«الأخبار» تكشف خريطة أماكن بيع «سموم» التطرف وطرق التحايل لترويجها

كتب «الدم» على الأرصفة !

كتب دينية على الأرصفة دون رقابة
كتب دينية على الأرصفة دون رقابة

مغامرة لشراء "مؤلفات الإرهاب".. البائع نزع الغلاف وأخفاه داخل حقيبة سوداء خوفًا من الرقابة

درب الأتراك والتوفيقية.. أرصفة تحمل قنابل موقوتة تستهدف عقول الشباب

قتل تارك صلاة الفجر والجهاد فى أي بلد بالمال والنفس وشن الحرب على الحكومات.. أبرز الفتاوى


 
عبد السلام فرج ومحمد بن عبد الوهاب وسيد قطب أشهر مصدري أفكار الجهاد
 
"إدارة التوحش" أساس الانضمام لداعش و"الفريضة الغائبة" شرط الدخول للجماعة الإسلامية
 
جهاديون منشقون: خلقت آلاف المتطرفين وأهمهم الظواهري وجماعة الشوقيين التكفيرية و"قتلة السادات"
 
المسئولية ضائعة.."الأوقاف": دورنا الرقابة داخل المساجد فقط.. "الثقافة": ليس لنا علاقة.. و"هيئة الكتاب": "مش مسئوليتنا"

 

 

أسفل قبة مسجد فاطمة الزهراء بمنطقة الساحل فى القاهرة، جلس صبي لا يتخطى عمره سبعة عشر عامًا، ينتظر بعيون ملأها الشغف والرغبة للغوص فى بحر المعرفة، ينتظر درسه الدينى المفضل، ليفاجأ برجل ذى لحية طويلة تبدو عليه علامات الشيب يقدم له ثلاثة كتب متراصة بثغر مبتسم كهدية وأخبره أن تلك الكتب ستعرفه أصول الدين.

لم يكن الشاب اليافع يدرك وقتها أن هذه المطبوعات ماهي إلا درب طويل يحمل فى نهايته الدم والخراب، وأنها مرشده لأن يصبح إرهابيًا ناقمًا على المجتمع، محرمًا لما هو حلال ومحللًا لأكبر المحرمات تحت شعار الإسلام.

«معالم فى الطريق، المصطلحات الأربعة، التوحيد».. ثلاثة كتب فقط كانت بداية عادل عبد الباقي، وكفيلة بأن تقوم بالعملية المطلوبة لـ «غسيل الدماغ» المرجو من الجماعة الإرهابية التي تتعمد استقطاب الشباب المتدين لتخلق منهم قنابل موقوتة وتلقى بهم فى بحر التطرف الدامس، ومع الوقت اتسعت دائرة المؤلفات التي شكلت فكره لتضم «الحكم الجديرة بالإذاعة» لابن رجب الحنبلي، والجزء «28» من فتاوى بن تيمية، ليصير في سن باكرة من كبار التكفيريين متسببًا في تجنيد آلاف الشباب للتنظيمات الإرهابية.

 


- محرر "الأخبار" أثناء تفحص أحد الكتب 

 

من العقل يبدأ التطرف وهذا ما تدركه جيدًا الجماعات التكفيرية والإرهابية منذ نشأتها, لذا تحرص على طرح أفكارها المتطرفة في كل مكان ممكن من أجل استقطاب المزيد من الشباب لجماعاتهم، ومن هنا بدأت رحلة "الأخبار" لكشف خريطة أماكن طرح كتب الإرهاب للبيع وما تحويه من أفكار وفتاوى تحث على التطرف وذلك فى غياب الرقابة على هذه الأسواق غير المرخصة، بعدما رصدنا أخطر 10 كتب لكبار أئمة التطرف والتى يعتنقها أفراد "داعش" وعتاة الجهاد، وتدق ناقوس الخطر حتى لا يؤدي ذلك إلى استقطاب المزيد من الشباب لتلك الجماعات وإثارة للفتن.

رحلة عبد الباقي

نشأ عبد الباقي في أسرة متواضعة تعيش فى الفيوم يعولها أب عامل لا يكفى دخله لتربية سبعة أبناء، كان حينها طالبا متفوقاً فى الصف الثاني الثانوي، يهتم بالنشاط الرياضي والفني، وفي صيف عام 1977 التحق بصالة ألعاب تتبع جمعية خيرية إسلامية يرأسها الشيخ عمر الرحمن مفتى تنظيم الجهاد، وكان المشرف على تدريبه حينها عماد خليفة طالب فى المعهد العالي للتربية الرياضية، الذى نجح بدوره فى تجنيده وأخذه معه إلى مساجد الجماعة الإسلامية في القاهرة، وهناك أمدوه بالكتب حتى أن بعض الأشخاص كانوا مجهولين بالنسبة إليه وقتها.

