«مصر بتتكلم حرفى»

إبداعات نجوم الحرف اليدوية فى معرض «ديارنا»

جانب من المعروضات
جانب من المعروضات

آية فؤاد   

لدى أصحاب الحرف اليدوية ملكة تحويل الأشياء البسيطة إلى إبداع فائق الجمال، ولأنهم بحاجة إلى دعم للحفاظ على مهنهم المختلفة من الاندثار، تسعى الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى إلى تشجيعهم باستمرار عبر إقامة المعارض الدولية، وعلى رأسها معرض «ديارنا» الذى تقام له ثمانى دورات سنوياً بمحافظات مصر المختلفة، والذى بدأت فاعلياته قبل أيام ويستمر حتى 25 فبراير الجاري.
تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى» تقام فعاليات معرض ديارنا فى نسخته الـ61 على مساحة 2800 متر مربع بالقاهرة الجديدة، بمشاركة نحو 300 عارض وعارضة. «آخرساعة» قامت بجولة داخل المعرض الذى تميز بالألوان المبهجة والمنتجات التى تخطف الأنظار وترضى جميع الأذواق، ما ساعد على الإقبال الجماهيرى الكبير، وسط إشادة من جميع الأعمار والفئات.

يضم المعرض الكثير من الحرف اليدوية التى تجمع بين الأصالة والإبداع كالخيامية، وصناعة الخوص من قش الأرز وجريد النخل، وصناعة السجاد والكليم اليدوي، ونفخ الزجاج، والدق على النحاس، وصناعة الجلود، وفن المكرمية، والأرابيسك،  بالإضافة لأعمال الكروشيه والتطريز، وصناعة الحلى والأكسسوارات التى تميزت بها السيدات المشاركات فى المعرض من مختلف المحافظات كالقاهرة والإسكندرية والفيوم وأسيوط وسيناء وغيرها.
ويشارك فى المعرض مجموعة كبيرة من المؤسسات المعنية بدعم النساء والأطفال، خاصة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ومتلازمة «داون»، مثل مؤسسة «بهية» للسيدات مرضى سرطان الثدي، والتى شاركت بطاولة عليها مجموعة من الأعمال اليدوية، عن هذه التجربة، قالت هدى حسين من قسم الدعم النفسى فى «بهية»، إن المعروضات من إنتاج محاربات السرطان بالمؤسسة، فكل واحدة لديها موهبة خاصة فى الأعمال اليدوية كصناعة الأكسسوارات أو الفوانيس أو أشغال الكروشيه والرسم، ومن خلال المعرض نسوِّق هذه المنتجات والربح فى النهاية  لصالحهم، بهدف دعمهن نفسياً.
أما منصورة محمد، مدربة بجمعية بشاير التابعة لوزارة التضامن لدعم السيدات والأطفال، فتقول: «كنوع من الدعم ندرِّب السيدات على الحرف اليدوية مثل الكروشيه والتطريز، ليقمن بالعمل بها فى المنزل بعد توفير الخامات اللازمة لهن، ثم نجمع منهن المنتجات ونشارك بها فى المعارض، ويمثل معرض (ديارنا) نافذة أساسية لتسويق منتجات الجمعية».
وعند لافتة جمعية «أحباب الله» لذوى الاحتياجات الخاصة، جلست إيناس محمد مسئولة التربية بالمؤسسة مع أحد أطفال متلازمة «داون» أمام منتجات يدوية متنوعة، حيث قالت إن المؤسسة تسعى لتعليم الأطفال الاعتماد على النفس من خلال الأشغال اليدوية كصناعة الشنط والنول والبامبو، ونشارك بالمنتجات فى معارض مختلفة مثل (ديارنا)، ويعود الربح فى النهاية إليهم.
أكثر ما يلفت الانتباه بالمعرض سيدات النوبة وسيناء اللواتى تميزن بأزيائهن المرصعة بالزينة ومتعددة الألوان. ومن بين هؤلاء قالت زينب صادق: «نعرض أعمالاً يدوية تتنوع بين أشغال الكروشيه والديكوباج والأكسسوارات والحلى المطلية بماء الذهب».
على جانب آخر، تراصت زجاجات زيت الزيتون وبرطمانات العسل واللوحات المنقوشة مختلفة الأشكال والألوان، والتى جذبت عدداً كبيراً من الزوار، خصوصاً أن المنتجات السيناوية التى تعرضها حنان حسّان (من أبناء مدينة «بئر العبد»)، التى قالت لـ«آخرساعة»، إن كافة المعروضات ذات طابع تراثى تعتمد على التطريز يدوياً على الملابس، وهناك الشال السيناوى المطرز والرسومات التراثية القديمة على اللوحات، بجانب المنتجات البيئية مثل زيت الزيتون والعجوة والمرامية والزعتر والعسل».
أما كريمة موسى، فهى فتاة عشرينية من محافظة شمال سيناء، كانت ترتدى الزى السيناوى المطرز كنوع من الترويج لمنتجاتها، وقالت إن «الأشغال اليدوية مهنة توارثتها عن أجدادي، وتطورت بمرور السنين حتى أصبح فستان الزفاف من الشغل اليدوي»، مؤكدة أنها تستفيد من مثل هذه المعارض لتسويق منتجاتها، بجانب معرفة أذواق الزبائن، بما يمكنها من تحديث وتطوير منتجاتها».
فيما تخصصت ميرى سعد فى فن «المكرمية»، وقالت إن هذا الفن اندثر منذ 20 عاماً تقريباً، لذلك أسعى إلى عودته مرة أخرى لكن بطريقة تتناسب مع العصر الحديث.