السمراء المهذبة.. أول دبلوماسية مصرية في باريس

السمراء المهذبة.. أول دبلوماسية مصرية في باريس
السمراء المهذبة.. أول دبلوماسية مصرية في باريس

أثبتت المرأة المصرية على مر العصور كفاءتها وجدارتها في مختلف الأعمال والمناصب فقد تبوأت مكانة بارزة في شتى مناحي الحياة، بداية من المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني، مرورا بالمرأة في مصر القديمة وحتى اليوم.

وفي عام 1963 تحدثت كل الصحف الفرنسية عن فتاة مصرية اسمها هدى المراسي، ظهرت صورتها في الصفحات الأولى تحت عنوان "أول دبلوماسية مصرية في باريس"، وهذه أول مرة تهتم الصحافة الفرنسية كل هذا الاهتمام بفتاة عربية وتتحدث عنها في أبرز مكان على صفحاتها.

حفيدة رفاعة الطهطاوي:المرأة المصرية «شمت نفَسها» في عهد السيسي

ونشرت مجل آخر ساعة في 26 يونية 1963 أن الصحف الفرنسية قالت إن "هدى المراسي" السمراء الممشوقة القوام المهذبة التي لا تغيب ابتسامتها عن وجهها أبدا لا يزيد عمرها على عشرين عاما، ومع ذلك فهي تتكلم الفرنسية بطلاقة غريبة تخدع من يسمعها بأنها فرنسية.

وهي في الواقع تعطي صورة مشرفة للفتاة المصرية في مجتمع القاهرة الجديد بمظهرها وشخصيتها وبساطتها وتفتحها الذي يجبر كل من يراها على احترامها، وهي تبدو بثيابها الأنيقة البعيدة عن التكلف كتلميذة صغيرة لم تترك فصول الدراسة.

وتعتبر هدى في الحقيقة أول مصرية تشغل منصبا ديبلوماسيا في سفارة الجمهورية العربية في باريس وفي غير باريس بدون أن تكون زوجة لشخصية دبلوماسية.

وتبدأ قصة هدى بتخرجها من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1961، وتقدمت للامتحان السنوي الذي تعقده وزارة الخارجية لاختيار موظفيها، فجاء ترتيبها الأولى على كل المتقدمين، وكان كل آمالها أن تصبح دبلوماسية ولكن أمنيتها لم تتحقق فجاء خطاب التعيين ليقول لها أن مكانها في إدارة البروتوكول وليس في السفارات المصرية في الخارج.

وبالفعل ظلت في البروتوكول لمدة سنتين، وعندما اقترحوا عليها الذهاب إلى فرنسا بعد ما تجددت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي كانت قد قطعت منذ نوفمبر 1956 لم تستطع أن تكتم فرحتها فكانت بمثابة فرحة العمر التي انتظرتها عامين كاملين.

وتقول "هدى" لمندوبي الصحف الفرنسية: " لقد قبلت الفكرة بمنتهى الحماس لأنني سأفتح بابا ظل مغلقا في وجه المرأة العربية رغم كل محاولاتها لأقتحمه، ومن ناحية أخرى فهذه تعتبر فرصة نادرة بالنسبة لي للتعرف على البلاد المختلفة والتعامل مع أهلها ودراستهم عن قرب.

ثم أكملت قائلة: هذه هي أول مرة اترك فيها القاهرة لأسافر إلى الخارج رغم أن أسرتي كلها تعيش في باريس منذ مدة ططزيلة والدي المهندس وأخواتي السته".

وذهب إلى فرنسا الدبلوماسية الصغيرة وهي تحمل لقب أول ملحقة دبلوماسية بالسفارة، وهي تأمل أن تبقى في منصبها هذا 3 سنوات على الأقل لتتمكن خلالها من إتمام دراستها في كليه العلوم السياسية هناك.

ويعتبر هذا انتصار جديد للمرأة المصرية فقد اقتنع المسئولون أخيرا بكفاءتها في أخطر منصب شغلته وأدق مهمة تحملت مسئوليتها منذ نزلت لميدان الحياة العملية.

الفراعنة أول من صنعوا «المكياج» وأدوات التجميل.. تعرف على أصل الحكاية

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم