مع احترامى

أفواه وأرانب

فرج أبو العز
فرج أبو العز

فى خضم حديثنا عن الأزمة السكانية يجب ألا ننسى أنها قضية حساسة بل شائكة فى ظل تقاليد وأعراف لدى أهالينا لاتزال تعتقد فى مفهوم العزوة رغم أن هذه المفاهيم أكل عليها الدهر وشرب وفى ظل جدل حول مفهومى تحديد النسل أو تنظيم النسل.
من هنا لابد أن يكون المنطق السليم هو الخطاب بأسلوب العقل والأرقام فالمواطن المصرى رغم بساطته يريد دائما أن نخاطب عقله وأن نقنعه أن مثل هذه الأفكار أصبحت لا تواكب العصر بل وتأكل كل جهود تبذلها الدولة للتنمية وهى فى النهاية ليست فى صالحه ولا فى صالح أسرته باعتبار أن العقل السليم فى الجسم السليم فكيف يكون العقل سليما فى أسرة يفوق عدد أفرادها الموارد اللازمة للرعاية الصحية والتعليمية.
هذا منطق الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى يرسل رسائله لشعبه مخاطبا العقل والمنطق وتحذيراته المتكررة عن خطورة الزيادة السكانية تأتى مدعمة بالأرقام الصحيحة التى توضح الفكرة ولا تزايد عليها محذرا من استمرار معدلات الزيادة السكانية على الوتيرة الحالية، مليونى مولود جديد سنويا تقريبا، مؤكدا أن ذلك لن يتيح للمواطن الشعور بأى تحسن فى الأوضاع المعيشية وأن 400 ألف مولود جديد سنويا يشكل المعدل الأمثل للزيادة السكانية.
المأثور يقول “مد لحافك على أد رجليك” بمعنى ألا تنجب عددا كبيرا يفوق قدراتك المادية وبمنطق علم الاقتصاد ونظرية المنفعة الحدية فإن اهتمام الأسرة بالطفل الأول ستتناقص حديا مع المولود الثانى وهكذا حتى تكاد تتلاشى تماما بفعل ضيق ذات اليد.. لذلك قال الرئيس إن إنجاب أكثر من طفلين يعد مشكلة كبيرة جدا.
رسالة الرئيس يلزمها تضافر كل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى لتوضيح الصورة الكاملة أمام المواطن دون تهوين أو تهويل ومخاطبة عقله قبل عواطفه من خلال الرسائل الإعلامية والإعلانية التى تحمل رسالة وفى الوقت نفسه تدخل فى باب الترفيه وكلنا يذكر حملات إعلانية حققت بعض النجاح مثل حسنين ومحمدين ووقفة مصرية وبرنامج الرائدات الريفيات والراجل مش بس بكلمته الراجل برعايته لبيته وأسرته وأخيرا مبادرة طرق الأبواب لمخاطبة المستهدفين فى مواقعهم من خلال كوادر مؤهلة لتوصيل الرسالة.
غالبية علماء الدين قالوا كلمتهم فى القضية ولا داعى للت والعجن فيها وهو أن تنظيم الأسرة جائز لذا يجب أن تلعب القوى الناعمة دورها فى إيصال الرسالة للأسر فى مختلف المواقع شريطة أن تكون الرسالة فى شكل فنى جذاب لا يخلو من الترفيه ولعل فيلمى أفواه وأرانب وعالم عيال عيال من أبرز الأعمال المهمة فى تاريخ السينما المصرية التى عالجت المشكلة السكانية بأسلوب درامى ممتع ورسالة غير مباشرة بخطورة الزيادة السكانية.
على الدراما المصرية سواء التليفزيونية أو السينمائية وضع هذه القضية المهمة فى مقدمة أولياتها باعتبارها خير وسيلة للإقناع فهى وسيلة ترفيهية وتبعث بالرسالة بشكل غير مباشر فالمواطن عادة لا يقبل الرسائل المباشرة ويعتبرها نوعا من الوصاية والتوجيه والأولى أن تكون الرسالة غير مباشرة لتصيب الهدف المنشود.
الأزمة السكانية تضغط على جهود التنمية وتساهم فى زيادة معدلات التسرب من المدارس ناهيك عن تدنى المستوى الصحى ولنا فى الأب الذى عرض ابنه للبيع على شبكة الإنترنت خير مثال على مدى خطورة الأزمة السكانية فحسب قول الأب- إذا صح أن نطلق عليه أبا- أنه لا يستطيع على مصاريفه فبأى ذنب يعرض هذا الطفل للبيع لأن من أنجبه لا يستطيع الإنفاق عليه.
للزجل كلمة:
“2 كفاية” العقل بيقولك أكتر من كده لأه
البرعم عايز يتروى عشان يكبر ويترقى
العقل السليم فى الجسم السليم يزرع ويصنع
عمره ما يتمارض ولا يناور وفى الجد ما يقولك لأه
التعليم والصحة وخدمة الوطن أولوية وغير كده لأه