توفير أدوية مناعة لمرضى زراعة الكلى بــ 145 مليون جنيه رغم كورونا

مدير مركز الكلى بالمنصورة: تطوير جناح العمليات بأحدث المواصفات العالمية | حوار

 د. باسم صلاح خلال حواره مع «الأخبار»
د. باسم صلاح خلال حواره مع «الأخبار»

يدير أهم مركز طبى بالشرق الأوسط وأحد أهم المراكز العالمية فى مجال الكلى والمسالك البولية..فالمركز لازال يحافظ على تميزه وريادته منذ أسسه عالم مصر الكبير د. محمد غنيم رائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط وعضو المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية .


د. باسم صلاح وديع مدير مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة  يؤكد فى هذا الحوار أنه تم مؤخرا تحديث وتطوير جناح العمليات الجراحية بالمركز بتكاليف 25 مليون جنيه بينها 18 مليونا من التبرعات .


ويشير إلى أنه رغم جائحة كورونا إلا أن العمل بالمركز لم يتوقف لحظة واحدة ويتم رعاية مرضى زراعة الكلى رعاية متكاملة ومتابعتهم دوريا وتم شراء أدوية مناعة لهم خلال عام واحد فقط بمبلغ 148 مليون جنيه .
فإلى الحوار :

المركز لا يزال محافظا على ريادته المحلية والعالمية ..و1200 بحث لأساتذته فى المجلات العالمية الكبرى

نسبة الفشل الكلوى فى مصر فى إطار المعدلات العالمية الطبيعية وأقل من دول جنوب شرق آسيا