"أذكر أول كتاب قرأته كان كتاب المودودي المصطلحات الأربعة الذى يتحدث عن الأصول الأربعة التى على المسلم صيانتها ومنها الجهاد وبعد أن حفظته أصبح عندى يقين بأننا لا نعيش فى مجتمع إسلامى وإنما فى مجتمع كافر يحكمه نظام كافر وجب علينا قتالهما بالقوة مهما كانت الضحايا" عبارة جاءت على لسان عبد الباقى ليوضح بها الكتب التى حولت مسار حياته.
 
ولكن الكتاب الأخطر -على حد وصف عبد الباقي- كان كتاب سيد قطب معالم فى الطريق وكان هناك كتاب ثالث هو الحكم الجدير بالإذاعة لابن رجب الحنبلى الذى استخدم مدخلا لفتاوى تبيح نهب واستحلال غير المسلمين بدعوى أن الله أباح للنبى سليمان عرش بلقيس، وهو ما ينافى الواقع الصحيح للدين، بتلك الكتب محدودة العدد وخطيرة النص أصبح عبد الباقى مفكرا جهاديًا قادرا على تجنيد وتوجيه رءوس العمليات العسكرية مثل خميس مسلم وعصام القمرى ومحمد سعد وهى عناصر برزت فى جرائم السطو على محلات الذهب والاعتداء على رجال الشرطة والسعى إلى اغتيال الوزراء والكتاب والمفكرين.

"عبد الباقي" ليس الوحيد الذى استمد فكره المتطرف من الكتب على الرغم من توبته واصراره على تسجيل قصته فى فيديوي، لكنه يعد نموذجا للشباب الذى ينضم لمثل هذه الجماعات بعمليات غسيل "الدماغ" والخداع الدينى وما تحويه بعض الكتب التى تحمل أفكارهم، وعلى الرغم من الحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في الدعوى رقم 3343 لسنة 2014 والذى قضى باعتبار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة منظمة إرهابية، وقضى أيضاً بتوقيع العقوبات المقررة قانوناً لجريمة الإرهاب على كل من يشترك فى نشاط الجماعات الإرهابية أو الترويج لها بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى وكل من يمول أنشطتها إلا أن هذه الكتب لازالت تباع ويسلك ضحاياها طريق الدم.

قنابل رمسيس

 

"قرب واقرا ببلاش .. الكتاب بخمسة جنيه".. تتعالى صيحات الباعة الذين افترشوا بجوار محطة مترو جمال عبد الناصر، يتسابقون من يبتاع أكبر عدد من الكتب وبأرخص سعر، فى مشهد معتاد على رصيف شارع رمسيس عند مدخل سوق التوفيقية، حيث تكسو الأتربة الكتب الموضوعة على الأرض، وتتنوع ما بين الثقافي والأدبي والسياسي والديني وغيرها، إلا أنه وسط هذا الكم الكبير من المؤلفات تكمن "قنابل موقوتة" تحمل بين طياتها أفكارًا متطرفة وتوجهات متشددة.

قطعة قماش رثة، تتراص عليها عشرات الكتب التى تبدو للوهلة الأولى مجموعة من مؤلفات الترفيه من القصص والروايات الجذابة، ولكن على الجانب الأيسر من الفرشة، يوجد عدد صغير من الكتب الدينية كبيرة الحجم، منها مؤلفات تقليدية لتفسير آيات القرآن الكريم، وأخرى للأحاديث النبوية.

من هنا كانت البداية، حيث عثرنا أثناء تفحص الكتب على كتاب يحمل اسم "الجامع فى طلب العلم الشريف"، الذى يعد أحد أهم المراجع التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية والجهادية.
 
ظهر صوت غليظ لرجل فى العقد الرابع من العمر يدعونه "عم خالد" وهو يتساءل: "بتدور على حاجة معينة يا بيه؟".. فهو صاحب "الفرشة" الذى انتابه القلق نظراً لتفحصنا للكتب بدقة، حاولنا معرفة تفاصيل كتاب "الجامع" من حيث السعر والكمية الموجودة لديه رغبة فى شرائها، فأكد أنه لم يتبق لديه سوى نسخة واحدة من الكتاب بعد أن قام ببيع النسخة الأخرى منذ عدة أيام، وفيما يتعلق بالسعر فيصل لـ130 جنيهاً غير قابل للتفاوض معللًا ذلك بكونها نسخة أصلية، أما عن مصدر الكتب، يؤكد أنها كتب مستوردة قادمة من إحدى الدول العربية، ويأتى بها إما من أصدقائه عند سور الأزبكية، وأحياناً من بعض المكتبات الكبرى فى منطقة الحسين تحديداً درب الأتراك، رافضاً أن يذكر اسم مكتبة معينة.
 
على منضدة خشبية قديمة بشارع طلعت حرب فى منطقة "وسط البلد"، تراصت عليها كميات من الكتب، وبمجرد الاقتراب من هذه المؤلفات، بادر البائع بالسؤال عما إذا كنا نبحث عن كتاب بعينه، وعند سؤاله عن توافر كتابى معالم فى الطريق، والفريضة الغائبة، سارع فى الإجابة بأن كتاب سيد قطب متوفر لديه بسعر 70 جنيهاً لكنه لا يعرضه مع باقى الكتب حتى لايتسبب له في "المشاكل"، أما كتاب عبد السلام فرج، أكد أنه يمكنه توفيره بوقت لاحق ولكن بسعر كبير لأن هذه الكتب تأتى بـ"الطلب" وأماكن بيعها محدودة للغاية، وبالفعل بعد ثلاثة أيام قام بالاتصال ليخبرنا بأن الكتاب متوفر لديه ويمكننا الحصول عليه بسعر 115 جنيهاً.

 

محظورات الأزبكية

بعدما دلنا "خالد" على المكان الأصلى الذى يشترى منه الكتب التى يبتاعها بشارع رمسيس, انتقلنا إلى ذلك المعرض المفتوح والدائم للكتاب. فقد مرت أكثر من مائة عام على هذا المكان حتى أصبح علامة من علامات القاهرة الثقافية، هنا سور الأزبكية ذلك المكان الذى يعج بالباحثين عن الكتب والعلم والثقافة. ولكن هناك وجهاً آخر يتخفى خلف جدران هذا السور. فغياب الرقابة والإشراف على الكتب المعروضة يجعل هناك مؤلفات محظورة تمثل خطورة كبيرة على العقول والأفكار خاصة على الشباب.

تجولنا فى منطقة سور الأزبكية بحثاً عن الكتب التى تحتوى على الأفكار المتطرفة، أكشاك ومحال صغيرة تعج بالكتب المختلفة، طاولات خشبية مرصوص عليها البضائع الثقافية، وممرات ضيقة مزدحمة بفئات مختلفة من الطلاب وأولياء الأمور، شباب وكبار السن، جميعهم جاءوا بحثاً عن العلم.

استوقفنا "كشك" للكتب الدينية. يجلس أمامه رجل مسن ذو لحية بيضاء، طرحنا عليه بعض أسماء الكتب المحظورة مثل معالم فى الطريق لسيد قطب ومؤلفات أبي شجاع وابن عثيمين وسيد إمام وغيرهم من أصحاب الفكر الذين يحرضون على التطرف، أرسلنا المسن الذى يدعى الشيخ طارق إلى صديقه "مصطفى" صاحب محل أكبر للكتب الإسلامية، والذى أخذ يؤكد أنه لا يبيع كتب سيد قطب كونها ممنوعة ولكن مؤلفات أبى شجاع متوافرة ومنها كتاب "الإقناع" والذى يصل سعره إلى 120 جنيها، وكذلك بعض أعمال سيد إمام التي تستخدمها جماعات الإرهاب.
 
استكملنا رحلتنا وسط أسئلة كثيرة حول وجود مؤلفات سيد قطب وغيرها من الكتب المحظورة فى هذا المكان، فهى تعد مرجعاً خطيراً للجماعات الإرهابية والفكر الجهادي.
 
قبل مدخل محطة مترو العتبة بجوار السور ببضعة أمتار، توقفنا عند إحدى الطاولات التى تحتوى على كتب تبدو قديمة، يقف بجوارها شاب يدعى "محمود"، بادر بالحديث معنا بحماس: " طلبك ايه يا باشا؟"، أخبرناه برغبتنا فى شراء كتاب معالم فى الطريق لسيد قطب، ليظهر على الشاب علامات القلق قبل أن يقول متردداً إن هذا الكتاب غير متوفر لديه نظراً لكونه من الكتب الممنوع تداولها، أبدينا استعدادنا لشرائه بسعر مرتفع فى ظل حاجتنا إليه لاستخدامه فى أغراض بحثية عن شخصية الكاتب، هنا بدأ البائع فى التفكير ثم طلب منا الانتظار قليلاً حتى يأتى بالكتاب.

انطلق الشاب نحو شخص آخر يبعد أمتارًا قليلة ليدور بينهما حديث جانبي قبل أن يدخلا معا إلى أحد "الأكشاك" الصغيرة لبضعة دقائق حتى خرجا ومعهما كتاب.

