لبنان يواجه الظلام نهاية الشهر

فرنسا تحذر الساسة اللبنانيين وتتهمهم بتعميق الأزمة

وزير الخارجية الفرنسى " لودريان"
وزير الخارجية الفرنسى " لودريان"

حذّر وزير الطاقة والمياه فى حكومة تصريف الأعمال «ريمون غجر» من أن لبنان قد يتجه إلى «العتمة الشاملة» نهاية الشهر الحالى ما لم يتم توفير المال اللازم لشراء الوقود المشغلّ للمعامل.

ويواجه لبنان مشكلة متفاقمة فى قطاع الكهرباء ذى المعامل المتداعية، وساعات تخفيف أحمال طويلة تتخطى 12 ساعة يوميًا. وأجبر ذلك غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة، التى تعوض نقص إمدادات الدولة. 

وطلبت وزارة الطاقة منحها سلفة بقيمة 200 مليار ليرة من احتياطى الموازنة لتوفير الحاجة الملحة لمؤسسة كهرباء لبنان من إجمالى 1500 مليار تحتاجها لتأمين الكهرباء. ومن جانبه، دعا رئيس البرلمان نبيه برى اللجان النيابية المعنية إلى جلسة يوم الثلاثاء لدرس بندين، أحدهما اقتراح قانون عاجل لمنح كهرباء لبنان هذه السلفة. 

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التى أدت إلى خسارة العملة أكثر من 80٪ من قيمتها، تزامناً مع قيود مصرفية مشددة وشح فى الدولار. إذ يقترب سعر الدولار فى لبنان من 11 ألف ليرة تحت سقف من الفوضى بالسوق وجشع التجار. 

على الصعيد السياسى، استنكر وزير الخارجية الفرنسى "جان إيف لودريان" تقاعس الطبقة السياسية فى لبنان عن التصدى لخطر "انهيار" بلادها، مشيرا إلى أن المجموعة الدولية تراقب الوضع المتدهور "بقلق". واعتبر أنه "لا يزال هناك وقت للتحرك، لأنه فى الغد سيكون قد فات الأوان". 

وحذر لودريان من أنه إذا انهار لبنان فستكون كارثة على اللبنانيين وعلى اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والمنطقة بأسرها. 

بدورها، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها" إزاء "التقاعس الواضح للزعماء اللبنانيين فى مواجهة الأزمات العديدة الراهنة". وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" أن الولايات المتحدة تشاطر فرنسا قلقها فيما بتعلق بالوضع فى لبنان وقادته السياسيين، قائلاً: "نعتقد أن الشعب اللبنانى يستحق حكومة تطبق بشكل طارئ الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الاقتصاد المتدهور. نعرف أن الاقتصاد فى أزمة بسبب عقود من الفساد وسوء الإدارة".

وبعد 7 أشهر على الانفجار الهائل الذى وقع فى مرفأ بيروت وتسبب بمقتل أكثر من مائتى شخص ودمر أحياء بكاملها بالعاصمة بيروت فى 4 آب 2020، لا يزال لبنان فى حالة شلل سياسى فيما تغرق البلاد اقتصاديا، وتشهد مظاهرات وإقفال طرقات احتجاجا على الأوضاع. واستقالت حكومة حسان دياب بعد الانفجار، لكنها تقوم بتصريف الأعمال. ولم يتمكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى من تشكيل حكومة بعد.