صدر حديثا عن سلسلة "كتاب اليوم" كتاب جديد بعنوان"الدنيا التي كانت" تأليف الكاتب الصحفي الراحل محمود عوض الذي يطرح من خلاله افكارعديدة ويصحح مفاهيم باتساع العالم ويعيد صياغة قضايا كان هو مفجرها وفي احيان كثيرة اصبح وقودها ودفع ثمن الغوص في غمارها.
عُرف محمود عوض بامتلاك القدرة على البحث والتنقيب والتبسيط باسلوبه السهل الرشيق وتميز قلمه بصفات كاسحه للالغام، والسعي الدائم لتطهير أرضا خطره كاشفا للقارئ عن مصادر قوة كانت غائبة ودافعا الى اقتحام العصر كي يعيشه بندية وعقل مفتوح ورأس مرفوعه، لهذا لم يكتف بطرح القضايا ولكن كان الطرح دائما مواكبا لطرح الأفكار الكفيلة بالنهوض من جديد، ورغم ما تعرض إليه من سكاكين وحروب وضرب تحت الحزام ومحاولات لكسر قلمه ظل هو نفسه الرجل الضمير، لا المناصب أضافت إليه ولا انقطاعها خصم منه، وظل على قناعته وإيمانه بأن مصر تكبر بقدر ما نضيف إليها ويجب أن تكون الحقائق ولا شئ غيرها، متاحة بالكامل أمام كل جيل، حتى يصبح كل إنسان بعد ذلك حرا في تكوين رأيه المستقل حول الواقع الذى يعيشه، يجب ألا نسمح لأحد بحذف بعض الحقائق وحجب بعضها الأخر.
اقرأ أيضًا
«التقديم حتى نهاية مارس» تفاصيل الاشتراك بمسابقة معرض الكتاب ٢٠٢١
وأثارت كتاباته قضايا كبرى مازالت مستمرة معنا حتى الآن، كان هو مفجرها، وأحيانا كان يصبح وقودها، قضايا باتساع العلم والفن والسياسة والدين والأدب والثقافه، قد تبدوا قضايا متعددة، لكنها كانت بالنسبة لمحمود عوض همَ واحد ملئ بها عقله وقلبه وضميره، لأنها كانت هموم ومواجع ومن واقعنا وعصرنا وأشواقنا وأحلامنا التي كانت تمشي على عجلات.