وبخطوات مسرعة جاءنا الشاب بكتاب منزوع الغلاف وتظهر أوراقه باللون الأصفر كدليل على أنه نسخة قديمة وأصلية، وبفحص الكتاب تبين أنه بالفعل "معالم فى الطريق" أبرز وأخطر مؤلفات سيد قطب، ولكنه دون غلاف، وعند سؤال البائع أجاب بأنه نظراً لحظر بيعه يتم قطع الغلاف بالكامل حتى لا يُستدل عليه إذا حدث تفتيش، لأنه بسهولة يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة لبائعه تصل إلى غلق المكان وتشميعه.

وضع الشاب الكتاب داخل كيس أسود من البلاستيك، محاولًا إخفاءه، وطلب مبلغ 60 جنيهاً لإتمام عملية البيع، مؤكدأ أنه يمكن أن يدبر نسخا أخرى من الكتاب فى وقت لاحق.

 

درب الأتراك

كل هذه الكتب ليست الوحيدة، فعشرات الكتب التى تحوى بين أغلفتها فتاوى وتفاسير تحث على الدم والعنف والأحاديث الموضوعة مجتمعة فى هذه الأسواق وعلى الأرصفة، وعلى الرغم من عدم عرض معظمها على الملأ، إلا أنها لازالت تباع وتطبع ويقرأها من يبحث عنها، وهذه الأماكن ليست الوحيدة ايضًا حيث توجهنا إلى "درب الأتراك"، ذلك الحى الصغير، خلف الجامع الأزهر، فى قلب القاهرة، والذى يزخر بمكتبات تبيع كتب التراث الإسلامي وسط معالم أثرية إسلامية يعود معظمها إلى العهد العثماني، فيغلب على المكان الطابع الإسلامى من زخرفة ونقوش.

مع صوت أذان الظهر أغلقت المكتبات التى تملأ المكان أبوابها مع تعليق ورقة صغيرة مدون عليها "مُغلق للصلاة"، وبعد انتهاء الصلاة انتلقنا باحثين عن مجموعة الكتب المحددة التى تعد مرجعاً للجماعات الجهادية.

داخل مكتبة صغيرة تعج بالكتب والمجلدات الإسلامية، جلس صبى لم يتعد 15 عامًا ذو بشرة سمراء، يدعى علي، يضع مجموعة من الكتب من بينها كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، والذى يعد أحد المصادر المهمة للتنظيمات الإرهابية خاصة "داعش"، فضلاً عن "فتاوى بن عثيمين".

وخلال حديثنا مع "علي" للاستفسار عن الأسعار وباقى الكتب، ظهرعليه قلة الخبرة وعدم درايته الكافية، فأجرى اتصالاً هاتفياً بوالده لينقل له تساؤلاتنا، ليخبره الوالد بأن "التوحيد" يبلغ سعره 100 جنيه، بينما مؤلف ابن عثيمين الذى ينقسم إلى مجلدين, يبلغ سعره 250 جنيهاً.

وبالعودة إلى مشهد سابق لصناديق كرتونية ملقاة على الأرض، ممتلئة بكتب "التوحيد" لمحمد بن عبد الوهاب، تحمل شعار"داعش" ومدون عليها "الدولة الإسلامية فى العراق والشام، ولاية حلب، مدينة الباب"، نجد هذه الكتب يتم توزيعها على الأطفال السوريين لتعلم الفكر الداعشي، فى صور نشرها التنظيم الإرهابي على إحدى صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

لم يختلف الأمر فى باقي المكتبات وطاولات الكتب بالمنطقة، فهناك انتشار لمؤلفات محمد بن عبد الوهاب أبرزها "التوحيد" بالإضافة إلى "ابن عثيمين" و"أبى شجاع"، ونظراً لكون المكان خلف الجامع الأزهر، فهناك حركة مستمرة للطلاب والشباب الباحث أغلبهم عن الكتب الدراسية الدينية.
 
وجدنا كتاب "الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية"، تأليف بن تيمية، إلا ان النسخة عبارة عن 120 صفحة فقط بسعر 35 جنيهاً تضم أخطر فتاوى المؤلف التي تحرض على العنف والتكفير.

"حسين" شاب ذو لحية خفيفة، يرتدي جلبابا أبيض ويغطى رأسه شال من القطن، يقوم بعمليات البيع بنشاط كبير، وعند سؤاله عن كون النسخة أصلية، أخذ فى التأكيد على أن الكتاب يعد نسخة مصغرة تركز على أبرز الفتاوى التى تنفع حياة المسلمين، وبسعر مناسب حتى يكون في متناول الجميع.

