أوراق من حياة «نجمة مصر» «3»

حوار| نبيلة عبيد: قدمت 3 أعمال لـ«محفوظ».. ولم أقابله طوال حياتي

نبيلة عبيد
نبيلة عبيد

كتب: عصام عطية

نجمات عديدات اشتهرن بتقديم روايات الأديب العالمى، نجيب محفوظ، وأصبحت أفلامهن علامات فى تاريخ السينما المصرية، منهن "الست أمينة"، آمال زايد، زوجة "سى السيد" فى "الثلاثية"، وشادية "حميدة" فى "زقاق المدق"، و"نورا" فى "اللص والكلاب"، و"زهرة" فى "ميرامار"، ونادية لطفى "ريرى" فى "السمان والخريف"، وسناء جميل " نفيسة" فى "بداية ونهاية"، وماجدة الخطيب "سمارة" فى "ثرثرة فوق النيل".

وكان لـ"نجمة مصر" نبيلة عبيد، نصيب المشاركة فى 3 أفلام سينمائية مأخوذة عن روايات الأديب العالمى، هى "الشريدة" 1980، و"الشيطان يعظ" 1981، و"سمارة الأمير" 1992، ورغم ذلك سقطت نبيلة من أغلب الدراسات النقدية التى تناولت المرأة فى سينما نجيب محفوظ، فهل تم إغفال حقبة مهمة فى مشوار نبيلة عبيد؟

" لماذا عند الحديث عن المرأة فى سينما نجيب محفوظ لا أحد يفكر فى نبيلة عبيد؟

ــ لا أعرف سر إغفال أدوارى بروايات نجيب محفوظ التى قمت بتمثيلها، أنا الآن أقوم بنشر مقاطع لهذه الأفلام على صفحتى على إنستجرام، لكى تتذكرها الناس، وفيها مشاهد جميلة.

وقد يكون السبب هو سيطرة موضوعات إحسان عبد القدوس على الجمهور، الذى يدرك أن بداياتى الحقيقية كانت مع إحسان عبد القدوس، و"ممكن يكون ده عمل لخبطة عند الناس، والكتاب ونقاد السينما".

 هل هذا الإغفال متعمد لأدوارك فى الثلاث روايات؟ 

ــ بالعكس فيلما "الشيطان يعظ" و"الشريدة" حصلت فيهما على جائزتين، أما فيلم "سمارة الأمير" فلم أحصل فيه على جائزة، رغم أنه أحلى الأدوار بين الثلاثة.

 لماذا اختفت الأفلام الثلاثة من الدراسات النقدية فى تاريخ السينما؟ 

ــ والله ما أعرف.

هل نجيب بمحفوظ هو الذى رشحك للأدوار الثلاثة؟

ــ الذى اختارنى ورشحنى لـ"الشيطان يعظ" و"الشريدة"، المخرج أشرف فهمى، وليس نجيب محفوظ، أما فيلم "سمارة الأمير" فرشحنى له المنتج إبراهيم شوقى.

هل قابلت نجيب محفوظ؟

ــ عمرى ما شُفته، وكان نفسى أقابله ولكن ذلك لم يحدث بكل أسف.

حدثينا عن دورك فى "الشريدة"؟

ــ الشريدة كانت من مجموعة قصصية لنجيب محفوظ بعنوان "همس الجنون"، وتحولت إلى فيلم، عرض فى نوفمبر 1980 للمخرج أشرف فهمي، بطولة محمود ياسين "فتحى"، وأنا "سوسن"، ونجلاء فتحى "ليلى".

وكان دورى هو الفاتنة التى يطمح إلى جسدها كل الرجال، فالشريدة دائما جميلة، وجذابة للرجل، رقّتها وجسدها كفيلانِ بهذا، تجلى ذلك فعندما يئس فتحى من ليلى وطلب من سوسن أن تفض الحفلات الساهرة فى بيتها كل يوم وأن تكون له وحده، وافقت بشرط أن يتزوج بها فَرفض، فردت متمنية: "يا ما كان نفسى أقابل طول حياتى راجل يحبنى قد ما بتحب مراتك" كأن الحب بالنسبة إليها هو جوابها على أساس وجودها الإنساني، كانت الشريدة مزيجا لرؤية محفوظ للمرأة بشكلها الخارجى فى جسدٍ مثالى، أو على الأقل جسد يتهافت عليه الرجال.