 كيف تمكن المركز من التعامل مع المرضى فى ظل جائحة كورونا ؟
 تم التعامل بكفاءة عالية مع الجائحة وكان أكثر الأماكن الحكومية استقبالا للمرضى وعلاجهم ونجح المركز نجاحا كبيرا فى الحفاظ على تميزه والاستمرار فى أداء رسالته مع تطبيق الإجراءات الاحترازية الصارمة سواء للعاملين أو المرضى على حد سواء وتطبيق أقصى معايير مكافحة العدوى.
وبالتوازى مع ذلك قام المركز بالتبرع بجهازى غسيل كلوى ووحدة معالجة مياه لمستشفى العزل الذى أقامته الجامعة لمواجهة الجائحة.
وقام المركز بتطهير المدينة الجامعية قبل استخدامها كمكان للعزل فى بداية الجائحة وتقديم الوجبات لمرضى العزل طوال تلك الفترة.
 رعاية خاصة
 وهل يحتاج مرضى الفشل الكلوى لرعاية خاصة فى ظل الجائحة ؟
بالتأكيد..فمن المعروف أن مرضى الكلى أكثر عرضة لمخاطر فيروس كورونا فمرضى الفشل الكلوى يعانون من ضعف المناعة لذا ينبغى أن يتم اتخاذ أقصى درجات الإجراءات الاحترازية من جانبهم حفاظا عليهم من الإصابة بكورونا وإدارة المركز كانت حريصة من جانبها على اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصارمة حفاظا عليهم..كما استمرت عملية المتابعة بصورتها المعتادة لهم ووفق برامجها الزمنية حفاظا عليهم.
وهل نجح المركز فى توفير أدوية المناعة لمرضى زراعة الكلى فى ظل الجائحة ؟
 تم توفير أدوية المناعة لجميع المرضى خلال العام الأخير فقط بمبلغ 145 مليون جنيه فهناك أكثر من 2000 مريض زراعة كلى يتابعون بالمركز تبلغ تكلفة المريض الواحد ما يزيد على 70 ألف جنيه سنويا.
اللقاح ضرورة
 وهل يحتاج مرضى الكلى لأولوية فى الحصول على لقاح كورونا ؟
أول شخص فى العالم حصل على اللقاح الذى ابتكرته جامعة أكسفورد رجل مريض بالكلى وكان يخضع لعمليات غسيل كلى فى مستشفى تشرشل.
ولقاحات كورونا لم تظهر عليها حتى الآن آثار سلبية على مرضى الكلى بل العكس هو الصحيح فمن ضمن الآثار الجانبية لكورونا أحيانا هو الإخلال بوظائف الكلى ووجود لقاح يقى من كورونا سيقلل نسب الإصابة بأمراض الكلى بشكل عام.
فمرض الكلى المزمن هو عامل الخطر الرئيسى لدخول المستشفى من بين مرضى فيروس كورونا ما يعنى أنّ اللقاح ستكون آثاره إيجابية على مرضى الكلى لحمايتهم من كورونا وليس العكس.
وهل نسبة الفشل الكلوى فى مصر بالفعل أعلى من مثيلاتها فى دول العالم ؟
إطلاقا..النسبة فى معدلاتها الطبيعية..بل إنها أقل من مناطق أخرى فى العالم كجنوب شرق آسيا.
 وهل مازالت البلهارسيا تلعب دورا فى ذلك ؟
لا.. كان ذلك أحد العوامل فى فترات سابقة..لكن مع زيادة الوعى وسد هذا المنبع انتهت تلك الظاهرة.
العوامل الوراثية
 إذن فما هى أسباب الفشل الكلوى فى مصر الآن ؟
هى ذات الأسباب فى كل دول العالم وتنقسم لقسمين رئيسيين أحدهما الاستعداد الوراثى والخلل الجينى فوجود بعض الأمراض الوراثية منذ الصغر وهنا يصعب فعل الكثير للوقاية من المرض.
وهناك بعض الأمراض التى لا يتم علاجها بانتظام خاصة مرضى الضغط المرتفع والإفراط فى تناول المسكنات والمضادات الحيوية باجتهادات شخصية دون العودة للطبيب لذا يجب الحرص والحذر عند تناول المسكنات ومتابعة أى أعراض فى بداية حدوثها حتى يكون العلاج أبسط وأيسر لأن اكتشاف المرض فى مراحله المتأخرة يعقد من علاج المريض.
والحرص على الانتظام فى علاج الضغط والسكر وحصوات الكلى مهم جدا لتجنب الوصول لمرحلة الفشل الكلوى.
قوائم الانتظار
رغم كل الجهود المبذولة لماذا لم يتم القضاء على قوائم انتظار المرضى حتى الآن ؟
 كل حالات المسالك المعقدة بمصر يتم تحويلها للمركز وهذا يلقى بعبء كبير على المركز..ورغم وجود قائمة انتظار إلا أنه بمراجعة ماقام به المركز منذ افتتاحه حتى الآن فى علاج المرضى يؤكد الدور الرائد والفريد الذى يقوم به كأحد أهم مراكز العالم فى هذا المجال حيث استقبل وقام بعلاج قرابة 6 ملايين مريض على مدى 38 عاما.
كما أن العيادة الخارجية للمركز تستقبل يوميا أكثر من 1100 مريض وهو الرقم الأكبر الذى تستقبله عيادة خارجية لمركز متخصص فى هذا المجال فى الشرق الأوسط وربما فى العالم ويتم تقديم أفضل خدمة طبية لهذا العدد الكبير يوميا دون تفرقة بين مريض وآخر من خلال 12 غرفة كشف علاوة على كافة الخدمات من تحاليل وإشاعات وغيرها.
وعند افتتاح المركز عام 1983 كان عدد الأسرة 120 سريرا بعدها تم إنشاء مبنى F
ثم إنشاء مبنى العيادات الخارجية وفرع المركز بمنية سمنود على بعد 22 كيلو من مدينة المنصورة ليرتفع عدد أسرة المركز إلى 270 سريرا فى الوقت الحالى.
ومن المعروف أن الرائد والمؤسس العالم الكبير الدكتور محمد غنيم وأنشئ نتيجة الجهود الصادقة والعطاء الوفير الذى قدمه أساتذة جراحة المسالك البولية بكلية الطب بجامعة المنصورة ولما حققوه من تفوق علمى وإنجازات رائعة فى تلك المجالات فكان أول وأكبر مركز طبى متخصص فى الشرق الأوسط ومن يومها وهو يقدم خدماته العلاجية المجانية والمتميزة لكافة المواطنين من أبناء مصر والدول العربية الشقيقة.
الحالات المعقدة
وما أكثر الحالات المعقدة التى يقوم المركز بعلاجها ؟
للمركز تميزه المعروف عالميا فى الاستئصال الجذرى للمثانة وتحويل مجرى البول وتخليق مثانة بديلة وزراعة الكلى وجراحات المناظير وجراحات الأطفال المعقدة خاصة المتعلقة بالعيوب الخلقية.
وكيف يتمكن المركز من الإنفاق على تلك الخدمات الطبية المتميزة ذات الكلفة المالية الباهظة ؟
موارد المركز تأتى من موازنة الدولة ومن تبرعات المؤسسات والأفراد والتبرعات تغطى حوالى ثلث الإنفاق تقريبا ولازال هناك عجز فى النفقات رغم زيادة موازنة المركز لأن شراء الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية وغيرها مع علاج معظم المرضى بالمجان يلقى بعبئ كبير على المركز من حيث النفقات.
ونأمل فى زيادة الموازنة والتبرعات لأن ثقة المجتمع فى المركز وأداء وجهود العاملين به تمثل أحد أهم عوامل استمرار نجاحه والحفاظ على هذا المستوى من الخدمة الطبية المتميزة.
تطوير شامل للعمليات
وماذا عن جناح الجراحة بالمركز ؟
تم منذ أيام افتتاح تحديث وتجديد جناح العمليات الجراحية بالمركز..وشملت عمليات التطوير تحديث وتجديد جناح العمليات الجراحية بالمركز الرئيسى والتى تعدى عمرها ٢٨ عاما ومكونة من ٣ غرف عمليات جراحية وغرفة منظار وغرفة إفاقة تحتوى على ٥ أسرة.
وبلغت تكلفة التطوير والتحديث 25 مليون جنيه بينها 7 ملايين من الموازنة العامة للدولة و16 مليونا من البنك الأهلى و3 ملايين تبرع أفراد من المجتمع المدنى وقد استغرقت عملية التطوير فترة وجيزة لم تتجاوز 3 أشهر.
والجناح بالكامل مجهز طبقا لأحدث المواصفات الطبية القياسية العالمية كما روعى الدقة فى التصميم المعمارى سواء كان مسار الفريق الطبى أو المسار الخاص بالمرضى دخولا وخروجا.
فالأبواب تعمل بالكهرباء ومزودة بوسائل الكنترول طبقا لأحدث النظم كما تضمن التطوير أحدث النظم التكنولوجية الخاصة لغرف العمليات من لوحات تحكم بالإضاءة والكشافات الجراحية وشبكات المعلومات للمرضى.. كما تم تصميم وتجهيز الحوائط وغرف العمليات بمواد مضادة لانتشار العدوى طبقا للمعايير الدولية الخاصة بغرف العمليات والتعقيم تم تجهيزه بأحدث نظم التعقيم ومطابق للمعايير الدولية.
والتطوير الذى تم فى هذا الزمن القياسى يرجع للجهود المضنية والدؤوبة لجميع العاملين بالمركز والإدارة الهندسية لتنفيذ المشروع بالدقة المطلوبة مما أدى لاستئناف العمل مرة أخرى بجناح العمليات لتقديم أفضل خدمة ممكنة للمرضى.
أحدث أجهزة الأشعة
وماذا عن قسم الأشعة ؟
قسم الأشعة بالمركز يضم وحدات الموجات فوق الصوتية والأشعة بالصبغة والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى والأشعة التداخلية والمسح الذرى ومنذ أسابيع قليلة تم تركيب أحدث جهاز أشعة مقطعية يتم تركيبه فى مصر من هذا الموديل حيث إنه أحدث نموذج ويقوم بتصوير 128 مقطعا وهو تبرع للمركز من « آل محمد كريم «،وتبلغ تكلفته قرابة ال7 ملايين جنيه.

