حكايات الحوادث| جريمة داخل جوال الخردة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خيم الظلام على القرية، والصمت يلف المكان، والنيل نائم يتنفس في هدوء، بينما يقف الزوج ينظر إليه في شرود، وفجأة، وبسرعة شديدة حمل جوالا، وألقى به وسط المياة ليقبع في الأعماق،  وأخذ يحملق حوله، كالهارب من تنفيذ حكم، وانصرف في هدوء ينفث دخان سيجارته، تنتابه حالة وكأنه ألقى بحجر كبير كان يجثم على صدره.

وشاءت إرادة المولى، وبعد ٣ أيام أن يطفو الجوال فوق سطح الماء، ويكتشف أهالي مركز فارسكور بمحافظة دمياط، الفجيعة، وسط نحيب، وبكاء، ومشهد تنفطر له الأكباد، حيث جثة لامرأة داخل الجوال، وبجوارها قطع من الحجارة، وبإخطار مدير أمن المحافظة الذي أصدر تعليماته لرجال المباحث لكشف لغز الجريمة.

كانت مشادة كلامية حادة نشبت بين الزوج، وزجته، اشتاط على إثرها الزوج غيظا، وحنقا، كلما تردد على سمعه صوت زوجته وهي تطلب منه تطليقها، بعدما اتهمها بسوء سلوكها، وشكه في تصرفاتها فما كان منها إلا أن نهرته، وأمطرته بوابل من الشتائم دفاعا عن سمعتها، وشرفها، وتوجهت إلى غرفة نومها، ولم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر.

وما إن غطت في النوم، تسلل الزوج إلى الغرفة خلسة، تراود مخيلته الهواجس، والوساوس، فبدلا من أن ينفصل عنها، ويقوم بتطليقها، أو يوضح لها ما يجول بخاطره من تساؤلات تثير شكه في سلوكها، بل انقض عليها بقوة، وتمكن من شل حركتها، واحكم قبضتا يديه حول عنقها، ويضغط بشدة، غير مبال بتقطع أنفاسها، وأنينها، وعلامات الرعب، والهلع التي تعلو وجهها، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة.

اقرأ أيضا|النيابة العامة تأمر بحبس المتهم بقتل شاب في المنيا

وبعقل هائم، ومداد قاتم، وضعها داخل جوال الخردة، وحملها فوق التروسيكل، بعد أن خيم الظلام على القرية، وألقى بجثتها وسط مياه النيل، وجاءت تحريات رجال المباحث بأن الزوج وراء ارتكاب الجريمة، وبتضييق الخناق عليه، اعترف بحريمته، وذكر في أقواله، بأنه كان يشك في سلوكها، وقرر الانتقام منها بعد أن أهانته، وأمطرته بوابل من الشتائم، وإصرارها على الانفصال عنه، ووضع عدد من الأحجار بجوار جثتها حتى لا تطفو فوق سطح الماء.

صرحت النيابة بدفن جثة الزوجة، بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبس الزوج ٤ أيام على التحقيقات.