 

معالم طريق "التطرف"

يشكل كتاب "معالم فى الطريق" أساسيات التطرف، ومهد الطريق لترسيخ فكرة تكفير كل المجتمعات الإسلامية باعتبار أنها تعيش فى جاهلية تتأسس على الاعتداء على "سلطان الله فى الأرض" والتقليل من شأن خصائص الألوهية وهى الحاكمية، معتبرا أن من يضعون القوانين ويطبقونها ينافسون الإله سبحانه وتعالى فى حكمته وحكمه، ووصف مؤلفه سيد قطب، القيادى البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، المجتمعات العربية والإسلامية البعيدة عن تطبيق الشريعة - على حد ادعائه - بأنها مجتمعات جاهلية بكل قيمها وعاداتها ويجب القضاء عليها فكرياَ وعملياَ، وأن الحكام فيها والمحكومين "جاهلون" لابد من التصدي لهم.

فى طيات "معالم في الطريق" يستخدم "قطب" فكرة الجهاد بالعنف لإصلاح ما يسميه بالمجتمع الجاهلي، فجاء في فصل "الجهاد فى سبيل الله" ص57- 58: "التلخيص الجيد لفكرة الجهاد يقوم على مواجهة مجتمع الجاهلية بما يكافئه، مواجهته بالدعوة والبيان لتصحيح المعتقدات، ومواجهته بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليه"، وادعى "قطب" قائلاً: "إن الإسلام لا يجاهد إلا للدفاع، والمنهج هو إزالة الطواغيت كلها من الأرض جميعاً، وتعبيد الناس لله وحده، وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد، بعد تحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة أو قهرها".

يتكرر في الكتاب مصطلحات "الطواغيت، الجاهلية، الحاكمية، العبودية، الألوهية" فلا تخلو كل صفحة من هذه الكلمات التي أصبحت رواسخ فى عقائد الجماعات الإرهابية، لتشكل المرجعية لعتاة المتطرفين والفكر الجهادي، فيقول أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة فى كتابه "فرسان تحت راية النبي": "إن سيد قطب هو الذى وضع دستورنا فى كتابه "معالم فى الطريق"، وإن قطب هو مصدر الإحياء الأصولي, كما أن فكره كان شرارة البدء فى إشعال الثورة ضد أعداء الإسلام فى الداخل والخارج" - على حد وصفه-.. كما قال عنه عبد الله عزّام أحد كبار المجاهدين فى أفغانستان والأب الروحي لأسامة بن لادن زعيم "القاعدة" السابق فى أحد كتاباته: "والحق أننى ما تأثرت بكاتب كتب فى الفكر الإسلامي أكثر مما تأثرت بسيد قطب".

"نواة الإرهاب فى العالم"، هكذا يصف عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، كتاب "قطب" مؤكداً أن إصدارات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش" لا تخلو من أفكار وأدبيات سيد قطب، وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وأن "معالم فى الطريق" يعد أحد أهم وأخطر المراجع التكفيرية المتطرفة.

ويوضح عمرو فاروق، بأن هذا الكتاب بالإضافة إلى كتاب التوحيد وغيرها من مؤلفات المتطرفين، تزعم أن الحاكم الذى يحكم بغير ما أنزله الله، يعد "طاغوت" ومن ثم فهو كافر، وينطبق ذلك على مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع، كما يحتوى على الكثير من التفسيرات المتشددة، وتعتمد التنظيمات الإرهابية على تدريسه وغيره من الكتب ليكون بمثابة دستور لهم يشكل غطاء على أفعالهم الدموية.

ويشير فاروق إلى أن الجماعات التكفيرية أنتجت مئات الكتب التي حثت على العنف، وصاغت أدبيات التطرف، وكانت سبباً فى تغيير وجدان وتفكير الشباب واستقطابهم وتجنيدهم فى كيانات سرية، من خلال مرجعيات دينية وشرعية، تسعى لتطبيق مشاريع الخلافة المزعومة، ابتداءً من جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، وصولاً إلى تنظيم داعش الإرهابي، ووجود هذه الكتب بسهولة وبيعها على الأرصفة والشوارع بدون رقابة مشكلة كبيرة، والأمثلة كثيرة لهذه المؤلفات مثل كتاب "الفريضة الغائبة" لعبد السلام فرج، بالإضافة إلى كل مؤلفات وأفكار سيد قطب وغيرهم من كبار المتطرفين.
 
وبالفعل عند قراءة كتاب "التوحيد" وجدنا أن"عبد الوهاب" اعتمد في كتابه على التركيز على فكرة الجهاد المسلح ضد الحكام والمجتمعات البعيدة عن تطبيق شريعة الله - على حد قوله-، فخصص جزءًا كبيرًا من مؤلفه لتكفير من لا يحكم بالشريعة، وكذا شرح مطول لمفهوم "الطاغوت"، ويصف الحكام بالطواغيت بحجة أنهم استخدموا القوانين بدلاً من القرآن وأحكامه، فيقول عنه عبد الرحمن آل الشيخ، حفيد بن عبد الوهاب، وأحد شارحى الكتاب، إن "التوحيد" يعتمد على إعادة العباد إلى التقرب لله وحده ونبذ الشرك المتمثل في التعبد بالقبور والأشخاص واستخدام السحر، وغيرها من مظاهر "الكفر"، واصفاً الكتاب بـ"المجدد".