ويتميز بسرعة الفحوصات مصحوبة بصورة ذات جودة عالية مما يساعد فى تقليل فترة الفحص الطبى وإجراء عدد كبير من الفحوصات بالمقارنة بالأجهزة الأخرى لجانب تقليل انبعاث الأشعة لحد أدنى ممكن فى أجهزة الأشعة المقطعية وتحضير مرضى الزرع من خلال التقييم الدقيق للحجم والأوعية الدموية بصورة ثلاثية الأبعاد وكذا الدقة فى إجراء الأشعة التداخلية مثل أخذ العينات من الأورام المختلفة وتقييم جلطات المخ مبكرا.
 توفير الموارد المالية
وما هو التحدى الحقيقى الذى يواجه إدارة المركز ؟
المركز منذ تأسيسه على يد عالم مصر الكبير د. محمد غنيم يظل الهدف الرئيسى لكل من تعاقب على إدارته هو الحفاظ على تميزه.
ولتحقيق هذا الهدف فالتحدى الذى نواجهه هو توفير الموارد المالية اللازمة للحفاظ على الخدمة المتميزة التى يقدمها المركز خاصة وأن أكثر من 80 ٪ من تلك الخدمات مجانية وحتى الجزء المحدود الذى يتم تقديمه بأجر فإن هذا الأجر يعادل 30 ٪ من الأجر الذى تقدم به الخدمة خارج المركز.
الريادة العالمية
وما أهم عوامل تميز المركز واستمرار حفاظه على ريادته العالمية وتميز خدماته حتى اليوم وبعد قرابة 40 عاما على افتتاحه ؟
المركز مازال يعمل وفق الآليات والقواعد التى أرساها الدكتور غنيم وهى لا ترتبط بالأفراد بل هى منظومة تستند لقواعد عامة مجردة يتم تطبيقها على الجميع دون استثناء.
كما يتم الحفاظ على التدريب المستمر لجميع العاملين بالمركز كل فى نطاقه وكذا المتابعة المستمرة للأداء كما أن المركز به إدارة جودة متميزة.
ولأن الكفاءة هى المعيار الأساسى للتعيين والترقى بالمركز لذلك نجد أن علماء المركز يحصدون كل الجوائز الدولية والمحلية وأبحاثهم العلمية منشورة فى أهم المجلات العالمية حيث تم نشر ما يقرب من 1200 بحث هام فى تلك المجلات بل إن عددا من أساتذة المركز محكم دولى فى تلك المجلات وهناك جراحات مسجلة بأسمائهم كما يمثل المركز أحد مصادر القوى الناعمة لمصر حيث يتم علاج الكثير من الأشقاء العرب والأفارقة بل ومن بعض دول العالم المتقدم بداخله..كما يتم تدريب الأطباء المصريين والعرب والأفارقة وأطباء من أوروبا وأمريكا واليابان أيضا بداخل المركز من خلال الدورات التدريبية التخصصية.
لذا فإن ريادة المركز محليا وعالميا تظل الهدف الأسمى الذى تسعى إدارة المركز للحفاظ عليه.