كنوز صان الحجر.. مدينة الخلود الشاهدة على أرض الإجداد 

صان الحجر
صان الحجر

قال أحمد سليم عوض الباحث في التاريخ الأثري، إن هناك في أقصى جنوب الشرقية يوم ٢٠ مارس ١٩٣٩، كانت هذه الأرض الأثرية التي تبلغ مساحتها ٥٠٠ فدان على موعد مع اكتشاف المومياوات الملكية لملوك مصرالعظام "تانيس"، أو "صان الحجر" الموقع الأثرى الأكثر أهمية فى شمال شرق الدلتا، وعاصمة الإقليم ١٩من أقاليم مصر السفلى فى العصر المتأخر (747-332 ق.م.).

وتقع فى مركز الحسينية فى محافظة الشرقية، وتبعد عن مدينة القاهرة حوالى مائتى وخمسين كيلو مترا.

وذكرت فى النصوص المصرية القديمة باسم "جعنت" وتعنى "المدينة التى بنيت فى الأرض الخلاء"، كما ورد ذكرها فى التوراة باسم "صوعن"، أما اسم تانيس فقد اطلقه عليها الإغريق نسبة إلى الفرع التانيسى، أحد أفرع نهر النيل السبعة القديمة، بينما أطلق عليها العرب اسم "صان" تحريفا عن الأصل المصرى القديم، ونظرا لكثرة الأحجار بها أضافوا إليها الحجر، فأصبح يطلق عليها اسم "صان الحجر" إلى الآن.

تعرف علي كنوز حكاية «صان الحجر»

مكتشفون كنوز تانيس 

**أجرى الحفائر بها أثريون عظام أمثال أوجست مارييت بين الأعوام 1860-1880م، ووليام فلندرز بترى بين الأعوام 1883-1886م، وبيير مونتييه بين الأعوام 1921-1951م. وكان عام 1939م، لحظة عظيمة الأهمية فى تاريخ مصر القديمة، حتى اكتشف الأثرى الفرنسى"بيير مونتييه" مقابر جبانة عصر الانتقال الثالث الملكية الغنية، من الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين (1040-783ق.م.) فى تانيس. وتدفق عدد كبير من الآثار الساحرة من تلك المدينة التى كللها المجد والعظمة فى مصر القديمة، من خلال حفائره التى قام بها بين الأعوام 1939-1946م. وكان هناك سبب كبير أثر بالسلب على نتائج حفائره، ألا وهو نشوب الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) فى توقيت الاكتشاف، مما جعل الحدث السياسى بتبعاته الحربية يصم الآذان عن اكتشافات تانيس المذهلة، وجعل اكتشافاته المهمة لا تحظى بمكانتها الإعلامية التى كانت تستحقها آنذاك.


ولم يدخل المكتشفون الفرنسيون المقبرة الأولى من مدخلها الأصلى، وإنما من السقف. وبنيت حجرة الدفن من كتل من الحجر الجيرى والجرانيت الوردى، وزينت الجدران بنقوش من " كتاب الموتى" و"كتاب الليل"، وهما من الكتب الدينية المهمة فى مصر القديمة. واحتوت المقبرة الدفنة الغنية التى تخص الملك أوسركون الثانى بكل كنوزها الفاتنة من الحلى الذهبية والتمائم والأوانى الذهبية والفضية.


ودخل المكتشف المقبرة الثانية من السقف أيضا، فى يوم 17 مارس 1939م، الذى أطلق عليه اسم :"يوم العجائب المثيرة لألف ليلة وليلة". ومن خلال دخوله حجرة صغيرة ملونة، ثبت أنها تخص الملك بسوسنس الأول (1034 -981 ق.م.)- المقبرة رقم "3" فى تانيس- وجد نفسه محاطا بأكوام رأسية من الأثاث الجنائزى.


