بالصدفة البحتة، شهد العام 1956 تعيين أول كُمسارية في مصر، وهي لا تزال طالبة بالسنة الثالثة في كلية تجارة جامعة القاهرة؛ حيث وقع صاحب شركة خطوط نقل القاهرة قرارا بتعيينها.
عبداللطيف أبو رجيلة رجل أعمال مصري ورائد حافلات النقل العام بمدينة القاهرة، تلقى سؤالا من جريدة أخبار اليوم في العام نفسه عن رأيه في تعيين الفتيات في وظائف الكمسارية في سيارته، فرحب بالفكرة لكنه أكد عدم تقدم أي فتاة مصرية لتلك الوظيفة.
لكن بالصدفة عرف من مساعديه أن هناك طلب مقدم من طالبة بكلية تجارة بالفعل على هذه الوظيفة, فسارع صاحب الشركة بتعيينها فورا لتصبح الطالبة عايدة محمد المغاوري أول كمسارية في مصر.
أبو رجيلة أمر بإحضار الطالبة عايدة للشركة على أن تبدأ العمل فور انتهائها من امتحانات كلية التجارة؛ حيث وقعت الطالبة عقدها بمرتب قدره 10 جنيهات و8 قروش في الشهر على أن تحصل على عمولة إضافية قدرها 10 قروش من كل 100 قرش تحصل عليها من حصيلة الركاب الأتوبيس كزيادة على أول عشرة جنيهات.
وعبداللطيف أبو رجيلة هو رجل أعمال مصري ورائد حافلات النقل العام بمدينة القاهرة ارتبط اسمه أيضاً بنادي الزمالك، ففي عام 1956 تولي رئاسة النادي، وحصل على بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه، منذ نشأ عام 1911.
بعد التعليم الأولي في السودان، جاء أبو رجيلة إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية، وفي الجامعة التحق بكلية التجارة، وعمل أبو رجيلة بعد تخرجه في بنك مصر؛ حيث كان يعتبر نفسه تلميذاً في مدرسة طلعت حرب.
بدأ رحلة مع الاستيراد والتصدير برأسمال متواضع (34 جنيهاً)، لكنه صعد ونجح، ثم أفلس وكانت ثروته كلها في موانئ إيطاليا ممثلة في كميات كبيرة من البضائع، وضاع كل شيء في غارات الحرب العالمية الثانية التي طالت بالدمار الأغلب الأعم من الأراضي الإيطالية، لكنه لم يعرف اليأس، وعاود الصعود إلى القمة.
بعد عامين من العمل الشاق، بات المسؤول الأول عن خطوط القاهرة بأكثر من 400 سيارة أتوبيس تقدم خدمات راقية وبكفاءة، وفق مواعيد منضبطة.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
