إشتروا منى

اليوم العالمى للدولة

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

بقلم/ هناء عبدالفتاح

لا أؤمن بالصدفة ولا شيء يحدث عبثاً، تلك قناعتى التى أرددها دوماً وأرد بها على أى وجهة نظر اختصرت طريق الوعى والتدبر وألصقته عبثاً بكلمة "صدفة"، لا يوجد شيء على وجه الأرض يحدث صدفة، حتى تزامن اليوم العالمى للمرأة مع بطولة امرأة حديدية رصدت لها الكاميرا مجرما يتحرش بطفلة فى مدخل العمارة فخرجت مسرعة لتنقذها منه وتواجهه بفعله القذر دون أدنى خوف من احتمالية تطاوله عليها بالعنف أو حتى باللفظ على أقل تقدير ليست صدفة، وليست صدفة أن الله سبحانه وتعالى ساق لهذا المجرم "امرأة دولة" لا تهاب ولا تخشى ولا تتردد ولا تتراجع، فضحت خسته وحقارة أخلاقه وبمفردها جعلت منه حديث المدينة وسلمته للرأى العام صوتا وصورة، وعلى ضوئها تحركت الشرطة فورا للقبض عليه وبالتبعية وجهت له النيابة تهمتى الاختطاف وهتك العرض، نموذج مشرف للست المصرية الجدعة القوية السدادة، المشهد أصلاً أصبح متكررا ومعتادا وطبيعيا.

لا أقصد مشهد التحرش، أقصد مشهدا تتصدر فيه المرأة المصرية دور البطولة، ولنا فى سيدة القطار التى انتفضت لرد اعتبار المجند الذى تطاول عليه الكمسرى أقرب مثال، النماذج كثيرة جدا ولا تتسع السطور لحصرها، وهو ما يؤكد على فكرة أن المرأة المصرية تستحق مساحة الدعم غير المسبوقة التى أفردها لها السيد الرئيس بل وجديرة بالمزيد، السيد الرئيس أقر المعطيات التى تجعل من كل امرأة مصرية دولة فى حد ذاتها، فردت المرأة المصرية بأن أصبحت بالفعل دولة،إنما نريد مزيداً من الدعم والتشجيع، ونطالب السيد الرئيس فى اليوم العالمى للمرأة من كل عام تبنى فكرة تكريم كل امرأة عرفها المجتمع من خلال مشهد بطولة تصدرته وكانت قوية، إيجابية، تفوت فى الحديد !، تلك الدولة التى أنقذت الطفلة بائعة المناديل من التحرش أو بمعنى أدق من الاغتصاب تستحق تكريم الدولة، سيدة القطار أيضا دولة تستحق تكريم الدولة، كل امرأة مصرية صدرت منها القوة والشجاعة والبطولة وصفق لها الرأى العام هى دولة تستحق تكريم الدولة، نريد تشجيع فكرة زيادة تلك النماذج وانتشارها أكثر، ولا تشجيع أفضل من تكريم السيد الرئيس باعتباره الداعم الأول والأكبر لفرص المرأة المصرية، والأحرص على تثمين دورها، والأقدر على وضعها فى المكان الذى تستحقه.