أمنية

صاحبة العيد

محمد سعد
محمد سعد

إليها أكتب فى يوم عيدها،، فهى أول حضن، وأول حب وأول ضحكة صافية من القلب، وأول نسمات للحياة، وهى رفيقة الأيام والحياة، بل هى مصدر التعرف على الحياة، إلى الأم والأخت والحبيبة والسند فى هذه الدنيا، إلى صاحبة هذا العيد، يوم 21 مارس هو يوم الدنيا بأسرها، الله سبحانه وتعالى اختصك بصفات لم يعطها لأى بشر غيرك، فأنت من تعطى الحنان بغير حساب، وحبك يفيض مشاعر تسمو فوق السماء فكل عام وكل أم بخير.
جعل الله الجنة تحت أقدامها فكرمها تكريما ورفعها فى عليين، فى وجودها تنشرح الصدور وفى رحيلها ينقطع الوصال والرباط وتموت كل القيم الجميلة والمعانى السامية والمحبة الخالصة، اللهم لا تحرمنا فضل دعاءها، فهو طاقة النور المبددة لوحشة الأيام ونهر الخير الفياض والضمانة للجنة والعتق من النار.
إلى صانعة الابتسامة الصافية إلى من تذيب الحزن فى القلوب المتحجرة إلى من تبدل الخوف لأمان، إلى من تعطى حتى آخر العمر بكل رضا وفناء، تعطى بطيب خاطر ودون انتظار مقابل، إلى من خلقها الله لتكون السكن والملاذ عندما تشتد المحن، إلى من تحملت قسوة الألم ووعثاء الصبر فى الميلاد وسهد الليالى فى الرعاية والاهتمام، إلى من كتب القدر عليها احتمال الهموم حتى الممات، إلى من يتعلق قلبها بالسماء فتبتهل بالدعاء إلى صاحب الرضا حتى يرضى الله كل عام وانت أم حانية.
إليها فى عيدها أقول، انت من تقود إلى الحياة وتكسبنا معنى الحياة، إلى الأمل فى الوجود والرجاء يوم لا ينفع رجاء إلا من أتى بدعائها فيغسل الذنوب جميعا إلى من قدمت الصور المضيئة فى كل مكان إلى من تعد شعبا طيب الأعراق، إلى نهر الحنان المتدفق وشلال الحياة الرقراق إلى شجرة الظلال الوارفة إلى الحضن الدافىء، إلى من تعطى بلا مقابل فعطاؤها من عند الله، إلى من تجمع بين الحسنيين، المودة والرحمة، إلى من جعلت للوجود معنى، إلى صانعة السعادة الدائمة والابتسامة الصافية، إلى صاحبة الإرادة حين تريد فتجعل الرجل عظيما، إلى من تحمل بين جوانحها عطاء بلا حدود ومشاعر لا تموت إلى من يسكنها سر الكون إلى صاحبة العصمة التى نلوذ بها حين يشتد البلاء، كل عام وانت البركة فى الدعاء وانت الدعاء المستجاب.
رحمك الله يا أمى فقد أعطيت كل شىء، ومنحتنى كل شىء، تأكدى أننى لو كتبت لك كل عبارات الشكر فلا توجد كلمة توفى حقك، ولو استطعت ان اجمع كل القبلات فينبغى أن توضع فوق رأسك، وإذا كانت هناك نعم فى حياتى فأمى هى أجمل وأعظم هذه النعم، فهى الحب الذى لا يحكى ولا يكتب وإن أفردت له مجلدات، هى أول من عرفتنى بالحياة، وربطتنى بالناس، وعلمتنى معانى التوكل والصبر والحلم والحكمة، اللهم اغفر لأمى فقد كانت رجائى عند الله، اللهم اغفر لها ولكل الأمهات وارحمهن رحمة واسعة فالجنة حقا تحت أقدامهن.