على عكس المتوقع.. ارتفاع عدد الوظائف الجديدة في أمريكا

صورة توضيحية
صورة توضيحية

أ ف ب


أعلنت وزارة العمل الأميركية اليوم الجمعة، أن عدد الوظائف التي أحدثت في الولايات المتحدة سجل ارتفاعا كبيرا في شهر فبراير، معظمها في الحانات والمطاعم بسبب تخفيف القيود المفروضة لمكافحة وباء كوفيد-19 وقبل طفرة اقتصادية صغيرة متوقعة في الربيع.

 

اقرأ أيضا :وزير التعليم العالي يهنيء فاروق الباز لإطلاق اسمه على كويكب بالفضاء

 

وقالت الوزارة إنه تم إحداث 379 ألف وظيفة في فبراير أي بضعف التوقعات ما أدى لانخفاض معدل البطالة بشكل طفيف إلى 6,2 بالمئة بدلا من 6,3 % في يناير.

 

وتم خلق هذه الوظائف بشكل خاص في قطاعات الحانات والمطاعم لكن أيضا في أنشطة أخرى مرتقبة بالترفيه والسكن، التي كانت أول من أغلقت أبوابها مع بدء تطبيق القيود المرتبطة بالوباء قبل نحو عام. وهو ما يمثل إشارة على بدء تعافي أكبر اقتصاد في العالم.

 

لكن لا يزال الاقتصاد الأميركي بحاجة لتوفير 9,5 مليون فرصة عمل مقارنة فبراير 2020 قبل تداعيات الوباء، على ما ذكر التقرير.

 

وأشار كبير موظفي البيت الأبيض رونالد كلاين إلى أنّ الأرقام تبرز الحاجة لتمرير الكونجرس لخطة الرئيس جو بايدن الضخمة لإنعاش الاقتصاد البالغة نحو 1,9 تريليون دولار.

 

وكتب على تويتر: "إذا كنتم تظنون أنّ تقرير اليوم عن الوظائف +جيد بما يكفي+، فعليكم أن تعرفوا أنه بهذه السرعة (+379 ألف وظيفة/بالشهر)، سيستغرق الأمر حتى أبريل 2023 للعودة إلى ما كنا عليه في فبراير 2020".

 

وستكون خطة بايدن ثالث خطة تحفيز كبيرة لمساعدة الاقتصاد الأميركي على تخطي أزمة كورونا، وتتضمن عدة تدابير منها توسعة المساعدات للشركات الصغيرة والعاطلين عن العمل وكذلك سترسل للاميركيين شيكات مساعدة جديدة بقيمة 1400 دولار.

 

لكنّ المعارضة الجمهورية ترى المقترح مكلفا جدا، ما يجعل فرص تمريره بمواجهة هامش ضئيل في الكونغرس حيث سيبدأ النواب الجمعة عملية إدخال تعديلات على النص قد تطول حتى السبت.

 

وكانت نسبة البطالة منخفضة بشكل قياسي في الولايات المتحدة قبل بدء الوباء لكنّها ارتفعت إلى 14,7 % في أبريل الماضي، بعد فرض القيود.

ومذاك تراجعت البطالة لكن بوتيرة بطيئة في شكل متزايد، ويرى الاقتصاديون في بيانات ديسمبر ويناير مؤشرا على جمود في تعافي التوظيف.

وشكلت بيانات شهر شباط/فبراير مصدرا للتفاؤل لدى غريغوري داكو من كلية الاقتصاد في اكسفورد، ووصفها بأنها "ازدهار مبكر للتوظيف".

لكن بعيدا عن التوظيف القوي في المطاعم والحانات، شهدت قطاعات أخرى مكاسب محدودة حيث أضافت الخدمات الصحية المؤقتة 53 ألف وظيفة والرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية 46 ألف وظيفة.

 

وقال كبير الاقتصاديين في مؤسسة بانثيون ماكرو إكونوميكس إيان شيفردسون إنّ "القصة الرئيسية هنا هي أنّ إعادة فتح قطاع الخدمات سيكون العامل المهيمن في أعداد الوظائف خلال الأشهر القليلة المقبلة"، متوقعا أن يشهد مارس زيادة نحو مليون وظيفة.

 

في المقابل، تراجعت الوظائف المرتبطة بالتعليم والبناء والنشاط المنجمي.

إلا أن بداية الانتعاش هذه لم تستفد منها كل الفئات لأن العمال السود شهدوا زيادة في معدل البطالة لديهم، من 9,2% إلى 9,9%.. فيما انخفضت البطالة بين الآسيويين لتبلغ 5,1 %.

وتمت مراجعة الأرقام أيضا لشهر ديسمبر الذي شهد إلغاء وظائف للمرة الأولى منذ أبريل 2020 وشهر يناير، ما أظهر تراجعا أكبر في وظائف ديسمبر وزيادة أكبر في كانون يناير بزيادة صافية بلغت 38 ألف وظيفة.

ولم يقدم التقرير الكثير لتغيير الوضع في الكون[رس، حيث واصل زعيم الديموقراطيين الضغط لتمرير مقترح بايدن مشيرا إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يواجه كسادا كبيرا.

وقال الجمعة "إذا نظرتم لرقم كبير، ستقولون كل شيء يتحسن بشكل قليل"، لكنّه تابع "ليس للنصف الأدنى من الأميركيين".

وأعربت الرئيس الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي عن ثقتها بأن كتلتها البرلمانية ستقر خطة الإنعاش.

وكتبت على تويتر أنّ "تقرير الوظائف في شباط/فبراير واعد لكنّ ملايين الأميركيين لا يزالوا يواجهون البطالة والأزمات الاقتصادية. تصرف حاسم بات حتميا".

وندد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بالمشروع الذي عدّه "استعراضا للمشاريع اليسارية"، وقال إنّ "اقتصاد بلادنا مستعد بالفعل لانتعاش هائل".

والخميس، أعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول أن سوق العمل في الولايات المتحدة يواجه تعافيا طويلا ولن يشهد الاقتصاد "الحد الأقصى من التوظيف" هذا العام.

وقال باول خلال ندوة نظمتها "وول ستريت جورنال"، "أعتقد أنه ليس من المرجح على الإطلاق الوصول إلى الحد الأقصى من التوظيف هذا العام. أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى هناك".