رغم دعاوى الحذر..

«الصحة العالمية» تتعهد بدعم الحكومات لإقامة الفعاليات والتجمعات الحاشدة

د.أحمد المنظري
د.أحمد المنظري

يعمل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط مع بلدان الإقليم للإعداد الآمِن لفعاليات التجمعات الحاشدة في عام 2021، وذلك في إطار دعمه المستمر لتعزيز القدرات الوطنية للوقاية من أحداث الصحة العامة والكشف عنها والاستجابة لها، ومن ضمنها كوفيد-19.

اقرأ أيضا| ليبيا والصحة العالمية يبحثان سبل توفير لقاح كورونا

وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط د.أحمد المنظري: "يمكن أن تؤدي فعاليات التجمعات الحاشدة، لاسيما في سياق كوفيد-19، إلى زيادة عدد الحالات، وتهيئ الفرص لظهور مخاطر صحية عامة." 

وأضاف د.المنظري، أن "هذه الأحداث تتيح الفرصة للمنظمة للعمل مع البلدان من أجل تعزيز القدرات الأساسية عبر القطاعات بموجب اللوائح الصحية الدولية، وتقوية نُظُم الصحة العامة".

ومن المتوقع إقامة فعاليات مختلفة للتجمعات الحاشدة في عدد من البلدان في أنحاء الإقليم هذا العام، حيث سيتم الاحتفال بالنيروز، وهو مهرجان الاعتدال الربيعي السنوي المُبشِّر بالربيع والعام الجديد، في عدد من بلدان الإقليم منها أفغانستان وإيران وباكستان وسوريا، وهي الاحتفالات التي كثيرًا ما تنطوي على تجمعات أسرية واجتماعية، فضلًا عن رحلات وأنشطة في الأماكن المفتوحة.

ومن المقرر تنظيم أحداث رياضية وطنية على مدار العام في أنحاء الإقليم، مثل كرة القدم والكريكيت والبوزكاشي - لعبة على ظهر الخيل في آسيا الوسطى- وهي مسابقات تستقطب أعدادًا كبيرة من الجمهور، كما ستتطلب التجمعات الحاشدة المرتبطة بالأحداث الانتخابية، مثل الانتخابات الوطنية في جيبوتي في أبريل، اتخاذ تدابير صارمة للحد من مخاطر انتقال العدوى.

وتلوح في الأفق هذا العام تجمعات جماهيرية ستجذب مزيدًا من الحشود من جميع أنحاء العالم. فالمملكة العربية السعودية تعكف على تقييم قراراتها المتعلقة بالحج والعمرة المقبلين، ومن المقرر أن تستضيف الإمارات معرض دبي، وتستضيف قطر كأس العرب في وقت لاحق من العام الحالي، ويتوقع قدوم ملايين الزوار، كما تستقطب تجمعات عاشوراء والأربعين، التي تجري في وقت لاحق من العام في كربلاء بالعراق، حشودًا دولية كبيرة.

وأكدت المنظمة عملها مع البلدان في عام 2020، للتأكد من إجراء تقييمات مناسبة للمخاطر أثناء التخطيط للتجمعات الحاشدة، ولضمان عقد التجمعات الحاشدة بأمان قدر الإمكان، والحيلولة دون حدوث طفرة في حالات كوفيد-19 خلال تلك الأحداث، مؤكدة أن المكتب الإقليمي للمنظمة سيواصل مساعدة البلدان في إجراء تقييمات المخاطر المصممة خصيصًا لأحداث معينة، فضلًا عن التخطيط والدعم التشغيلي لضمان حماية جميع المشاركين والسكان.

ويشمل توسيع نطاق التنسيق المتعدد القطاعات، ونُظم مراقبة الأمراض وفرق الاستجابة السريعة، والقدرة على إجراء الاختبارات، وتتبع مخالطي المرضى، والعزل والحجر الصحي، والخدمات الطبية، والتخطيط للطوارئ والاتصالات العامة، فضلًا عن ضمان وعي جميع الناس بالتدابير اللازمة لحماية أنفسهم وحماية بعضهم بعضًا، ومعرفة متى يلتمسون الرعاية الطبية.

ونوهت المنظمة إلى أن الجهود المبذولة لاحتواء انتشار كوفيد-19 في عام 2020، أسفرت عن إلغاء عدد من التجمعات الجماهيرية أو إجرائها بمشاركة محدودة، وفي هذا العام، وحتى مع بدء استخدام اللقاحات، لا تزال الجائحةُ أزمةً صحيةً عامةً كبرى.

وفي النهاية، أكد الدكتور المنظري أن على البلدان والسكان، بالإضافة إلى زُوار هذه التجمعات الجماهيرية، توخِّي اليقظة والحذر.