قصة مدرسة الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري

مدرسة الأمير صرغتمش
مدرسة الأمير صرغتمش


تقول سوزان خالد باحثة فى الآثار الإسلامية ، إن مدرسة الأمير صرغتمش تقع في شارع الخضيري حالياً ملاصقة للواجهة الغربية لجامع أحمد بن طولون، شيدها الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري من مماليك الناصر محمد بن قلاوون، وكان الفراغ منها في شهر ربيع الآخر سنة ٧٥٧ ه‍ ١٣٥٦م.

اقرأ ايضا|  تعرف على تاريخ «المعادن الساسانية» في العصور القديمة


وأضافت خالد، أنها خصصت لتدريس فقة السادة الحنفية والحديث، فكانت هذه المدرسة معقلا لعلماء الحنفية وخاصة الفرس منهم فى القرنين الثامن والتاسع بعد الهجرة، ولذلك ظهرت تأثيرات فنية وفارسية ملموسة في عمارة هذه المدرسة التى انفردت بمميزات معمارية قيمة.


"الوصف المعماري"

تتكون هذه المدرسة من أربعة ايوانات حول صحن مكشوف تتوسطها فسقية حولها ثمانية أعمدة رخامية ليست هي بالفسقية القديمة ، ولكن يرجع إلى أن أعمدتها فقط هي القديمة وأكبر الايوانات ايوان القبلة الذي ينقسم إلى أقسام ثلاثة أكبرها أوسطها ، ومن هذا القسم اقتبس مهندس مدرسة برقوق تقسيم الإيوان الشرقي " مدرسة برقوق بشارع بين القصرين " والمحراب يتصدر هذا الايوان تزينه اشرطه رخامية ملونه وطاقيته منقوشة وبها كتابات عليها آية الكرسى وبجوار المحراب يوجد منبر خشبى بحشواته المجمعة وعليه كتابه نصها " أنشأ هذا المنبر من فضل الله تعالى قيومجى أحمد كتخداى عزبان عمره الله سنة ١١١٨ ه‍ ". و يلاحظ أن المحراب تغطية قبة فهى أول قبة باقية فوق محراب مدرسة ، والقبة الحالية أعادت بناءها لجنة حفظ الآثار العربية .

وتوجد حول صحن المدرسة أبواب الخلاوي عقودها فارسية الطراز ومكسوة بالرخام الأبيض والأسود ، ويرجح أن هذه الكسوة ليست من عمل المنشئ ، وإنما تالية له ، وذلك لأن فتحاتها كانت تشتمل على عتبات وكانت أوسع مما هي عليها الآن .

وفى الركن القبلي للإيوان الغربي باب القبة ، وبداخلها نجد ثراء الأرضية والجدران بتغشيتها بالرخام الملون ، وفى وسط القبة توجد تركيبة من الرخام بلغت درجة كبيرة من الدقة والإتقان فى زخارفها وجمال شكلها ، ولكنها تخلو من اسم من عملت لأجله ، وهذه القبة على مثال القباب السمرقندية لها رقبة مستطيلة أحيطت بافريز منقوش ومكتوب وهذا النوع من القباب نادر بمصر وظهر لأول مرة فى هذه المدرسة .
 


والواجهه الرئيسية للمدرسة هى الغربية وبطرفها القبلى القبة وهى بارزة عن سمت الواجهه ، وكذلك المئذنة وبجوارها المدخل الرئيسى ، وهو حافل بالمقرنصات المذهبة ونقشت تواشيحه بزخارف نباتية مورقة ، ويتوسطه الباب الرئيسى تزين عتبه نقوش نباتية مورقة ومكتوب على جانبية فوق المكاسل تاريخ الانشاء واسم المنشئ ، ويؤدى هذا الباب الى دركاه عبارة عن ردهه صغيرة بصدرها صف ، وعلى اليسار منها باب الميضأه ، وعلى اليمين باب يؤدى إلى حجرة كبيرة تطل على الواجهه ثم باب يصعد الية ببعض درجات سلم يؤدى إلى داخل المدرسة .


وأما عن مئذنة هذه المدرسة فهى من المآذن الرشيقة بنيت من الحجر ،  وتتكون من ثلاث طبقات : الاولى : تعلو سطح المدرسة ، وهى مثمنه القطاع ، والثانية : التى تليها مثمنة أيضا .
أما الدورة الثالثة فتتكون من عمد رخامية تحمل مقرنصات لطيفة فوقها خوذة منقوشة ، وربما اقتبس مهندسها هذا الأسلوب من مئذنه مسجد الناصر محمد بالقلعه ومئذنتى مسجد وخانقاه الأمير شيخو بالصليبية ، وتمتاز مئذنة الامير صرغتمش بتلبيسها بالحجارة الملونة .