 

الجامع فى طلب الإرهاب

"الجامع فى طلب العلم الشريف" لمؤلفه سيد إمام، كتاب آخر يقوم على تكفير المجتماعات الإسلامية الحالية، بحجة أنها فى غفلة من أمرها ولا تحكم بدين الإسلام، كما يشمل فتاوى جهادية لمواجهة الأنظمة الحاكمة، فجاء فى طياته: "لابد من قتال الحكام المرتدين الحاكمين للمسلمين بالشرائع الوضيعة الكافرة، فهم عدو كافر متسلط على بلاد المسلمين وجهادهم فرض عين على كل مسلم بهذه البلاد".

عزم "عبد القادر بن عبد العزيز" وهو الاسم الذي انتحله المؤلف لنفسه، على تكفير جميع مؤسسات الدولة والمواطنين بحجة اتباع هؤلاء الحكام "الكافرين" -على حد وصفه-، وهو ما ورد نصاً فى "ص160" :"واضعو القوانين الوضعية من خبراء القانون وأعضاء البرلمانات التشريعية ورؤساء الدول، فهؤلاء هم في الحقيقة أرباب مشرِّعون من دون الله، وعوام المسلمين فى غفلة عن هذا الشرك الأكبر ويشاركون في نصب هؤلاء الأرباب".

ويستكمل عمرو فاروق، الباحث فى الشئون الإسلامية تعليقه على كتاب "الجامع"، بقوله أنه تُرجم إلى معظم لغات العالم، باعتباره بمثابة منهج للتنظيمات الجهادية المتطرفة مثل "القاعدة" و"داعش"، وأن سيد إمام، أو سيد فضل، يعد أبرز مُنظري الجهاد العالمي، وشهدت كتبه انتشارا واسعا في منطقة القبائل الأفغانية إبّان فترة "الجهاد" الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي، فضلاً عن كونه أحد أبرز المرجعيات التي استندت إليها السلفية الجهادية فيما بعد.

ويرى الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هناك كتبا أخرى موجودة بسهولة فى الأسواق تهدد المجتمع، مثل مؤلفات حلمى هاشم "مفتى داعش" التى تشرع فى تكفير الجميع، بالإضافة إلى كتب سيف العدل أحد قادة تنظيم القاعدة الإرهابي، ناهيك عن بعض الأفكار المتشددة للتيار السلفي.. والتخلص من هذه الكتب ليست حرباً على الإسلام كما يدعي البعض ولكنها ضد التطرف والأفكار الإرهابية التى ترسم طريق الدماء.

 

فتاوى الدم

"يوجب قتله إذا لم يُصل، فيُستتاب فإن صلى وإلا قُتل".. تلك هى إحدى فتاوى بن تيمية التى تجيز قتل تارك الصلاة، فى كتابه "السياسة الشرعية فى إصلاح الراعي والرعية"، ذلك الكتاب الذى عثرنا عليه خلال الجولات، يضم مجموعة من الفتاوى التى يستند إليها المتطرفون، فقد جاء فيه أحكام بقتل كل من لا يلتزم بالعبادات كالصلاة أو الحج أو الصيام، وأيضاً قتل من يتركون صلاة السنة "ص56"، و وجوب قتل شارب الخمر "ص68"، بل وصل الأمر إلى الحكم بقتل من يترك صلاة الفجر، فيزعم بن تيمية قائلاً: "الطائفة الممتنعة عن ركعتي الفجر يجوز قتالها.. فأما الواجبات والمحرمات الظاهرة فيُقاتل عليها بالاتفاق" ص75.

"المادة الخصبة التى يخرج منها ويتشكل الفكر المتطرف"، هكذا يفسر إبراهيم ربيع، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، كتاب بن تيمية، قائلاً إن مثل هذه الكتب خلقت آلاف المتطرفين لما تحمله من أفكار دموية لاتستند إلى الدين الصحيح، حيث تستخدم الفتاوى الواردة فى كتاب "السياسة الشرعية" فى أعمال قتل وتنكيل من قبل أفراد داعش الإرهابية وغيرها من الجماعات، بمن فيهم "الإخوان"، موضحاً أن بن تيمية يشكل مفردات الفكر التراثي الذى كان يخدم توجهات الدولة الأموية والعباسية، فشمل مصطلحات مثل السبايا والجواري وأهل الذمة، وكلها مصطلحات ليست من السنة أو القرآن.
 
