زكي رستم.. فنان «الكولونيا» وبطل العالم في الوسوسة

زكي رستم
زكي رستم

كان زكي رستم من النجوم الذين لمعوا، وصفق له الجماهير طويلا، حيث يدرس الأدوار التي يؤديها بعناية، ودقة فائقة، ولا يقبل التعاقد على أي فيلم قبل أن يقوم بقراءة السيناريو، ليعرف قيمة الدور الذي سيقوم بتمثيله.

كما أنه أحيانا يرفض مبلغ ٣ آلاف جنيه في نظير دور لا يتفق مع مزاجه، وأحيانا أخرى يقبل ٩٠٠ جنيه مقابل دور يعجبه، ويعيد لقطة واحدة أكثر من ١٠ مرات لأنه لم يرض عن نفسه، بحسب ما نشرته مجلة اخر ساعة في عام 1953.

وزكي رستم من أسرة مصرية كبيرة، كان جميع أفرادها يحملون الرتب الكبيرة قبل إلغاءها، وليس فيهم من يحمل لقب "أفندي" غيره، وعندما نزل إلى ميدان الفن، وانضم إلى فرقة رمسيس، كان يعامل زملاءه بشيئ من الغطرسة، ويحمل معه زجاجة كولونيا، فإذا نسي، وصافح أحد أفراد الفرقة، أسرع بغسل يديه بالكولونيا.

ولقب بأنه من أبطال العالم في الوسوسة، فهو يخشى جميع الأمراض، ويعتقد أن جميع الميكروبات تطارده في كل مكان، وأن عليه أن يتحصن ضدها، وهو زبون مستديم لجميع أطباء الأمراض المختلفة، ويحفظ عن ظهر قلب أسماء كل طبيب في مصر، وتاريخ حياته، ورقم تليفونه، وعنوان عيادته، وقائمة أسعار الزيارة في العيادة أو في المنزل، ولديه صيدلية منزلية تضم جميع أنواع الأدوية.

اقرأ أيضا| في ذكرى ميلاده.. سر بكاء زكي رستم في الاستوديو

كان هذا العدد من الأدوية التي كان يضعها أمامه الخادم بعناية كبيرة على المائدة أثناء تناوله الطعام، يلفت النظر بشدة فهذا دواء قبل الأكل، وهذا دواء بعد اللقمة الأولى، ودواء ثالث بعد الصنف الأول من الأكل، ودواء رابع في منتصف الأكل، ودواء خامس في نهاية الأكل، ودواء سادس لهضم جميع هذه الأدوية.

وكان حسن فايق صديق مقرب له، وكان يعاونه في شراء هذه الأدوية، وبحكم الصداقة أصبح حسن فايق خبيرا في جميع الأدوية، وفكر في استغلال هذه الخبرة، فساهم مع أحد الصيادلة في افتتاح صيدلية كبيرة في حي شبرا.

وعاش زكي رستم طوال حياته في عزلة عن الناس، فليس له أصدقاء من الوسط الفني غير حسن فايق، وكان غير متزوج، ويعتمد على إيراده الشهري في حياته، ولعل هذا هو السبب في أنه ينتقي الأدوار التي يمثلها، ويتردد كثيرا قبل أن يوقع العقد.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم