرفه ومفاجأته الثالثة، حيث فوجئت به يقوم بالاتصال بأبي يطلب منه سرعة الحضور كي يدفع تكاليف الجراحة.

 

وبعد الجراحة، لم تجف دموعي، ورأسي تكاد أن تنفجر من هذه التصرفات غير المتوقعة، إلى أن جاءت المفاجأة الأخيرة، والتي كانت الطامة الكبرى، حيث وجدته ينهرني، ويطلب مني عدم استهلاك الصابونة، وأن أكتفي بالماء فقط، وفي محاولة لإقناعي بالتوفير في كل شيئ، حيث إننا في بداية حياتنا، وأنه وافق على الزواج مني لعلمه بإنني حريصة، في أمور الحياة.

 

وبصوت متحشرج، وبريق ينطلق من عينيها، يشوبه شرارات غضب، قالت: لقد اعتقدت في بداية الزواج، بأنه كالأشجار بطيئة النمو، لكنها تحمل أفضل الثمار، لكنني وللأسف أيقنت بأنه كالثوم، لا يفقد رائحته، حتى ولو تم غسله بماء الورد.. 

 

لذا أتقدم برفع دعوى خلع منه، ولم يكن هناك استعداد لأن أتحمل مفاجآت، وخدمات أخرى.

 

وأرسل أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات للزوج لسماع أقواله.