البعض يرى تشابها كبيرا بين شخصيتك "وداد" فى "الشيطان يعظ" ودور الفنانة شادية فى "ميرامار"؟

ــ "الشيطان يعظ حاجة وميرامار حاجة تانية"، وداد فى "الشيطان يعظ" هربت حتى لا تتزوج غصب عنها، وهذا دليل أن شخصيتها قوية، فهى فتاة عشرينية، من إحدى حارات مصر القديمة، تنزل يوميا إلى السوق، تلف على فستانها شالاً أسود، وتغطى نصف وجهها، ليظهر النصف الآخر من جمال عينيها البراق، وكانت وداد جميلة الحارة، فمن يتزوج بها غير الفتوة؟ بالتأكيد لا أحد يستطيع، حتى أبواها لم يستطيعا رفض الخِطبة، فـ"الديناري" فتوة الحارة كلف أحد صبيانه "شطا" بمراقبة وداد خطيبته الجديدة، بل طلب منه أيضا إيقاعها فى غرامه، وذلك للتأكد من سلوكها الأخلاقى قبل زواجه بها، وفى الحارة الأُخرى فتوتها "الـشّبلى" على عداءٍ قديم مع "الدينارى"، استنجد به "شطا" وطلب منه العيش فى حمايته، فوافق "الشبلى" كيدا فى الديناري، خاصة عندما علم أن شطا هرب مع خطيبته ليتزوجا، ولمحها الفتوة "الشِّبلي"، فكيف تفوته جميلة الحارة الجديدة؟، طلب من "شطا" أن يطلّقها فرفض، فذهب ليلا مع صبيانه واغتصبها أمام زوجها، ليعود "شطا" و"وداد" إلى حارتهما القديمة مرة أُخرى، ويتحالفا مع "الديناري" للانتقام من الشلبى.

وما حكاية "شلبية" فى "سمارة الأمير"؟

ــ "شلبية" راقصة، تستعرض جسدها أمام الجميع، ولكن بعد أن يجد صاحب الملهى الليلى فى جسدها مواصفات الراقصة المثالية، يغير اسمها من "شلبية" إلى "سمارة" لتتطابق مع عنوان قصة نجيب محفوظ "سمارة الأمير"، عرض "سمارة الأمير" كفيلمٍ سينمائى عام 1992، من إخراج أحمد يحيى وبطولتى "سمارة"، ومحمود حميدة "علي"، وسناء شافع "مروان أمين"، وحمدى غيث "مهدى باشا"، وفيه تتحول شلبية من الخادمة الفقيرة فى إحدى سرايات الباشوية قبل إعلان الجمهورية إلى سمارة الراقصة الشهيرة التى تترمى الأموال تحت قدميها من الباشوات أنفسهم، وينتهى إلى أن الجسد الذى شكل لـ"سمارة" وضعا اجتماعيا مُغايرًا، كان أيضا من ضمن أسباب تعاستها، بل وموتِها فى النهاية.

هل تعتقدين أنك نجحت فى تقديم شخصية "بنت الحارة" كما رسمها نجيب محفوظ؟

ــ هناك وجهات نظر مختلفة، لكن أنا لا أستطيع الحكم، النقاد هم الذين يقولون ذلك عنى، وأنا يكفينى "الشريدة" الذى نجح وكسر الدنيا، وكل النقاد كتبوا عن الفيلم وعن دورى فيه.

هل رفضت تقديم روايات أخرى لنجيب محفوظ؟

ــ لم أرفض تقديم أى رواية لنجيب محفوظ أو إحسان عبد القدوس، وكل كاتب له رؤيته، وشخصياته التى يتحدث عنها فى الرواية، نعم هناك روايات اعتذرت عنها لكتاب آخرين، ولكن كل الروايات التى قدمتها فى السينما بحبها جدا، أما إحسان عبد القدوس فأنا من سعيت إليه، وكان هو الذى يرشح لى الروايات لأقدمها.