دفعة جديدة من المرتزقة تغادر ليبيا

الدبيبة: واشنطن مستعدة لدعم خارطة الطريق سياسياً وعسكرياَ

 صورة أرشيفية لمرتزقة سوريين فى ليبيا
صورة أرشيفية لمرتزقة سوريين فى ليبيا

طرابلس ـــ وكالات الأنباء :
 غادرت دفعة جديدة من المرتزقة الأجانب فى ليبيا خلال الساعات الماضية، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، الذى أكد أن أوضاع المقاتلين السوريين الموجودين فى ليبيا باتت مزرية، وأنهم لم يتلقوا رواتبهم ومستحقاتهم الشهرية.

وأوضح المرصد أن قادة المرتزقة السوريين أخبروا عناصرهم قبل أيام بضرورة حزم أمتعتهم استعدادًا للعودة إلى سوريا.
وكشفت مصادر مطلعة أن نقل تلك المجموعة «يأتى فى إطار تفاهم إقليمى على البدء فى إنهاء وجود المرتزقة داخل الأراضى الليبية»، مشيرة إلى أن جانباً من هذا التفاهم تم إبرامه بمفاوضات إقليمية.

وبحسب إحصائيات المرصد، فقد غادر ليبيا أكثر من 10 آلاف من المرتزقة من أصل نحو 18 ألفا كانوا قد أرسلوا للقتال إلى جانب صفوف مليشيات حكومة الوفاق السابقة.


واتفقت اللجنة العسكرية "٥+٥" التى تضم ضباطا رفيعى المستوى من الجيش الليبى وحكومة الوفاق، الأسبوع الماضى على حصر المرتزقة الأجانب وجنسياتهم وأماكن تواجدهم تمهيدا لإخراجهم، فى خطوة تعكس تقارباً وتصميماً ليبياً على إنهاء سنوات من الصراع المسلّح والمضى قدماً فى تحقيق السلام فى ليبيا ووضع حد للتدخل الأجنبى فيها.


ويعتبر ملف المرتزقة والقوات الأجنبية التى تنتشر فى أماكن استراتيجية بالبلاد قرب الحقول النفطية وداخل القواعد العسكرية، من أكثر الملفات الشائكة التى تمثل عبئاً كبيراً على السلطة الجديدة فى ليبيا.


وفى وقت سابق، دعا رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة قوات المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى المغادرة، مؤكداً عزمه التواصل مع الأمم المتحدة بهدف رحيلهم.


ومن ناحية أخرى، أعرب الدبيبة فى تغريدة على موقع تويتر عن سعادته بـ «محادثات تليفونية إيجابية» مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، وقال إن واشنطن أبدت دعمها لاستكمال خارطة الطريق السياسية واللاتفاق العسكرى.


فى سياق متصل، كشف مصدر ليبى مطلع أن إحدى مليشيات فايز السراج ــ رئيس حكومة الوفاق السابقة ــ ارتكبت تجاوزات أمنية فى مدينة ككلة، غربا، أسفرت عن مقتل شاب، مما ينذر باقتتال عنيف بين المليشيات.


وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد الميليشيات المسلحة فى ليبيا، يصل إلى أكثر من 300 مجموعة، بعضها يتبع أشخاصا, والبعض الآخر يتبع تيارات متشددة مثل جماعة الإخوان، وأخرى تتبع مدنا ومناطق، وتتواجد أغلبها بالعاصمة طرابلس. ودعا المجتمع الدولى أكثر من مرة، لتفكيك هذه الميليشيات، معتبرا إياها العنصر الأبرز لتعطيل وإفشال العملية السياسية.


وأصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بيانات عدة تطالب فيها بضرورة تفكيك المليشيات، منوهة إلى خطرها الجسيم على استقرار ليبيا وسلامتها.

وفى بروكسل، فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات على متورطين فى «عمليات القتل خارج نطاق القانون والاختفاء القسرى» فى ليبيا، دون تسميتهم.


وأقر المجلس الأوروبي, أمس الأول، إجراءات تقييدية على 11 فردا وأربعة كيانات «مسئولة عن انتهاكات وتجاوزات جسيمة لحقوق الإنسان فى مختلف دول العالم» .