فى الصميم

العالم يعرف الآن حقيقة النظام الأثيوبى

جلال عارف
جلال عارف

التقارير الدولية التى تكشف عن الأوضاع المأساوية التى تشهدها بعض أقاليم أثيوبيا تحت حكم «آبى أحمد» لا تتوقف فقط عند المذابح التى شهدها إقليم «تيجراى» على يد قوات آبى أحمد ولا الاتهامات المحددة للقوات الأريترية التى استعان بها بالقتل الجماعى للمدنيين الأثيوبيين.. لكنها تؤكد الطبيعة العدوانية لحكم آبى أحمد، وتفسر الكثير من سلوكه فى تصعيد الأزمات التى جعلت من صاحب نوبل للسلام عنوانا للعدوان ومتهما بجرائم قد تصل به إلى المحكمة الجنائية الدولية!
> ما تم الكشف عنه حتى الآن من جرائم ضد الإنسانية فى الحرب الدائرة فى إقليم «تيجراى» يؤكد عمق الأزمة التى يعيشها النظام فى أثيوبيا والتى لا يعرف كيف يتعامل معها إلا بارتكاب المجازر التى تحدثت عنها التقارير الدولية، وبمحاولة الهروب وتصدير مشاكله إلى الخارج وخلق الأزمات التى تهدد بإشعال المنطقة كلها.
> وما تم الكشف عنه فى التقارير الدولية يؤكد ثبات النظام الأثيوبى فى اللجوء لتزييف الحقائق. لقد فرض النظام ستاراً حديدياً للتعتيم على الوضع المأساوى فى إقليم «تيجراى». رفض دخول المراقبين الدوليين وأنكر وقوع أى مذابح من قواته أو مشاركة قوات اريترية فى الحرب ضد مواطنى «تيجراى». وها هى تقارير المنظمات الدولية تثبت بعض الحقيقة عما جرى، وتقول بصريح العبارة: إن هناك جرائم حرب لابد من المحاسبة عليها، وأن الأمر يتعدى القتال إلى محاولة الإبادة!
> وتفسر التقارير الدولية كيف أن تزييف الحقائق هو أسلوب حكم يلجأ إليه «آبى أحمد» فى كل القضايا الداخلية والخارجية. وما فعله ـ ومازال ـ فى قضية سد النهضة يؤكد ذلك، فالرجل يبيع الأوهام للشعوب الأثيوبية لكى يغطى على جرائم الحرب التى تتم تحت إشرافه، ولكى يهرب من أزماته بخلق أزمات أخرى دون حساب للعواقب.
> وفى آخر محاولاته تبدو الأزمة أكبر وأخطر حين يقوم بالعدوان على حدود السودان الشقيق ويرسل الميليشيات ويحاول أن يجعل من مناطق داخل حدود السودان «مستوطنات أثيوبية» على حد وصف المسئولين فى السودان الذين يتمسكون بالسيادة الوطنية على كل شبر من أرضهم. ولا يجد «آبى أحمد» إلا نفس الأسلحة: تزييف الحقائق، وتصعيد المواقف، واتهام شعب السودان وجيشه الوطنى بأنهم يعملون لمصالح أطراف أخرى.. لأنهم ـ فقط ـ يتمسكون بأرضهم ويرفضون أى عدوان عليها من صاحب «نوبل للسلام» الذى أصبح عنواناً للعدوان حتى على شعبه، ورمزاً لما يمكن أن تؤدى إليه السياسات الخاطئة التى لم تنتج لشعوب أثيوبيا الصديقة إلا المزيد من المعاناة والحروب الداخلية والخارجية، والأزمات المتصاعدة مع تحول «صاحب نوبل» قبل عامين.. إلى متهم فى جرائم حرب ضد شعبه.. وضد الإنسانية!