تفاول حذر حول كورونا

الباحثة بجامعة ليفربول: عدم التعامل مع الحيوانات البرية يحمي من وباء جديد

د. مايا وردة
د. مايا وردة

وإذا كانت التحورات الحالية ستؤدى على المدى البعيد إلى جعل الفيروس مرئيا لجهاز المناعة، لاسيما مع بدء حملات التلقيح، فإن هناك مخاوف بدأت تثار عالميا من أننا قد نكون بعد السيطرة على الجائحة الحالية، على موعد مع جائحة جديدة من نفس عائلة كورونا، فى حال عدم استيعاب درس الجائحة الحالية.

والدرس المستفاد من هذه الجائحة، هو أن الوقاية خير من العلاج، والوقاية المقصودة هنا هى منع التفاعل بين الإنسان وحيوانات الرئيسيات البرية، حيث ان التفاعلات الجسدية بين البشر وهذه الحيوانات، تتسبب فى انتقال الفيروسات التى تحملها الحيوانات إلى الإنسان، وعند حدوث هذا الإنتقال فى أى بقعة من العالم، يمكن أن ينتقل إلى أجزاء أخرى من العالم، كما حدث مع فيروس كورونا المستجد.

وحذرت دراسة جديدة لباحثين من جامعة ليفربول ونشرتها فى 16 فبراير الجارى دورية " نيتشر كومينيكيشن" من هذا الخطر، وتنبأت هذه الدراسة بالحيوانات التى يمكن أن تسبب خطرا عند التفاعل الجسدى معها، وذهبت إلى ان تفاعل شخص حامل لفيروس كورونا المستجد مع حيوان حاملا لأحد فيروسات كورونا الأخرى، قد يؤدى إلى تركيب فيروس جديد يتسبب فى جائجة لا تقل خطورة عن الجائحة الحالية.

فما الأسباب التى تجعل مثل هذا السيناريو ممكنا، وكيف يمكن تجنب حدوثه، هذا ما ستجيب عليه د. مايا وردة، الباحث بمعهد العدوى والعلوم البيطرية والبيئية بجامعة ليفربول.

جائحة مختلفة 

- ما الرسالة الرئيسية لدراستكم؟

 بينما يستعد العالم مع حملات التلقيح  للسيطرة على الجائحة الحالية، نحب أن نحذر من خطورة أن تطل علينا جائحة مختلفة بعد فترة من الزمن بوجه جديد، عن طريق حدوث اتحاد للمادة الوراثية الفيروسية بين فيروس كورونا الحالى مع أحد فيروسات كورونا الأخرى (مثل فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) فى أحد الحيوانات، وتهدف دراستنا إلى تحديد الحيوانات المرشحة لحدوث إعادة التركيب الفيروسى.

- وكيف حددتم هذه الحيوانات؟

 باستخدام نهج التعلم الآلى نجحنا في تحديد العلاقات بين 411 سلالة من فيروس كورونا و 876 نوعا من الثدييات المضيفة المحتملة، وتنبأنا بالثدييات التى من المرجح أن تصاب بالعدوى المشتركة، وبالتالى تكون مضيفة محتملة لإعادة التركيب لإنتاج فيروسات كورونا الجديدة.

- وما هى الحيوانات المرشحة لاستضافة هذا الحدث المدمر؟

 هناك حيوانات معروف أنها يمكن أن تستضيف هذا الحدث المدمر مثل خفافيش حدوة الحصان وآكل النمل، ولكن ميزة الدراسة أننا أضفنا أنواعا جديدة مرشحة لاستضافة هذا الحدث المدمر مثل جمل المهجع، والقرد الأخضر الأفريقى، والخفاش الأصفر الآسيوى الأصغر.

التركيب الفيروسي 

وهل يختلف التركيب الفيروسى عن التحورات التى تحدث فى الفيروس، ومنها التحورات التى حدثت فى بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل؟

 إعادة التركيب الفيروسى يختلف عن الطفرات، حيث تحدث إعادة التركيب على مدى فترات زمنية أطول ويمكن أن تولد سلالات أو أنواعًا جديدة تمامًا.

 وكيف يمكن تجنب هذا السيناريو المدمر؟

 الوقاية دائما خير من العلاج، ويتحقق ذلك بعدم التهاون فى منع كل الأسباب التى تؤدى إلى الإتصال بين البشر والحيوانات البرية المرشحة لاستضافة حدث إعادة التركيب الفيروسى، كما أننا نزعم أن نتائج دراستنا ستكون مفيدة لبرامج المراقبة، التى يجب أن تنشط لاكتشاف السلالات المستقبلية من كورونا قبل أن تنتقل إلى البشر، مما يعطى لنا السبق فى مكافحتها.