قلـب مفتوح

ضميرنا الجمعى فى خطر

هشام عطية
هشام عطية

هشام عطية

عطب بين اصاب الضمير الجمعى للمصريين فضحه وبشدة قطاع ليس بالقليل من مستخدمى السوشيال ميديا الذين صعروا عقولهم لافكار التطرف الشيطانية وراحوا بكل قوة يدرأون التهمة عن ذئب المعادى الذى امسكت به الكاميرات متلبسا بارتكاب أقذر جريمة وهى التحرش بطفلة.
الضمير الجمعى كما يعرفه علماء الاجتماع ومنهم الفرنسى دوركايم هو مجموعة من المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة التى تعمل كقوة توحيد داخل المجتمع وهنا تكمن الخطورة على مستقبل هذا الوطن ووحدة أهله المهددة بعد هذا التباين الرهيب فى الرؤى والآراء حول جريمة لااخلاقية ارتكبها حيوان مفترس فى هيئة انسان.
شعرت بالذهول وأنا اقرأ محاولات بعض الموتورين تبرير الجريمة والدفاع عن المجرم حيث بادر بعضهم بطلب الستر على المجرم وموتورون آخرون يلتمسون له العذر بدعوى انه مثار جنسيا وفريق يحمل أهل الطفلة مسئولية جريمة هذا السفاح!!
ماذا حدث لهؤلاء المصريين؟! وكيف أصبح الجانى فى نظرهم ضحية تستحق الشفقة وكيف اضحت الضحية الطفلة «غانية» تستحق العقاب؟!  حقيقة مؤلمة كشفتها هذه الحادثة المفزعة ان الكثير من الذين كانوا يقفون فى صفوف الأخلاق والإنسانية التى اشتهر بها المصريون عبر التاريخ أمسوا خارج الصف وأنهم يعانون من خلل نفسى وتشوه عقلي.
 مما لاشك فيه أن هناك أسبابا وراء إصابة المصريين بهذا التشرذم الفكرى فى مقدمتها منابر التطرف التى مازالت تبث السموم فى العقول وتخلط عمدا بين الدين والتدين بين الستر كقيمة انسانية وبين التستر كآفة تهدد استقرار المجتمع، كذلك مؤسسات التعليم الأجنبى التى تقدم مناهج مختلفة عن ثقافتنا والتى أصبحت وبنسبة كبيرة مسئولة عن تشكيل وعى المصريين إضافة الى ما تطرحه مواقع الانترنت والسوشيال  ميديا من توجهات شاذة أصابت البعض بلوثة عقلية ولذلك ظهر هذا الاختلاف والتشتت الفكرى لدى المصريين والذى ربما يكون متعمدا ومقصودا.
تباين الآراء حول حادثة المعادى جرس إنذار يثير انتباهنا إلى ان معركتنا مع التطرف طويلة وان علينا أن نستعيد بعض منابرنا المخطوفة مما يدعون انهم دعاه هم ارهابيون.
نحن فى أشد الحاجة أن نواجه مخاطر ثورة العولمة التى تعبث بالعقول وأن نفرض مناهج إجبارية تدرس فى مؤسسات التعليم الاجنبى الموجودة لدينا تسهم فى بناء الشخصية الوطنية السوية التى تقف على أرضية مشتركة من المعتقدات والمواقف الأخلاقية الموحدة التى تصون سلامة الضمير الجمعى والذى تنكسر على صخوره كل المؤامرات التى تستهدف تفتيت هذا الوطن وتهدد استقرار أهله.