حان وقت الحصاد

الجمهورية الجديدة | الرياضة.. قوة ضاربة أفريقياً وعالمياً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بات قياس قوة الدول الشاملة مرتبطًا بضرورة تطوير آليات قوتها الناعمة التى تُعد أحد الأعمدة الرئيسة فى استراتيجيات الدول فى التأثير والحضور والتنافس مع غيرها من الدول لتعبر من خلالها عن أبعادها السياسية والاقتصادية؛ بالإضافة إلى تنشيط حركة السياحة الداخلية وتجديد الحالة الوطنية للأجيال الجديدة، وأكدت مصر خلال السنوات القليلة الماضية إدراكها الكامل لمفهوم الرياضة كإحدى أدوات القوة الناعمة لها.


تمثل ذلك فى سعيها الدؤوب لاستضافة الألعاب الرياضية والبطولات الدولية لتنشيط الدبلوماسية العامة لها، وحرصها أيضا على الدفع بلاعبيها ومنتخباتها للمشاركة فى أكبر عدد ممكن من البطولات الدولية والعالمية والإقليمية. 


ساهمت هذه الأحداث الرياضية الكبرى فى إبراز صورة وهوية الدولة وعلامتها التجارية على الساحة الدولية، فالمتابع للمشهد الرياضى المصرى على صعيد تنظيم البطولات يلاحظ أن الدولة نجحت فى استضافة 116 بطولة دولية وعالمية وعربية وأفريقية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو رقم يضع الدولة المصرية بقوة على الخريطة الرياضية العالمية فى مجال تنظيم البطولات. 


ففى عام 2019 نجحت الدولة فى استضافة 60 محفلا رياضيا ضم العديد من الدول منها 7 بطولات عالم و16 أفريقية و23 دولية و14 عربية، وفى عام 2020 استضافت 30 بطولة منها 6 بطولات عالم و9 أفريقية و6 دولية و9 عربية، فيما تضم أجندة الأحداث الرياضية للعام الحالى 26 بطولة منها 10 عالمية ومثلها أفريقية و4 دولية و2 عربية.

 

استطاعت مصر من خلال هذه البطولات انتزاع آهات وتصفيق العالم - بلغة الكرة - بما قدمته من قدرات تنظيمية ذات مستوى رفيع، فالإبهار كان هدفا حاولت الدولة الوصول إليه فى تنظيم البطولات، وجملة التمثيل المشرف لم تعد مقبولة بالنسبة لها.. فساهمت هذه الأحداث الرياضية الضخمة فى جذب انتباه مليارات الأشخاص حول العالم، وسلطت الضوء على أرض الكنانة، فعلى سبيل المثال حقق حفل قرعة بطولة العالم لكرة اليد الذى نظمته مصر نسب مشاهدة تجاوزت المليار مشاهد من 190 دولة حول العالم، كما حققت بطولة أفريقيا لكرة القدم للكبار التى استضافتها المحروسة فى 2019 حجم مشاهدات بلغ 800 مليون مشاهد عبر قناة واحدة فقط - كما أكدت هذه القناة فى تقرير لها - فى حين تابع حفل الافتتاح والختام مليار و500 مليون مشاهد حول العالم.


وهذه الأعداد بالتأكيد تساهم فى صناعة الصورة المصرية فى أذهان العالم، وذلك بما يليق بمكانتها عبر العصور وعلى الخريطة الدولية، وبما يساعد فى كسبها لسمعة عالمية كنموذج فى استضافة الأحداث والمحافل الدولية الكبرى.


وفى هذا السياق أكد د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أن استضافة البطولات الدولية مثل بطولة العالم لكرة اليد وهى لعبة جماعية ترتيبها على مستوى العالم الثانى بعد مونديال كرة القدم وأيضا كأس أمم افريقيا لكرة القدم 2019 شرف تتسابق إليه جميع الدول، وإعداد الملف وتجهيزه للبطولات فى حد ذاته تحد صعب تخوضه الدولة المصرية باستمرار، فالدول تقوم بتسويق نفسها عالميا من معامل التقدم التكنولوجى والاقتصادى ومعامل التقدم فى البشر والقدرة على تنظيم الليالى السياحية والبيع المباشر لها والتعرف على البلد، وأيضا عندما تحدث منافسة بين دول العالم على شرف الاستضافة ودولة بعينها هى التى تفوز هذا فى حد ذاته انجاز كبير وشرف له مدلولات عظيمة بين الأمم، فعلى سبيل المثال تفوقت مصر على أكثر من 15 دولة تسابقت لنيل شرف تنظيم مونديال اليد. 


ويضيف د.أشرف صبحى فيقول إن هذه الأحداث تساهم أيضا فى نقل رسالة للعالم بأن مصر أرض السلام، والتأكيد على أنها باتت قبلة لإقامة المؤتمرات والمنتديات والأحداث الرياضية الكبرى، رغم وجودها فى المنطقة الأكثر اشتعالا بالعالم (الشرق الأوسط)، وبالتالى تعمل كمحرك إيجابى للحركة السياحية الوافدة وتمثل دعاية غير مباشرة للمقاصد المصرية، وهو أصعب أنواع الدعاية وأكثرها نجاحا، حيث أن الهدف المعلن أمام السائح هو متابعة الحدث الرياضى وجوائزه والنجوم التى يشجعها، أما الخفى فهو مشاهدة المكان الذى يقام فيه وما به من روعة، كما حققت بعض هذه الأحداث نسب مشاهدة تخطت حاجز المليار مشاهدة على مستوى العالم، وشهدت حضور العديد من الشخصيات العامة والرياضية العربية والأفريقية والدولية.