يشير ربيع إلى أن مثل هذه الكتب موجودة وبكثرة سواء على أرصفة الشوارع المهمة أو المكتبات، خاصة فى منطقة "درب الأتراك" التى لا تخلو من كتب تعد مراجع أساسية للجماعات المتطرفة، مطالباً بضرورة متابعة دور النشر وإعادة النظر في المحتوى الخاص بالكتب الدينية لما يمكن أن تضمه من أفكار غير مرغوب بها، كذا فرض رقابة على بائعي الكتب على الأرصفة والشوارع.
 
 

من هنا بدأ داعش

"الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع"، كتاب مكون من جزءين، يبدو مُؤلف للقضايا الفقهية فى أمور الحياة من الزواج والميراث والصلاة وغيرها، ولكن فى طيات هذا الكتاب فتاوى وتفسيرات دموية وتحث على العنصرية والإذلال.. فاعتمد أبي شجاع على كلمات تستخدمها حالياً الجماعات الإرهابية مثل الموت بـ"تحريق أو تغريق" وهي من أساليب "داعش" فى تنفيذ الإعدامات وإراقة الدماء.

ويحكم "الإقناع" أيضاً على تارك الصلاة كسلاً بالقتل، فجاء فى "ص503" "وفى حال ترك الصلاة كسلاً فيستتاب قبل القتل، وحرمة الصلاة عليه ودفنه فى مقابر المشركين".. ويجيز بالقتل أيضاً فى حال تأخير الصلاة، أو أدائها على غير طهارة "ص506".

أما النساء فى نظر أبي شجاع، فيمكن أن يجبرن حتى في الزواج: "أن النساء على ضربين: ثيبات وأبكار، فالبكر يجوز للأب والجد إجبارها على النكاح".

لم يختلف كتاب "مجموع فتاوى بن عثيمين" عن باقي الكتب التي رصدناها، فتنقسم هذه الفتاوى إلى مجموعة من المجلدات، لعل أبرزها مجلد "الهدى والأضحية والجهاد"، الذى يضم بعض الفتاوى التى استشهد بها "داعش" وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة فى بعض أعمالهم الإرهابية، محمد بن صالح العثيمين يجيز الجهاد فى هذا العصر بشرط الاستعداد الجيد علمياً وعسكرياً حتى تكون الأمة الإسلامية قادرة على مواجهة الكفار فى ظل التطور التكنولوجى والعسكرى - على حد وصفه، فيحث بن عثيمين على الذهاب إلى الجهاد عندما يكون المسلم قادرا على ذلك أو الجهاد بماله، وهو ما ورد فى "ص321" كما "يجوز للمسلم الذهاب إلى بلد من البلدان للجهاد فيها إذا توافرت الفرصة، بشرط أن يكون قادراً على الجهاد، وأن الرجل إذا فاته الجهاد بنفسه، لم يفته الجهاد بماله إن كان ذا مال". "ص321"

تطرق الكتاب إلى التعامل مع أسرى "الكفار" وإمكانية قتلهم ليكون ذلك إذلالا للعدو، فضلاً عن قواعد تقسيم الغنيمة، كما يجيز التمثيل بأسرى "العدو" فى حالة كانوا يفعلون نفس الشىء مع المسلمين "ص345" كما يجوز أن يفعل المجاهد ما يحلو له مع السبية بشرط انتظار تقسيم الغنيمة" "ص375"، هكذا يرى بن عثيمين طريقة التعامل مع السبايا أو نساء الأعداء - على حد وصفه-، هذه الفتوى التى تنطبق على أفعال "داعش" مع آلاف النساء الكرديات والأيزيديات فى سوريا والعراق من اغتصاب وتعذيب وبيع أجسادهن.

 

مرحلة الاستقطاب

إسلام الكتاتني، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، يعلق بأن هناك خطوات يمر بها كل المنضمين إلى مثل تلك التنظيمات بداية من مرحلة الاستقطاب أو ما يسمى بالدعوة الفردية والتى تشمل الاطلاع على كتب عامة تتحدث عن الأخلاق والمبادئ والقيم والاستماع إلى بعض الشيوخ المحددين من قبل الجماعة والتي تتحدث عن الجنة والنار.

"ماذا يعنى انتمائى للإسلام"، كتاب يشير إليه الكتاتنى والذى ألفه فتحى يكن، أمير الجماعة الإسلامية السابق، حيث يعد مرجعية لأى شخص يود الانضمام إلى الإخوان، مرورًا بقراءة كتب أكثر تعمقًا في الدين مثل معالم الطريق لسيد قطب، أما الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد فلا غني فيهما عن كتاب الفريضة الغائبة وكتب عمر عبد الرحمن حتى يقتنع بفكر جماعات "الجهاد" كما تسمى نفسها، أما داعش فكتاب "إدارة التوحش" هو أساس المنضمين.

