«حاملات الطائرات».. ومستقبل مدن عائمة تحمل أشرس مقاتلات بالعالم

حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة
حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة

حاملات الطائرات، تعد واحدة من أهم السفن الحربية الحديثة، خاصة أنها تحمل الآلات العسكرية الضخمة، فهي تعتبر مدناً عائمة، مجهزة بأسلحة وأنظمة اتصالات متطورة للغاية، وبها تستطيع الدول بسط نفوذها بالعالم، عبر ذراعها الطويل الذي يمثله الأسطول البحري لكل دولة، والذي تأتي خاملات الطائرات في مقدمته. 

وحاملة الطائرات وتلعب دورًا رئيسيًا في أي بحرية، فهي منصة ضخمة متحركة تظهر قوة البحرية، وهي بمثابة مدرج متنقل للطائرات، وحتى للطائرات العمودية وهي المروحيات العسكرية (الهليكوبتر)، كما تأتي أهمية الحاملات من خلال السماح للطائرات المقاتلة سواء كانت نفاثة أو عمودية الإقلاع، بمفاجأة الأعداء، عبر شن هجمات تحقق أهدافاً بدقة عالية.

وحول مستقبل الطائرات التي تهبط وتقلع من على ظهر الحاملات، فإن الطائرات بدون طيار، باتت تعد جزءًا مهمًا وبشكل متزايد من الترسانة العسكرية للدول الكبرى أو ماتسمى بالدول العظمى، بل قد تصبح في المستقبل من البدائل للطائرات النفاثة أو المروحية، نظرًا لأنها منخفضة التكلفة، ومنخفضة المخاطر عن الطائرات المأهولة، فهي متعددة الاستخدامات بينما تزداد قوة في نفس الوقت، ومع ذلك، فإن سرعتها ومداها عادة ما يكونان أكثر محدودية من سرعة الطائرات المأهولة.

ومن الغريب أن تقرير حديث صادر عن وكالة الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية دربا "DARPA"، أفاد بأنها تتطلع إلى إصلاح هذا القصور بالطائرات بدون طيار، من خلال بناء حاملات الطائرات المحمولة جواً، أو كما تسميها DARPA "حاملات الطائرات في السماء"، وبحسب التقرير فإنها الآن مجرد دعوة للأفكار، لكنها على الأرجح مسألة وقت فقط حتى يتم تطوير الحل والشروع في تنفيذه.

ومن هذه الرؤية لوكالة الأبحاث "دربا"، فإن مستقبل حاملات الطائرات قد أصبح أشبه بسباق محموم، تتسابق فيه الدول لتطوير حاملات طائرات التابعة لها، بل وتطوير الطائرات أيضًا التي تحملها تلك المدن العائمة.

حاملة طائرات

وحتى حاملة طائرات الهليكوبتر، والتي لا تضم مدرجًا للطائرات النفاثة، فإن الغرض الأساسي منها هو تشغيل طائرات الهليكوبتر، حيث تحتوي حاملات طائرات الهليكوبتر إما على سطح طائرة كامل الطول مثل HMS Ocean ، 1 ، أو أن يكون لها سطح هليكوبتر كبير، عادة في الخلف، كما هو الحال في فئة Moskva التابعة للبحرية السوفيتية أو RFA Argus سطح السفينة كامل الطول يزيد من مساحة سطح السفينة لمواقع هبوط طائرات الهليكوبتر، يسمح هذا التصميم أيضًا بوجود سطح حظيرة للطائرات.

ويصعب تحديد حاملات طائرات الهليكوبتر النقية في القرن الحادي والعشرين، فقد أدى ظهور طائرات مثل Harrier Jump Jet إلى تعقيد التصنيف؛ فمثلًا هناك حاملات تابعة للبحرية الأمريكية، تحمل من ستة إلى ثمانية طائرات هارير بالإضافة إلى أكثر من 20 طائرة هليكوبتر.

حاملة طائرات

ويمكن اعتبار الناقلات الصغيرة فقط غير القادرة على تشغيل هارير، وناقلات ما قبل عصر هارير الأقدم على أنها حاملات طائرات هليكوبتر حقيقية، وفي كثير من الحالات، يتم تصنيف شركات النقل الأخرى، القادرة على تشغيل طائرات STOVL، على أنها "حاملات طائرات خفيفة"، أما السفن الأخرى مثل فئة Wasp، قادرة أيضًا على إرسال قوات مثل المارينز إلى "ناقلات كوماندوز" وإنزالها إلى الشاطئ؛ ويتم تصنيفها على أنها سفن هجومية برمائية.

ولهذا فقد أصبح تطوير وتحديث حاملات الطائرات، وما تحمله من طائرات بكافة أنواعها، هو الشغل الشاغل للدول العظمى التي تجوب الحاملات التابعة لها بحار ومحيطات العالم، لفرض نفوذها وسيطرتها. 
 

حاملة طائرات