فى المليان

دقت ساعة الـجـد لحكومة الدبيبة خبيران نفسى وإحصائى فى المنتدى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

دخلت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة مرحلة الجد والصدام بعد أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح يوم الإثنين الماضى. ووجه الدبيبة بالإيقاف المؤقت لانعقاد اجتماعات مجالس الأمناء والمؤسسات الاستثمارية والجمعيات العمومية للشركات العامة، وكذلك التى تساهم فيها الدولة إلى حين إشعار آخر واعتبار المحاضر والقرارات الصادرة من تاريخ منح الثقة للحكومة يوم الأربعاء 10 مارس 2021 ملغاة وكأنها لم تكن.. وبموجب منشور الدبيبة رقم 3 لسنة 2021 يحظر على مكتب السجل التجارى العام والمكاتب الفرعية له قيد أى قرارات أو محاضر اجتماعات بالمخالفة لأحكام المنشور.
كما أصدر الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية تعليمات لوزراء حكومتى الوفاق الوطنى والمؤقتة بعدم اتخاذ إجراءات من شأنها إحداث تغييرات على بعض المراكز القانونية فى المؤسسات والمصالح العامة بالمخالفة للصلاحيات التسييرية (تصريف الأعمال) التى تقتضيها مرحلة انتقال السلطة..
وقال الدبيبة فى منشور رقم 2 لسنة 2021: «استدعى انتباه حكومة الوحدة الوطنية قيام العديد من الوزراء فى حكومتى الوفاق والمؤقتة باتخاذ إجراءات من شأنها إحداث تغييرات على بعض المراكز القانونية فى المؤسسات والمصالح العامة بالمخالفة للصلاحيات التسييرية التى تقتضيها مرحلة انتقال السلطة وعليه يحظر الإقدام على مثل هذه التصرفات، وإن كل الإجراءات التى اتخذت فى هذا الصدد تعد باطلة ولا تنتج أى أثر قانونى»..
ومن ناحية أخرى.. وفى نفس السياق.. دعا زايد هدية عضو مجلس النواب الليبى ورئيس لجنة متابعة الأجهزة الرقابية بمجلس النواب البرلمان إلى الإسراع فى حسم ملف المناصب السيادية وقال هدية فى تصريح لبوابة «أفريقيا الإخبارية»: يتوجب على مجلس النواب العمل بنفس الوتيرة التى عمل بها طيلة الأسابيع الماضية خلال عملية منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، وأن يعمل خلال الأسابيع القادمة فى اتجاه توحيد المناصب السيادية أو إعادة تشكيلها بشكل سريع جدا بالتنسيق مع مجلس الدولة استكمالاً لمخرجات الاتفاق السياسى لإنهاء الانقسام فى هذه المؤسسات المهمة لكل الليبيين..
الدكتور محمد المفتى «وهذا هو الممكن» !
ولعل أكثر ما أعجبنى من كتابات المفكرين والساسة الليبيين بعد إنجاز الدبيبة رئيس الوزراء والدكتور محمد يونس المنفى رئيس المجلس الرئاسى ما كتبه الدكتور محمد المفتى تحت هذا العنوان.. وأكد أنه لهذا يهنئ المجلس الرئاسى برئاسة المنفى وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.. وقال نعم هذا ما كان يجب أن يتحقق قبل سنوات، ولكن المجموعة المتصدرة فى تلك السنوات كانت غير قادرة على تجاوز خلافاتها وحساسياتها.. سلاسة الترشيحات والاختيارات والنقلات والمراحل التى أوصلت إلى الدبيبة كلها توحى بالآليات الخفية وراء هذا الإنجاز الذى نقلنا من حالة التفتت والكراهيات واللغة المتوترة إلى إجماع برلمانى فى سرت.. لن نستطيع الحديث بثقة لأن ما تم تحقيقه يندرج أكثر تحت سيناريو فيلم درامى بكل عناصره من مفاجآت وكوميديا وتوقعات صحيحة وخاطئة.. ويقال إن ستيفانى ويليامز ألحقت بالبعثة الأممية خبيرين فى علم النفس والإحصاء ولم لا؟!.. فالإنجليز بعد الحرب العالمية الثانية دخلوا برقة ومعهم عالم الإنثروبولوجيا إيفاتز بريتشارد.. وعرابو هذا السيناريو ستيفانى ويليامز والسفير الأمريكى نور لاند والسفير الألمانى أوفتشا نجحوا فى خلق جو من الإثارة بشتى المفاجآت المنتقاة من قوائم تومض على سطح شاشة إليكترونية، انتهاء بمناخ احتفالى فى واجادوجو سرت..
ومن الركن المعتم كما فى فيلم كابوى خرج بطل الفيلم دبيبة الذى قد لا يمتلك كاريزما الزعماء الخطباء، إلا أنه واثق من نفسه قادر فى ما يبدو على إرضاء الجميع ولو بكلمة حاضر، قريباً فى لغته من لغة المواطن العادى وبالتالى قريب من الناس الذين رحبوا به متسائلين: هل يقدر يحل المشاكل اللى عندنا؟
< < <
وتبقى تساؤلات الدكتور المفتى مع تمنيات كل العرب وفى المقدمة منهم الرئيس السيسى بالتوفيق لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وأن تكون بين يديها قوارب الإنقاذ لليبيا التى نحبها ونخشى عليها جميعاً من أطماع الغزاة والباحثين عن الثروة!