أما نبيل نعيم، القيادى السابق فى تنظيم الجهاد، فيصنف كتاب رسالة التوحيد، لمحمد بن عبد الوهاب، كأحد أهم الكتب التى تعتمد عليها الجماعات التكفيرية، فضلاً عن معالم فى الطريق وتفسير الظلال لسيد قطب، فتشمل مفاهيم تتهم المجتمعات الحالية بأنها لا تمت للإسلام بصلة، بالإضافة إلى بعض كتب ابن تيمية التى تدعو للجهاد والتكفير، ناهيك عن أفكار محمد عبد السلام فرج فى كتبه التى يباع بعضها بسهولة.
 
يستعيد نعيم الذكريات فى فترة التسعينيات، فيقول: "اعتمدت الجماعات الجهادية على توزيع بعض الكتب بالمجان والحرص على نشرها لاستقطاب الشباب وتحديداً كتاب الصلاة وحكم تاركها، والذى يضم فتاوى تشكل مادة خصبة لجذب العقول لطريق التطرف".
 
ويستشهد القيادي البارز السابق فى تنظيم الجهاد، بشوقى الشيخ، كمثال قوي على التأثير الخطير الذي تشكله بعض الكتب، مؤكداً أن الشيخ كان مجرد مهندس زراعي، ولكنه بدأ بقراءة كتب ابن عبد الوهاب وسيد قطب، ثم اعتنق الفكر التكفيري، وكون جماعة "الشوقيين" الجهادية التى سفكت الكثير من الدماء، حتى تم إعدامه.. كما أن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وقتله الرئيس الراحل محمد أنور السادات أهم المتأثرين بهذه الكتب.
 
ويرى نعيم أن الحل الأمثل هو الرد على محتوى هذه المؤلفات، والتفسير الصحيح الذي سيجعل الشباب يفكرون جيداً قبل التأثر بهذه الأفكار.

 

المسئولية ضائعة

بعد الرحلة التي خضناها لكشف سوق بيع الكتب المحظورة, واجهنا بعض المسئولين في جهات مختلفة، وبدأنا بسؤال وزارة الأوقاف عن دورها فى ضبط ومراجعة مثل هذه الكتب، فيقول د.جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن وزارته دعوية فقط، معنية بالكلمة التي تقال على المنبر، والكتب داخل المساجد، أما الكتب الدينية التي تباع فى الشوارع لا تتحمل "الأوقاف" مسئوليتها.

انتقلنا إلى وزارة الثقافة، والتى بدورها نفت هى الأخرى مسئوليتها، وهو ما يؤكده محمد منير، المتحدث باسم وزارة الثقافة، الذى يوضح أن الوزارة تسأل فقط عن الكتب التي تباع بالأماكن التابعة بها، بينما كتب الأرصفة، فليس للوزارة علاقة بها.

"مش مسئوليتنا" .. بهذه الجملة أنكر د. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، علاقة الهيئة بهذا الموضوع.

 

آفات الكتب

يعلق د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، أن هذه الكتب تشكل أزمة بالفعل على عقول وأفكار الشباب، ولكن الأخطر هو عدم وجود هذه المؤلفات بالشوارع فقط وإنما انتشارها على شبكة الإنترنت، مؤكداً أننا بحاجة إلى حركة ومراجعة ثقافية وتعليمية واجتماعية للفظ هذه الأفكار وعدم الانسياق خلفها.
 
ويضيف أن تطبيق المراجعة الفكرية تحتاج إلى الاهتمام بتطوير التعليم، بالإضافة إلى دور القصور الثقافية التى يجب أن تقوم بدورها فى هذا الشأن، فهى بحاجة إلى رؤية جديدة وتطوير يواكب متطلبات العصر والتطور التكنولوجي حتى يكون لها تأثير إيجابي على الشباب.
 
ويرى وزير الثقافة الأسبق، أن هناك دوراً مهما للمؤسسات الدينية فى التوعية السليمة ومواجهة الأفكار المتطرفة التي تستهدف عقول الشباب، وهناك نشاط واضح من قبل وزارة الأوقاف فى هذا الصدد فى ظل دعم الدولة واهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث إن مواجهة هذه الآفة من الكتب التي تبث الفكر المتطرف هام للغاية من أجل الحفاظ على صورة الدولة وقدرتها على مواجهة الإرهاب.
 

استيقظ ضمير الإرهابي التائب عادل عبد الباقي، ليقرر أن يكفر عن ذنوبه بالكشف عن الخبايا التي عاشها فى حوار مسجل له عن كيفية الاستقطاب للشباب من خلال الكتب والأفكار التي يبثها الإرهاب في عقول الشباب إلا أن هذا الحوار يصلح لتوعية المجتمع حتى الآن، وتنتهي قصة عبد الباقي عند هذا الفصل، ولكن هناك الآلاف مثله يقعون تحت تأثير كتب التطرف حتى يومنا هذا.