واحتوت المقبرة أيضا على دفنة الملك شاشانق الثانى (895-؟ق.م.) محاطاً بجسدى الملكين سى آمون (968-948 ق.م.) وبسوسنس الثانى (945-940 ق.م.). ووصل إلى حجرة دفن الملك بسوسنس الأول التى لم تمس، فوجد بها الأوانى الكانوبية وأشكال الأوشابتى والأوانى الذهبية والفضية والتابوت الذى أخذ من دفنة الملك مرنبتاح (1212-1201 ق.م.)- ابن الملك رمسيس الثانى- من مقبرته فى وادى الملوك. وكانت الحجرة الأخرى التى على الجانب الآخر مخصصة فى الأصل لدفن أم الملك بسوسنس الأول، الملكة موت نجمت، واحتوت الدفنة الغنية للملك آمون إم أوبت (984-974ق.م.). وما تزال المفاجآت تذهل مونتييه وبعثته من الأثريين، فوجد حجرة أخرى احتوت تابوتا فارغا للقائد عنخ إف إن موت. ثم أكمل العمل فى 13 فبراير 1946م، الأثرى الفرنسى ألكسندر ليزين فى الدفنة التى لم تمس لقائد عسكرى آخر، هو ونج باو إن جدت وكانت قليلة الحلى والأثاث الجنائزى.

كنوزتانيس الذهبية:
1- اشهر اثارها معبد الاله امون : ابرز الاماكن ف صان الحجر بشكل عاام يعد من اكبر المعابد ف الوجه البحري ويحتوي عل بوابه جيرانيه ياتي في مقدمتها تماثيل ضخمه مثل الملك رمسيس التاني مع زوجته مريت امون كما يضم المعابد البحرية المقدسة وهي تاني أهم البحيرات بعد بحيره الكرنك في الاقصر.
2- تميمة إيزيس بسلسلة تظهر :
إيزيس هنا كامرأة فوق راسهايحيطان بالقرص الشمسي من الاسره ٢١عثرعليها في مقابر تانيس" 1047-1001 ق م" وهي موجوده الان في المتحف المصرى بالقاهرة .

 3- تمثال الملك رمسيس الثانى على شكل طفل راكع فى حماية الإله الصقر، وقد تم نحت وجه الطائر من الحجر الجيرى، بعد تعرض وجهه للتدمير قديمًا، ولعل من بين أروع جماليات هذا التمثال أنه يجسد اسم الملك رمسيس الثانى فى اللغة المصرية القديمة، وهو "رع مسى سو"، ويعنى "الإله رع هو الذى أنجبه" أى الملك رمسيس الثانى نفسه.

وبالعودة إلى التمثال نفسه، نجد أن قرص الشمس يمثل الرب رع. وتم التعبير عن الفعل "مسى"، بمعنى "ينجب"، على شكل طفل، فى حين يتم قراءة نبات "سو" الذى يقبض عليه الملك كالصولجان الضمير المصرى القديم "سو" بمعنى "هو"، وتم كتابة أسماء وألقاب الملك رمسيس الثانى على قاعدة التمثال. وهذا التمثال منحوت من الجرانيتى الرمادي. وتبلغ أبعاد التمثال حوالى 64.5 سم فى الطول و133 سم فى الارتفاع. ويوجد هذا التمثال بالمتحف المصرى بميدان التحرير. 

التمثال عثرعليه بتانيس ⁦:
٤- القناع الذهبي للملك بسوسنيس الاول
بالمتحف المصري عثر عليه في تانيس في مقبرته

٥- لوحة الأربعمائة عام بالمتحف المصرى بالقاهرة :
عثر على هذه اللوحة فى مدينة تانيس " صان الحجر"، وهى توجد الآن فى المتحـف المصــرى بالقاهرة تحـت رقـم " JdE.60539"، وقـد أقامهـــا الملك « رمسيـس الثانى » احتفالا بمـرور أربعمائة عام على اعتلاء الإله ست السيادة على البلاد ، حين جعله الهكسوس إله الدولة الرسمى ونرى الملك رمسيس الثانى يقدم انائى النو للقرابين السائلة للمعبود سوتخ.