حكاية سبيل «خسرو باشا»

سبيل خسرو باشا
سبيل خسرو باشا

يقع سبيل خسرو باشا وكتاب السلطان الغوري بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالمنطقة المعروفة ببين القصرين، وقد أنشأه والي مصر خسرو باشا في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام ٩٤٢هـ / ١٥٣٥م، ويتشابه السبيل وكتابه معماريًا مع سبيل وكتاب السلطان الغوري الذي بني قبله بحوالي ٣٢ سنة، كما أكدته نوران مصطفى باحثة في الآثار الإسلامية.

تولى خسرو باشا عدة وظائف في الدولة العثمانية وأصبح واليا على مصر في 13 جمادى الأول 1216 هـ / 1801م واستمر إلى 14 محرم 1218 هـ / 1803م أي إلى ما بعد انسحاب وخروج الفرنسيين من مصر، تولى مناصب أخرى ومنها منصب والي المورة ومنصب قائد البحرية العثمانية. 


بعد انقضاء سلطنة السلطان محمود الثاني وتولي السلطان عبد المجيد الأول السلطنة العثمانية أختار خسرو محمد باشا صدرا أعظم لوزارته في 25 ربيع الثاني 1255 هـ / 1839م واستمر في منصبه حتى 7 ربيع الثاني عام 1257 هـ / 1841م، أمضى أخر أيامه في عمل الخير وتوفي في عام 1855م في مدينة تيكيرداغ التركية.

 

 

 سبيل خسرو بواجهتين وليس بثلاث واجهات مثل الغوري. وحجرة التسبيل تعلو الصهريج الواقع في تخوم الأرض، ولها شباكان للتسبيل من المصبعات المعدنية، وبصدر جدارها الجنوبي الشرقي نجد دخلة الشاذروان (اللوح الرخامي المزخرف الذي تنساب المياه عليه لتنقيتها من الشوائب العالقة) لتصب المياه في فسقية أسفله، ثم تتوزع منها إلى حوضين أسفل شباكى الواجهة من خلال أقصاب (مواسير) بالأرضية لسقاية المارين بالشارع، ويعلو حجرة التسبيل كتاب تعليمي لأيتام المسلمين.

 

ويتميز السبيل بالأرضية ذات الفسيفساء الرخامية (قطع صغير ملونة من الرخام)، أما سقفه الخشبي فمزين بزخارف نباتية منفذة بطريقتى التلوين والتذهيب التي اتقنها الفنان في العصر المملوكي والعثماني بعمائر مدينة القاهرة، ويضم السقف كتابات من سورة البقرة (آية الكرسي)، وكذلك سقف الكتاب عليه آيات من سورة يس تحث على طلب العلم لتناسب وظيفة المكان ثم ألقاب المنشئ، أما الواجهة الخارجية للسبيل فيتوسطها شريط كتابي من الرخام به ألقاب المنشئ والسلطان وسنة الإنشاء.

 

اقرأى ايضا|| ثورة على الوالي العثماني.. خسرو باشا هرب مع الحريم ومحمد علي يراقب من بعيد